
توفي الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة ومؤسسها أحمد جبريل، الأربعاء، في دمشق عن عمر ناهز 83 عاماً.
أسس جبريل عام 1968 "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين -القيادة العامة"، أحد فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، التي اتخذت من الفكر القومي أيديولوجية لها ومن دمشق مقرا لها.
وقدم الرئيس محمود عباس التعزية في وفاة جبريل لابنه بدر جبريل وللأمين العام المساعد للجبهة، طلال ناجي، في اتصالين هاتفيين.
عرف أحمد جبريل بقربة من النظام السياسي في سوريا ومعارضته للرئيس الراحل ياسر عرفات ومن بعده الرئيس محمود عباس.
عارض جبريل اتفاقية "أوسلو" بين قيادة منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل عام 1993 ورفض العودة مع قيادة وقوات المنظمة إلى الضفة الغربية وقطاع غزة، وبقي مقيماً في سوريا.
المولد والنشأة
ولد جبريل عام 1938 في قرية يازور بقضاء يافا في فلسطين أثناء فترة الانتداب البريطاني، ولجأ مع أسرته إلى سوريا في العام 1948. واغتالت إسرائيل نجله الأكبر جهاد عام 2002 في لبنان في انفجار استهدف سيارته.
قاد أحمد جبريل عملية تبادل أسرى مع إسرائيل عام 1985، أُطلق بموجبها سراح أكثر من ألف ومئة أسير فلسطيني مقابل جنديين إسرائيليين أسرتهما منظمته أثناء حرب عام 1982.
ورغم معارضته الشديدة لقيادة منظمة التحرير، إلا أنه حافظ على عضوية جبهته في المنظمة. وشارك ممثلون عن الجبهة في الاجتماعات الأخيرة للفصائل الفلسطينية التي عقدت في القاهرة بمشاركة 14 فصيلاً، والتي جرى فيها الاتفاق على إجراء الانتخابات العامة وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية.
علاقته بإيران وحزب الله
وفي حوار أجراه رئيس تحرير جريدة "الشرق الأوسط" غسان شربل، لمجلة "الوسط" التي كانت تصدر عن دار الحياة عام 1995، حكى جبريل الكثير من التفاصيل عن خلافاته مع القيادة الفلسطينية برئاسة الرئيس الراحل ياسر عرفات، وعن علاقاته بإيران وحزب الله، والعمليات التي نفذتها الجبهة الشعبية - القيادة العامة ضد إسرائيل في جنوب لبنان وفي العمق الإسرائيلي.
في العلاقة مع إيران، كشف جبريل في الحوار، أنه منذ بدأت الثورة التي قادها الخميني في مواجهة الشاه "كنا منحازين تماماً إلى جانب الشعب الإيراني، كنا نكره الشاه ونعتبره متآمراً على القضايا العربية والإسلامية". وكشف أنه منذ منتصف السبعينيات "كنا على اتصال مع فصائل وأحزاب إيرانية معارضة، كنا ندربهم ونقدم لهم بعض التسهيلات اللوجستية ولا سيما الاتصالات اللاسلكية".
ولفت جبريل إلى أن العلاقة بين الجبهة الشعبية - القيادة العامة وإيران "ساهمت في التقريب بيننا وبين حزب الله" وفعّلت هذه العلاقة".
معركة الكرامة
وفي مقابلته مع غسان شربل، حمّل جبريل الرئيس الراحل ياسر عرفات مسؤولية "الهزيمة في معركة الكرامة" عام 1968 ضد الإسرائيليين، التي قال إنه سقط فيها أكثر من 125 قتيلاً و120 أسيراً.
وقال جبريل إن الهزيمة كانت بسبب خلافه مع عرفات على التمركز في قرية الكرامة التي تبعد عن نهر الأردن نحو ستة كيلومترات، فاقترح جبريل بعد التهديدات الإسرائيلية نشر القوات في جبال السلط والوديان "لئلا نكون لقمة سائغة أمام العدو الإسرائيلي، وأن تزرع الألغام ونترك مجموعات مضادة للدروع داخل الكرامة. عندها وقف ياسر عرفات وقال: أنا أريد أن أقاتل داخل الكرامة وأن أجعلها ستالينغراد".
هجوم الطائرات الشراعية
ويحكي جبريل في الحوار قصة الهجوم على إسرائيل بطائرات شراعية من جنوب لبنان، وقتل فيه ستة جنود إسرائيليين عام 1987.
وقال جبريل إن الإسرائيليين "أبدعوا في إقامة حاجز أمني. وقدمت أميركا لهم كل التكنولوجيا المتقدمة اللازمة، فحاولنا إيجاد تكنولوجيا تمكننا من تجاوز هذا الحاجز الذي أقامته إسرائيل، ويمتد من الناقورة إلى إيلات وحتى في البحر، بأجهزة تنصت ورادارات حرارية".
وقال جبريل إنه تم تصنيع الطائرات التي استخدمت في الهجوم محلياً، بإمكانات ذاتية، وهي طائرات وصفها بأنها "من قماش، يمكن نقلها في سيارة تاكسي".