
تعرض مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز، الذي من المحتمل أن يغادر منصبه خلال الساعات المقبلة، لانتقادات كبيرة داخل البيت الأبيض وخارجه، بعدما تورط في فضيحة تتعلق بتسريب محادثة عبر تطبيق "سيجنال" في مارس الماضي، بين كبار مساعدي الرئيس الأميركي دونالد ترمب للأمن القومي.
ومع ظهور تقارير عن قرب إعلان مغادرة والتز منصبه، تحدثت وسائل إعلام أميركية عن مدى تأثير قضية "تسريبات سيجنال" الخاصة بالضربات على اليمن على نفوذ مستشار الأمن القومي داخل البيت الأبيض، وفقدان ترمب الثقة به.
وقال مصدر مطلع لشبكة CNN الأميركية، إن منصب والتز وهو عضو جمهوري سابق في مجلس النواب عن ولاية فلوريدا ويبلغ 51 عاماً، "بات معلقاً بعد أن تم إبلاغه في وقت سابق من الأسبوع الجاري، بانتهاء فترة قيادته لمجلس الأمن القومي".
ووفقاً لمصادر مطلعة على المحادثات، من المتوقع أن يغادر كذلك نائب مستشار الأمن القومي أليكس وونج منصبه إلى جانب مستشارين آخرين للأمن القومي، لكن لا يزال توقيت الإعلان غير واضح، بحسب CNN.
وبات المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف الذي شارك في الجهود الدبلوماسية بين روسيا وأوكرانيا وكذلك في الشرق الأوسط، أبرز المرشحين للتولي منصب مستشار الأمن القومي.
وفقد والتز مكانته لدى ترمب وكبار مستشاريه، وجزء كبير من نفوذه في الجناح الغربي للبيت الأبيض، وذلك بعد أن أضاف بالخطأ الصحافي جيفري جولدبيرج، في مارس الماضي، إلى محادثة على تطبيق "سيجنال" لتنسيق مواقف فريق الأمن القومي بشأن الضربات في اليمن، وأثارت فضيحة لأنها ناقشت قضايا حساسة على تطبيق تجاري.
ترمب محبط من والتز
ورفض ترمب حينها إقالة والتز فوراً، لكنه أعرب سراً عن "إحباطه" من والتز، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، التي أشارت إلى أن الرئيس الأميركي وكبار المسؤولين بمن فيهم كبيرة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز، يشعرون بـ"الإحباط" من والتز حتى قبل "تسريبت سيجنال".
ولفتت CNN، إلى أن ترمب رفض بعد "تسريبات سيجنال" إقالة والتز "خشية أن يمنح لأعدائه الشعور بالانتصار"، وسط آمال بـ"تجنّب الفوضى" التي سبق أن شهدتها فترة إدارته الأولى.
وقالت 4 مصادر للشبكة، إنه رغم دعم ترمب حينها لوالتز إلا أن "مكانته لم تتحسّن أبداً"، مشيرين إلى أن كبيرة موظفي البيت الأبيض من أكثر المسؤولين الأميركيين "استياءً" من مستشار الأمن القومي.
واعتبرت عدة مصادر، أن إقالة والتز المحتملة كانت "مسألة وقت" فقط، بحسب CNN، التي لفتت إلى أن تضاؤل نفوذه داخل الإدارة الأميركية أصبح جلياً بعد قرار ترمب إقالة موظفين من مجلس الأمن القومي بناءً على طلب الناشطة اليمينية لورا لومر.
وذكر مصادران، أن "بعض مسؤولي الإدارة بدأوا من خلف الكواليس بمناقشة إمكانية أن يغادر والتز منصبه خلال الأيام القليلة الماضية"، مضيفين، أن "ترمب أعرب عن إحباطه عدة مرات".
ولفتا إلى أن النقاشات حول والتز ركزت على أمرين، أولاً، إيجاد مكان لنقله إليه بطريقة سلسة تجنباً للإحراج أو الإقالة المباشرة، وثانياً، تجهيز شخص آخر يكون مستعداً لتولي منصبه.
وقال مصدر، إن "الرئيس ترمب فقد الثقة به منذ فترة".
وسبق أن عّين ترمب خلال ولايته الأولى (2017-2021) أربعة مستشارين للأمن القومي، فيما سيكون خليفة والتز سادس مسؤول يشغل هذا المنصب خلال الولايتين الرئاسيتين.
وتحدث مسؤولون أميركيون كبار لـ"وول ستريت جورنال"، عن "تهميش" والتز خلال عدة مناقشات بشأن قرارات رئيسية تتخذها الإدارة الأميركية، ومنها مسألة بدء المحادثات مع إيران بشأن برنامجها النووي، والتوسط في اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا.
وأضافوا أن ستيف ويتكوف ووزير الخارجية ماركو روبيو كانا من الشخصيات الأكثر تأثيراً خلال تلك المناقشات، مشيرين إلى أن روبيو قضا مؤخراً جل وقته بين أروقة البيت الأبيض.