"واشنطن بوست": ترمب أقال والتز لتنسيقه مع نتنياهو دون علمه.. وإسرائيل تنفي

time reading iconدقائق القراءة - 6
مايك والتز، مستشار الأمن القومي الأميركي، يتحدث خلال منتدى هيل آند فالي في مبنى الكابيتول الأميركي بواشنطن العاصمة، الولايات المتحدة الأميركية، الأربعاء. 30 أبريل 2025 - Bloomberg
مايك والتز، مستشار الأمن القومي الأميركي، يتحدث خلال منتدى هيل آند فالي في مبنى الكابيتول الأميركي بواشنطن العاصمة، الولايات المتحدة الأميركية، الأربعاء. 30 أبريل 2025 - Bloomberg
دبي-الشرق

قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، السبت، نقلاً عن مسؤولين إن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب إقالة مستشاره للأمن القومي مايك والتز، جاء بعد أن سبق ونسق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل لقائه مع ترمب، بشأن الخيارات العسكرية ضد إيران.

وأضافت الصحيفة أن "مستشار الأمن القومي كان على خلاف مع كبار المسؤولين في إدارة ترمب فيما يتعلق بالقيام بعمل عسكري ضد إيران".

وأوضحت أن ترمب شعر بالغضب عندما بدا أن والتز يتفق في الرأي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارته للبيت الأبيض، بأنه حان الوقت لتوجيه ضربة لإيران، وأن بعض مسؤولي إدارة ترمب اعتبروا والتز يحاول ترجيح كفة العمل العسكري.

ونقلت الصحيفة عن مصادر أن "والتز نسق مع نتنياهو قبل لقائه مع ترمب، بشأن الخيارات العسكرية ضد إيران، وأنه كان يريد توجيه السياسة الأميركية، فيما يتعلق بالمفاوضات مع إيران في مسار مخالف لرغبة ترمب".

وأضافت الصحيفة أن "بعض المسؤولين البارزين الآخرين في إدارة ترمب حاولوا مساعدته سياسياً للإبقاء عليه".

ولفتت الصحيفة إلى أن من بين الأسباب التي دفعت ترمب لإقالة مستشاره للأمن القومي توجهاته في السياسة الخارجية التي كانت متشددة، كما أنه كان يفضل تبني نهج صارم تجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بما يخالف موقف ترمب.

نفي نتنياهو 

وفي السياق نفسه، نفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ما ورد من معلومات في تقرير صحيفة "واشنطن بوست"، بشأن تنسيقه المسبق مع والتز لاتخاذ موقف موحد يتعلق بالعمل العسكري تجاه إيران قبل الاجتماع مع ترمب.

وذكر مكتب نتنياهو عبر منصة "إكس"، أن "رئيس الوزراء لم يجر اتصالات مكثفة مع مستشار الأمن القومي الأميركي والتز بشأن إيران".

وأضاف: "رئيس الوزراء عقد اجتماعاً ودياً مع والتز، ومبعوث الرئيس الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف في بلير هاوس خلال فبراير الماضي، قبل اجتماع نتنياهو مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب في البيت الأبيض".

وأوضح مكتب نتنياهو أن "رئيس الوزراء تحدث هاتفياً مع والتز مرة واحدة فقط منذ فبراير الماضي، ولم يتم خلالها بحث ملف إيران"، مبيناً أن "والتز انضم إلى نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس في اجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي قبل مغادرته واشنطن، ومنذ ذلك الحين، أجرى نتنياهو ووالتز وويتكوف مكالمة هاتفية واحدة لم تتناول إيران".

منصب في الأمم المتحدة 

وكان ترمب، قد أعلن الخميس، ترشيح مستشار الأمن القومي مايك والتز لمنصب سفير واشنطن لدى الأمم المتحدة، فيما سيشغل وزير الخارجية ماركو روبيو منصب مستشار الأمن القومي، بالإضافة إلى منصبه الحالي.

وأشاد ترمب بوالتز قائلاً: "منذ خدمته العسكرية في ساحات المعارك، وعضويته في الكونجرس، وتوليه منصب مستشار الأمن القومي، عمل مايك والتز بجدٍ لوضع مصالح وطننا أولاً".

وأشار الرئيس الأميركي على منشوره، إلى أن روبيو "سيتولى منصب مستشار الأمن القومي، مع استمراره في قيادته القوية لوزارة الخارجية". وأضاف: "معاً، سنواصل النضال بلا كلل من أجل أن تستعيد الولايات المتحدة والعالم للأمان".

ورد والتز على إعلان ترمب، قائلاً على منصة "إكس": "يشرفني للغاية أن أواصل خدمة الرئيس ترمب وأمتنا العظيمة".

واعتبر نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، أن والتز يُحظى بثقته وثقة ترمب بعد ترشيحه لمنصب السفير الأميركي الجديد لدى الأمم المتحدة.

وذكر في مقابلة مع برنامج "سبيشيال ريبورت" على شبكة FOX News في بيركلي بولاية ساوث كارولينا: "أعتقد أنكم تستطيعون تقديم حجة قوية بأنها ترقية.. أحضرنا مايك لإجراء إصلاحات جادة في مجلس الأمن القومي، وقد فعل ذلك بالفعل".

ويعد مستشار الأمن القومي أحد أكثر المناصب نفوذاً في البيت الأبيض، وهو منصب يعينه الرئيس، ولا يحتاج إلى تصديق من مجلس الشيوخ.

ويتولى مستشار الأمن القومي التنسيق بين كل وكالات الأمن القومي، وهو مكلف بإحاطة الرئيس بشأن هذه الأمور، وتنفيذ سياساته.

ملاحظات ترمب 

وتعرض والتز وهو عضو جمهوري سابق في مجلس النواب عن ولاية فلوريدا ويبلغ 51 عاماً، لانتقادات متلاحقة داخل البيت الأبيض وخارجه، بعدما تورط في فضيحة تتعلق بتسريب محادثة عبر تطبيق "سيجنال" في مارس الماضي، بين كبار مساعدي ترمب للأمن القومي.

وتحدثت وسائل إعلام أميركية عن مدى تأثير قضية "تسريبات سيجنال" الخاصة بالضربات على اليمن على نفوذ مستشار الأمن القومي داخل البيت الأبيض، وفقدان ترمب الثقة به.

وفقد والتز مكانته لدى ترمب وكبار مستشاريه، وجزءاً كبيراً من نفوذه في الجناح الغربي للبيت الأبيض، وذلك بعد أن أضاف بالخطأ الصحافي جيفري جولدبيرج، في مارس الماضي، إلى محادثة على تطبيق "سيجنال" لتنسيق مواقف فريق الأمن القومي بشأن الضربات في اليمن، وأثارت فضيحة لأنها ناقشت قضايا حساسة على تطبيق تجاري.

ورفض ترمب حينها إقالة والتز فوراً، لكنه أعرب سراً عن "إحباطه" من والتز، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" التي أشارت إلى أن الرئيس الأميركي وكبار المسؤولين بمن فيهم كبيرة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز، يشعرون بـ"الإحباط" من والتز حتى قبل "تسريبات سيجنال".

تصنيفات

قصص قد تهمك