ترمب: روسيا وأوكرانيا اتفقتا على معظم النقاط الرئيسية ويجب أن تجتمعا الآن

"واشنطن بوست": أوروبا قدمت مقترحاً جديداً لواشنطن يشمل تقديم ضمانات أمنية لكييف

time reading iconدقائق القراءة - 7
جندي أوكراني يطلق قذيفة في موقع بمنطقة زابوروجيا. 24 أبريل 2025 - REUTERS
جندي أوكراني يطلق قذيفة في موقع بمنطقة زابوروجيا. 24 أبريل 2025 - REUTERS
دبي -الشرق

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الجمعة، أنه بعد يوم جيد من المحادثات والاجتماعات، تم الاتفاق على معظم النقاط الرئيسية في اتفاق سلام ينهي الحرب الروسية على أوكرانيا، داعياً الطرفين إلى الاجتماع على مستويات رفيعة فوراً.

وكتب ترمب في منشور على" تروث سوشيال": "إنهم يقتربون جداً من التوصل لاتفاق ويتعين أن يجتمع الجانبان الآن على مستويات رفيعة للغاية ’لإنهاء الأمر’".

وجاءت تدوينة ترمب بعد محادثات أجرها مبعوثه ستيف ويتكوف مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتي ووصفت بـ"البناءة" والمفيدة".

ودعا ترمب، موسكو وكييف لـ"وقف إراقة الدماء الآن"، وأضاف: "سنكون حاضرين في أي مكان يكون فيه وجودنا ضرورياً للمساعدة في إنهاء هذه الحرب الوحشية والعبثية".

وفي منشور سابق الجمعة، ذكر الرئيس الأميركي، أن "العمل على اتفاقية السلام الشاملة بين روسيا وأوكرانيا يسير بسلاسة"، فيما أكد نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على تمسك بلاده بضرورة موافقة روسيا "فوراً ودون شروط" على وقف كامل لإطلاق النار.

وأضاف زيلينسكي عبر منصة "إكس"، أن موسكو "ترفض كل مقترحاتنا التي قدمناها لوقف الحرب، ولا يمكن حل هذه المشكلة إلا بالضغط عليها"، مشيراً إلى أن كييف وافقت على اقتراح ترمب بوقف إطلاق النار قبل 45 يوماً.

اجتماع بوتين مع ويتكوف

وتأتي هذه التصريحات بعد عقد الرئيس الروسي في موسكو، الجمعة، مباحثات مع ستيف ويتكوف مبعوث ترمب استغرقت 3 ساعات لمناقشة خطة أميركية لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

قال يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي، إن الاجتماع كان "بناءً" و"مفيداً"، موضحاً للصحافيين، أنه "سمح لنا بتقريب مواقف روسيا والولايات المتحدة، بشكل أكبر، ليس فقط بشأن أوكرانيا، ولكن أيضاً بشأن عدد من القضايا الدولية الأخرى".

وأشار إلى أنه "تمت مناقشة إمكانية استئناف المفاوضات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا"، مضيفاً: "من المهم أن اجتماع اليوم عقد في الذكرى الثمانين للقاء التاريخي بين القوات السوفيتية والأميركية على نهر إلبه، وهذا الاجتماع، يرمز إلى التحالف العسكري بين بلدينا في الحرب ضد النازية".

وذكرت "رويترز"، أن الخطة الأميركية للسلام التي حملها ويتكوف تتضمن "اعترافاً أميركياً رسمياً بسيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم"، بالإضافة إلى "اعتراف بسيطرة موسكو على مناطق جنوب وشرق أوكرانيا التي تسيطر عليها قوات روسية".

ونقلت "بلومبرغ" عن مسؤولين مطلعين قولهم إن المبعوث الأميركي المكلف بالملف الأوكراني، سيناقش مع بوتين مسألة قبول روسيا بحق أوكرانيا في امتلاك جيش وصناعة دفاعية، كجزء من اتفاق سلام بين موسكو وكييف، وكذلك، إعادة السيطرة على محطة زاوبوروجيا النووية، والأراضي التي تسيطر عليها روسيا في خاركوف إلى أوكرانيا.

وفي السياق، قال زيلينسكي، الجمعة، إنه يوافق نظيره الأميركي الرأي في أنه لا يمكن استعادة شبه جزيرة القرم من روسيا باستخدام القوة، مضيفاً في تصريحات نشرتها "بلومبرغ"، أن تواجد قوات أميركية على الأرض في أوكرانيا "غير ضروري" بالنسبة لكييف، لافتاً إلى أن أنظمة صواريخ "باتريوت" والمعلومات الاستخباراتية كافية لضمان الأمن في أوكرانيا.

وبرز ويتكوف باعتباره المحاور الرئيسي لواشنطن مع بوتين في الوقت الذي يسعى فيه ترمب إلى التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب التي دخلت الآن عامها الرابع، وعقد بالفعل 3 اجتماعات طويلة مع الرئيس الروسي.

مقترحات أوروبية جديدة

وتأتي أحدث زيارة لويتكوف إلى موسكو في أعقاب محادثات جرت هذا الأسبوع قاوم فيها المسؤولون الأوكرانيون والأوروبيون بعض المقترحات الأميركية بشأن كيفية تسوية الصراع الأكثر دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، الجمعة، أن أوروبا اقترحت خلال المحادثات التي جرت، الأربعاء الماضي، في لندن إضافة عناصر جديدة على المقترح الأميركي الذي اعتبرت أنه "منحاز كثيراً لروسيا".

وتضمن المقترح الأوروبي ضرورة أن يشمل الاتفاق "وقف إطلاق نار غير مشروط" و"ضمانات أمنية قوية"، بحسب الصحيفة التي لفتت إلى أن كييف تطالب كذلك باتفاق يقلل من تقديم أي تنازلات إقليمية.

كما ترغب أوروبا بـ"استخدام الأصول الروسية المجمدة لتمويل خطة إعادة الإعمار في أوكرانيا"، و"رفع العقوبات تدريجياً عن روسيا في حال الالتزام باتفاق السلام".

وقال مسؤول غربي لـ"واشنطن بوست"، إنه "ليس من المعقول فقط بل من الضروري، رفض بعض بنود المقترح الأميركي، لأنه يمنح روسيا الكثير وأوكرانيا القليل جداً".

وفقاً للصحيفة الأميركية، يحاول المسؤولون الأوروبيون دفع واشنطن باتجاه اتفاق أكثر منطقية لأوكرانيا، والموافقة على فكرة اعتبار مسألة وقف إطلاق النار خطوة أولى أساسية.

وقال دبلوماسي مشارك بشكل مباشر في المحادثات: "نحن نحاول الهبوط على مدرج ضيق جداً جداً. علينا أن نتجنب الوصول إلى وضع يتم فيه تجاوز الخطوط الحمراء الأوكرانية بشكل يدفعهم إلى الانسحاب، ونعتقد أننا نقترب من هذا الحد".

وأشار مسؤول مطلع على المحادثات، إلى أن أوكرانيا "قلقة بشأن ما ستفعله الولايات المتحدة". ويرى الأوروبيون، أن "نفوذ موسكو على واشنطن، وميولها لاستخدام مزاعم إقليمية قديمة لتبرير عدوان عسكري حديث، يشكلان تهديداً متصاعداً"، بحسب ما نقلته الصحيفة.

وأضاف المسؤول: "ربما يبدو الأمر كأنه قصة خيالية قديمة بالنسبة لبعض الأميركيين، لكن هنا في أوروبا يعني أن روسيا لم تنس كيف تُقسّم. الأوروبيون يساعدون أوكرانيا كثيراً، لكنهم قلقون أيضاً".

وفي الوقت ذاته، يضغط الأوروبيون على زيلينسكي للاعتراف بإمكانية أن تضطر كييف للتخلي عن بعض الأراضي كجزء من اتفاق السلام. وقال أحد المسؤولين، إنهم "أحرزوا تقدماً في هذا الاتجاه، الأربعاء الماضي".

وبحسب "واشنطن بوست"، لدى المفاوضين شعور بأن أوكرانيا قد تكون مستعدة لتحمّل سيطرة روسية على شبه جزيرة القرم، طالما أنها غير مطالبة بالاعتراف بها بشكل قانوني. ومع ذلك، فإن العديد من الأوكرانيين لا يرغبون في استبعاد إمكانية استعادة تلك الأراضي، حتى وإن كان ذلك في المستقبل البعيد.

ولفت المسؤول المطلع، إلى أنه "على الرغم من ضرورة الدعم الأميركي، إلا أن هذا لا يعني أن أوكرانيا ستستجيب للمطالب الروسية لأن الأميركيين يبتزونها بأنهم لن يقدموا المساعدة".

تصنيفات

قصص قد تهمك