قال كورت كامبل، منسق السياسة الخاصة بالمحيطين الهندي والهادئ في البيت الأبيض، الثلاثاء، إن من الممكن أن تتعايش الصين والولايات المتحدة في سلام، لكن التحدي ضخم مع اتجاه بكين لفرض أجندتها بشكل متزايد.
وأضاف كامبل في ندوة استضافها مركز أبحاث "آسيا سوسايتي" أن الرئيس جو بايدن سيستضيف قمة في أواخر العام الجاري مع قادة أستراليا والهند واليابان، فيما يسمى لتجمع (الرباعي) الذي تعتبره واشنطن وسيلة للتصدي للصين.
ورداً على سؤال عن موعد أول اجتماع بين بايدن والرئيس الصيني شي جين بينغ، وما إذا كان اللقاء سيتم خلال قمة مجموعة العشرين في أكتوبر، قال كامبل "أتوقع أن نشهد نوعاً ما من التواصل قبل مضي وقت طويل".
وتابع كامبل أن التحدي بالنسبة للولايات المتحدة يتمثل في وضع استراتيجية تتيح فرصاً للصين، لكنها تتضمن أيضاً رداً إذا اتخذت بكين خطوات "تناقض صيانة السلام والاستقرار".
وقال إن الصين صارت في الآونة الأخيرة تميل لفرض أجندتها، وأصبحت تخوض مواجهة مع كثير من الدول في وقت واحد، وذلك في استراتيجية تناقض الأسلوب الذي اتبعته في التسعينات.
وانتقد كامبل مقاربة الصين تجاه حليف أميركا التقليدي أستراليا، معتبراً أن هذه المقاربة تظهر نوعاً من القسوة التي تبدو "غير مثمرة".
وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ، اعتبر الخميس الماضي أن النهضة التي تشهدها بلاده هي "مسيرة تاريخية لا رجعة فيها"، مشدداً على أن زمن تعرض العملاق الآسيوي للتنمر "ولّى إلى غير رجعة".
مقاربة حذرة
وأبدى كامبل نوعاً من الحذر في مقاربة قضية تايوان، الجزيرة ذات الحكم الذاتي والمدعومة أميركياً، والتي تعتبرها الصين جزءاً من أراضيها وتريد استعادتها.
وقال كامبل إن واشنطن تدعم علاقة غير رسمية قوية مع الجزيرة، وهي تؤمن بأن تايوان يجب أن يكون لها دور دولي، كما يجب ألا يتحاشاها المجتمع الدولي، مؤكداً في الوقت نفسه أن واشنطن لا تدعم استقلال تايوان.
وأضاف: "ندرك تماماً ونتفهم الحساسيات المُتضمّنة هنا"، مشيراً إلى أن "الحفاظ على السلام والاستقرار في ما يتعلق بتايوان يمثل توازناً خطيراً".
وقال المنسق الأميركي إن على الصين أن تدرك من الرد الأميركي والدولي على قمعها للديمقراطية في هونغ كونغ، أن أي إجراء من هذا القبيل في تايوان سيكون "كارثياً"، على حد تعبيره.
"المحيط الهادئ الهندي"
ولفت كامبل إلى أن واشنطن تأمل في نوع من الإقرار من بكين بأن منطقة المحيط الهادئ الهندي، كبيرة بما فيه الكفاية بالنسبة لقوتين عظميين (الصين وأميركا)، لكنه اعتبر أن "بعض ما رأيناه من الرئيس شي جين بينغ ورفاقه يدل على أن طموحات الصين تتجاوز هذا".
وأكد كامبل أن واشنطن تأمل أيضاً في نوع من التعاون مع الصين في قضايا مثل التغير المناخي، على الرغم من أن إمكانات التعاون التي أظهرها وباء فيروس كورونا كانت مخيبة إلى حد ما، على حد تعبيره.
ورداً على سؤال عن المشاركة التجارية بعد انسحاب إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب من اتفاقية الشراكة التجارية عبر المحيط الهادئ، قال كامبل إن تركيز إدارة بايدن هذا العام انصب على التعافي محلياً، واللقاحات، والتواصل مع الحلفاء، مشيراً إلى أنها تدرك الحاجة إلى "أجندة إيجابية للتجارة" مع منطقة المحيط الهادئ الهندي ككل.
واعتبر الرئيس الصيني شي جين بينغ، الخميس الماضي، أن النهضة التي تشهدها بلاده هي "مسيرة تاريخية لا رجعة فيها"، مشدداً على أن زمن تعرض العملاق الآسيوي للتنمر "ولّى إلى غير رجعة".
وقال شي جين بينغ أمام حشد غفير في ساحة تيانانمين بالعاصمة بكين في خطاب بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الحاكم: "لقد ولّى إلى غير رجعة الزمن الذي كان يُمكن فيه أن يُداس الشعب الصيني وأن يُعاني وأن يُضطهد".
ولم يخلُ خطاب الرئيس الصيني من رسائل إلى الولايات المتحدة التي تصف باستمرار العملاق الآسيوي بأنه "منافسها السياسي والاقتصادي في العالم".