روسيا وطالبان.. شراكات متنامية لسحق "عدو مشترك"

time reading iconدقائق القراءة - 5
وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يرحب بوفد طالبان خلال محادثات السلام بشأن أفغانستان في موسكو. 9 نوفمبر 2018 - REUTERS
وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يرحب بوفد طالبان خلال محادثات السلام بشأن أفغانستان في موسكو. 9 نوفمبر 2018 - REUTERS
دبي -الشرق

بعد مرور ما يقرب من عام على وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حركة طالبان الأفغانية بأنها "حليف" في مكافحة الإرهاب، رفعت موسكو حظراً دام عقدين على الحركة، بهدف تعزيز العلاقات مع كابول لسحق عدو مشترك هو "تنظيم داعش".

وقال جون هيربست، المدير الأول لمركز أوراسيا التابع للمجلس الأطلسي لـ"بلومبرغ"، إن هذه الخطوة "لم تكن مفاجئة"، نظراً لحديث بوتين عن تعاون متزايد مع طالبان في مكافحة الإرهاب.

وأضاف أن هذه الخطوة "مُوجّهة تحديداً ضد داعش"، التي أعلنت مسؤوليتها عن "الهجوم الإرهابي الدموي" على مبنى بلدية كروكس في مارس 2024.

من جانبه، قال فيض الله جلال، المحلل السياسي الأفغاني المستقل والناشط في مجال حقوق الإنسان، إن القرار "سيفتح الباب أيضاً أمام الاعتراف الرسمي بحكومة طالبان"، التي ظلت منبوذة منذ توليها السلطة في أفغانستان قبل نحو أربع سنوات. 

في حين لم تعترف أي دولة بحكومة طالبان، التي أُدينت دولياً لانتهاكاتها المتكررة لحقوق الإنسان، أعلنت وزارة الخارجية في كابول، الأربعاء الماضي، أن روسيا وافقت على رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي لأفغانستان في موسكو إلى مستوى سفير.

وذكرت "بلومبرغ" أن التقارب الروسي الحذر والبطيء مع طالبان، التي حظرتها موسكو كجماعة إرهابية في عام 2003، يؤكد أن كلا الجانبين يرى فوائد في تحسين العلاقات، واعتبرت أنه "بالنسبة لروسيا، من الضروري الحماية من خطر الإرهاب في الداخل وفي منطقة آسيا الوسطى الأوسع. وبالنسبة لطالبان، فإن ذلك يكافئ الجهود المبذولة لكسب الشرعية الدولية، وربما يجلب الاستثمار الأجنبي للمساعدة في دعم الاقتصاد".

وكجزء من هذه المساعي، قام سكرتير مجلس الأمن الروسي، سيرجي شويجو، بزيارة نادرة إلى كابول في نوفمبر الماضي، وتحدث مع العديد من كبار المسؤولين.

علاقات مفيدة

كما تُعد روسيا واحدة من الدول القليلة، بما في ذلك الصين، التي رحبت بدبلوماسيين من طالبان في عاصمتها.

وأكدت الخارجية الروسية في بيان لها، عقب قرار المحكمة بإضفاء الشرعية على حركة طالبان: "تهدف روسيا إلى بناء علاقات مفيدة للطرفين مع أفغانستان في جميع المجالات، بما في ذلك مكافحة المخدرات والإرهاب".

وكشفت "بلومبرغ" أن عدداً من المنظمات الإرهابية تعمل انطلاقاً من أفغانستان، لكن التنظيم الذي يُشكل "التهديد الأكبر" في الداخل والخارج هو "تنظيم داعش" في خراسان، وهو فرع إقليمي لتنظيم "داعش" الأكبر، وفقاً لورقة بحثية صادرة عن دائرة أبحاث الكونجرس في واشنطن. 

وتبنى تنظيم "داعش" في خراسان، العام الماضي، أسوأ هجوم في روسيا منذ أكثر من عقدين، والذي أودى بحياة 137 شخصاً على الأقل.

وقُدِّرت قوة "تنظيم داعش" في خراسان، بما يتراوح بين 2000 و5000 عضو، اعتباراً من أبريل 2024. ووصف المركز الوطني الأمريكي لمكافحة الإرهاب الجماعة المتمردة بأنها واحدة من "أشد فروع تنظيم داعش فتكاً"، قائلاً إن مسلحيها قتلوا أو جرحوا آلاف الأشخاص في أفغانستان وباكستان.

تقارب حذر

ولم يكن تحسين العلاقات مع كابول مضموناً لموسكو، نظراً للتاريخ المعقد بين العاصمتين. غزا الاتحاد السوفيتي أفغانستان في عام 1979 وخاض حرباً استمرت عقداً من الزمان.

وفي حين زادت التجارة بنسبة 18% في الأشهر الثمانية الأولى من عام 2024 مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، إلا أنها ظلت متواضعة عند حوالي 227 مليون دولار، وفقاً لوزارة الصناعة والتجارة الأفغانية.

ويمكن أن يؤدي تطبيع العلاقات إلى زيادة النشاط الاقتصادي بين روسيا وأفغانستان. 

ذكرت وزارة الخارجية الروسية أواخر العام الماضي، أنها تتطلع إلى صياغة مشروعات في قطاعي الطاقة والزراعة مع طالبان، وفقاً لوكالة "تاس" الروسية للأنباء، وبحلول نهاية العام الماضي، أصبحت أفغانستان أكبر مشترٍ للدقيق الروسي.

وقال وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، الأربعاء الماضي، حسبما نقلت وكالة "تاس": "السلطات في كابول حقيقة يجب أخذها في الاعتبار إذا أردنا اتباع سياسة براجماتية وغير أيديولوجية". وقال لافروف أيضاً إن روسيا تدعو إلى إطلاق سراح احتياطيات الدولة الأفغانية المجمدة حالياً في الولايات المتحدة.

تصنيفات

قصص قد تهمك