
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، بعد لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترمب على هامش مراسم جنازة البابا فرنسيس في الفاتيكان، إن الاجتماع كان "رمزياً للغاية"، ويمكن أن يصبح تاريخياً، حال التوصل إلى نتائج.
وأضاف في منشور عبر تليجرام: "نتوقع تحقيق نتائج لكل القضايا التي بحثناها وتشمل الدفاع عن شعبنا ووقف إطلاق النار الكامل وغير المشروط والسلام الدائم الذي يمنع اندلاع الحرب مجدداً".
وأردف: "تمكنا من تغطية الكثير من الموضوعات خلال اللقاء المباشر، ونتوقع تحقيق نتائج بشأن ما تحدثنا عنه"، فيما شكر الرئيس الأميركي.
وعند سؤالها عن صورة نشرها المكتب الصحفي الرئاسي الأوكراني تُظهر أربعة قادة (زيلينسكي والرئيسان الأميركي والفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر) في جنازة بابا الفاتيكان، قالت الرئاسة الفرنسية: "الاجتماع كان إيجابياً".
وكان مكتب الرئيس الأوكراني، قال إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب التقى بنظيره الأوكراني لفترة وجيزة، قبيل بدء مراسم جنازة البابا، وذلك لأول مرة منذ اجتماعهما المتوتر في البيت الأبيض، في فبراير الماضي.
وبحسب صحيفة kyivindependent، فإن الاجتماع لم يستمر سوى بضع دقائق، حيث شوهد ترمب وزيلينسكي وقادة عالميون آخرون، بمن فيهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فور انضمامهم إلى مراسم الجنازة.
بدوره، قال الناطق باسم الرئاسة الأوكرانية، سيرجي نيكيفوروف، لوسائل الإعلام، إن الاجتماع انتهى بين زيلينسكي وترمب، فيما ذكرت قناة "سكاي نيوز"، نقلاً عن مصادر في الفاتيكان، أن الزعيمين اتفقا على إجراء مزيد من المحادثات بعد مراسم الجنازة.
من جانبه، قال ستيفن تشونج، مدير الاتصالات في البيت الأبيض، إن ترمب أجرى "نقاشاً مثمراً للغاية" مع الرئيس الأوكراني قبيل المشاركة في جنازة البابا فرنسيس، مضيفاً أن الزعيمين "اجتمعا اليوم على انفراد (...) سنوافيكم بمزيد من التفاصيل حول الاجتماع لاحقاً".
وبحسب "بلومبرغ"، سيتحدث الرئيسان الأميركي والأوكراني مرة أخرى السبت، بعد حديثهما في الفاتيكان، حيث يضغط ترمب من أجل التوصل إلى اتفاق سلام بين أوكرانيا وروسيا.
ولم يلتقِ ترمب وزيلينسكي وجهاً لوجه منذ المشادة الكلامية بينهما في البيت الأبيض في فبراير الماضي، حيث انتقد ترمب ونائبه جي دي فانس، زيلينسكي، لما وصفاه بـ"عدم امتنان" زيلينسكي للدعم الأميركي في حرب أوكرانيا ضد روسيا.
اتفاق السلام
وأكد مكتب زيلينسكي هذا اللقاء، الذي يأتي في وقت يُكثّف فيه ترمب مساعيه للتوصل إلى اتفاق سلام يخشى المنتقدون أن يكون في صالح روسيا. حسبما أفادت "بلومبرغ".
وصعّد ترمب الضغط على أوكرانيا وزيلينسكي، لقبول اقتراحه لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، والذي يتضمن، اعتراف الولايات المتحدة قانونياً بالاحتلال الروسي لشبه جزيرة القرم، وقبولاً فعلياً بسيطرة موسكو على أراضٍ محتلة أخرى في الشرق والجنوب.
واقترح الرئيس الأميركي خطة سلام جديدة من أجل وقف الحرب المتواصلة منذ أكثر من 3 سنوات بين روسيا وأوكرانيا، إذ تقترح اعترافاً أميركياً بسيادة موسكو على شبه جزيرة القرم التي استولت عليها في عام 2014، لتنهي عقداً من الرفض الأميركي، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".
وقالت الصحيفة الأميركية، إن مقترح السلام الجديد الذي قدمته إدارة ترمب في لندن، الأربعاء الماضي، تضمن اعترافاً من الولايات المتحدة بأن شبه جزيرة القرم جزء من روسيا وهو ما كانت تخشاه أوكرانيا خلال فترة ولاية ترمب الأولى بالسيطرة الروسية على القرم.
كما أعلن ترمب، أنه بعد يوم جيد من المحادثات والاجتماعات، تم الاتفاق على معظم النقاط الرئيسية في اتفاق سلام ينهي الحرب الروسية على أوكرانيا، داعياً الطرفين إلى الاجتماع على مستويات رفيعة فوراً.
وجاءت تدوينة ترمب بعد محادثات أجرها مبعوثه ستيف ويتكوف مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتي ووصفت بـ"البناءة" والمفيدة".
وفي منشور سابق، الجمعة، ذكر الرئيس الأميركي، أن "العمل على اتفاقية السلام الشاملة بين روسيا وأوكرانيا يسير بسلاسة"، فيما أكد نظيره الأوكراني على تمسك بلاده بضرورة موافقة روسيا "فوراً ودون شروط" على وقف كامل لإطلاق النار.
وأضاف زيلينسكي عبر منصة "إكس"، أن موسكو "ترفض كل مقترحاتنا التي قدمناها لوقف الحرب، ولا يمكن حل هذه المشكلة إلا بالضغط عليها"، مشيراً إلى أن كييف وافقت على اقتراح ترمب بوقف إطلاق النار قبل 45 يوماً.
وقدّمت كييف وحلفاؤها الأوروبيون اقتراحهم المضاد، الذي يدعو إلى ضمانات أمنية حازمة، وسط إصرار على ضرورة معالجة المسائل الإقليمية فقط بعد وقف إطلاق نار كامل، والانطلاق من خط السيطرة.
وتضمن المقترح الأوروبي ضرورة أن يشمل الاتفاق "وقف إطلاق نار غير مشروط" و"ضمانات أمنية قوية"، بحسب الصحيفة التي لفتت إلى أن كييف تطالب كذلك باتفاق يقلل من تقديم أي تنازلات إقليمية.