تناثرت جثث وسط حطام مركز لاحتجاز المهاجرين غير الشرعيين باليمن، في أعقاب ما وصفته قناة "المسيرة" التابعة لجماعة الحوثي في اليمن، الاثنين، بأنه غارة جوية أميركية أودت بحياة 68 شخصاً في أعنف هجوم خلال 6 أسابيع.
وقال مسؤول دفاعي أميركي، طلب عدم كشف هويته، إن"الجيش الأميركي على علم بما تردد عن وقوع خسائر بشرية في صفوف المدنيين"، مضيفاً "نأخذ هذه المزاعم على محمل الجد، ونجري حالياً تقييمنا للأضرار الناجمة، والتحقيق في هذه المزاعم".
وذكر الجيش الأميركي، أنه "لن يقدم معلومات مفصلة عن أهداف غاراته الجوية لأسباب تتعلق بأمن العمليات".
وعرض تلفزيون "المسيرة" صوراً لآثار الغارة في صعدة الواقعة على طريق يستخدمه المهاجرون الأفارقة للعبور إلى اليمن الذي مزقته الصراعات.
وأظهرت اللقطات جثثاً يكسوها الغبار وسط أنقاض ملطخة بالدماء، كما تحدث ناجون آخرون، في مقابلات مع التلفزيون اليمني في المستشفى، عن حالتهم عندما استيقظوا على وقع انفجار الفجر، كما ذكر أحدهم أن "شدة الانفجار دفعته إلى أعلى قبل أن يسقط أرضاً".
قصف مركز إيواء
وقال المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام على منصة "إكس": "جريمة وحشية أقدمت عليها الإدارة الأميركية فجر اليوم بحق مهاجرين أفارقة أبرياء بقصف مركز إيواء لهم في صعدة يضم أكثر من مائة مهاجر غير شرعي".
وقال يحيى سريع المتحدث العسكري باسم الحوثيين في بيان بثه التلفزيون، الاثنين، إن "الجماعة ستواصل هجماتها في البحر الأحمر".
وتمكنت "رويترز" من التحقق من موقع اللقطات المصورة وتوقيتها بعد الهجوم من خلال معالم مرئية، منها مبنى يشبه المستودع ذو سقف مموج تعرض لأضرار.
وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية للموقع نفسه في اليوم السابق أن "السقف سليم".
كما استهدفت أعنف غارة أميركية على اليمن حتى الآن، هذا الشهر، ميناء رأس عيسى النفطي المطل على البحر الأحمر، ما أودى بحياة 74 شخصاً على الأقل.
قصف مئات الأهداف
وقال الجيش الأميركي، إنه قصف أكثر من 800 هدف منذ بدء العملية الحالية في اليمن، المعروفة باسم "راف رايدر"، في 15 مارس الماضي، مضيفاً "أن هذه الضربات تسببت في مصرع مئات المقاتلين الحوثيين وعدد كبير من قادتهم".
وأعلنت البحرية الأميركية، سقوط طائرة F18 وقاطرتها من على حاملة الطائرات هاري ترومان التي تشارك في الغارات الجوية على اليمن من البحر الأحمر.
وقال الحوثيون في بيان سابق، الاثنين، إنهم استهدفوا حاملة الطائرات والسفن الحربية ذات الصلة بها رداً على ما وصفوه بـ"المجازر الأميركية بحق المدنيين".
وأثار مدافعون عن حقوق الإنسان، مخاوف بشأن الضحايا بين المدنيين، وكتب ثلاثة أعضاء بالحزب الديمقراطي في مجلس الشيوخ إلى وزير الدفاع بيت هيجسيث، الخميس، مطالبين بمحاسبة المسؤولين عن الخسائر في أرواح المدنيين.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، الاثنين، "تشكل الضربات الجوية خطراً متزايداً على المدنيين في اليمن"، مضيفاً "نواصل دعوة جميع الأطراف إلى الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك حماية المدنيين".
وقال مسؤولون في وكالات الإغاثةK إن"مئات الآلاف من الساعين إلى الهروب من الفقر يسافرون كل عام من منطقة القرن الإفريقي والبحر الأحمر لينطلقوا في رحلة سيراً على الأقدام عبر اليمن إلى الحدود السعودية".
وذكرت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، إن "أكثر من 500 شخص غرقوا في أثناء عبور البحر الأحمر العام الماضي خلال محاولتهم الوصول إلى اليمن".