حزب "الإصلاح" اليميني يهز عرش الحزبين التقليديين في بريطانيا

time reading iconدقائق القراءة - 6
زعيم حزب الإصلاح نايجل فاراج يتفاعل مع فوز الحزب في الانتخابات الفرعية في رونكورن وهيلزبي في ملعب هالتون في ويدنس، بريطانيا، 2 مايو 2025 - Reuters
زعيم حزب الإصلاح نايجل فاراج يتفاعل مع فوز الحزب في الانتخابات الفرعية في رونكورن وهيلزبي في ملعب هالتون في ويدنس، بريطانيا، 2 مايو 2025 - Reuters
دبي-الشرق

حقق حزب "إصلاح المملكة المتحدة" اليميني المتشدد، بقيادة نايجل فاراج، اختراقاً سياسياً لافتاً، بعد أن انتزع مقعداً في البرلمان من حزب "العمال" الحاكم، وفاز بمئات المقاعد في المجالس المحلية من حزب "المحافظين" المعارض، في نتائج اعتبرها فاراج "نقطة تحول نحو إنهاء هيمنة الحزبين التقليديين على السياسة البريطانية"، وفقاً لوكالة "أسوشيتد برس". 

وفازت مرشحة الحزب، سارة بوتشين، بمقعد "رونكورن وهيلسبي" في شمال غرب إنجلترا، بعد إعادة فرز الأصوات، متفوقة بفارق 6 أصوات فقط على مرشحة حزب "العمال" كارين شور، ووصفت الوكالة النتيجة بأنها "خسارة كبيرة لحزب العمال"، الذي كان قد فاز بسهولة بهذه الدائرة في الانتخابات العامة العام الماضي. 

وتم إجراء هذه الانتخابات الخاصة بعد إجبار النائب العمالي مايك آميسبيري على الاستقالة، إثر إدانته بالاعتداء بالضرب على أحد الناخبين بسبب كونه في حالة سُكر. 

وقال فاراج: "هذه لحظة مهمة للغاية تُظهر قدرة حزب الإصلاح على الفوز على كل من حزب (العمال) والمعارضة المحافظة"، مضيفاً أن "هذه نهاية سياسة الحزبين التي عرفناها لأكثر من قرن". 

ويُذكر أن حزب الإصلاح، الذي حصل على حوالي 14% من الأصوات في الانتخابات العامة لعام 2024، يشغل حالياً 5 مقاعد من أصل 650 في مجلس العموم، مقارنةً بـ 403 لحزب العمال و121 للمحافظين. 

وأشارت "أسوشيتد برس" إلى أن الحزب بات الآن في حالة صعود مستمر، إذ تشير استطلاعات الرأي الوطنية إلى أن شعبيته باتت تضاهي أو تتجاوز شعبية حزبي "العمال" و"المحافظين"، مشيرة إلى أنه يأمل في إزاحة المحافظين كحزب اليمين الرئيسي في البلاد قبل الانتخابات العامة المقبلة، المقرر إجراؤها بحلول عام 2029. 

ضربة لحزب العمال 

وشكّلت الانتخابات المحلية، التي أُجريت الخميس في عدد من مناطق إنجلترا، رسالة رفض واضحة لحكومة حزب "العمال"، بقيادة رئيس الوزراء كير ستارمر، بعد مرور 10 أشهر فقط من فوزه بأغلبية ساحقة. 

ويستهدف حزب فاراج الناخبين من الطبقة العاملة الذين كانوا يدعمون حزب "العمال" في السابق، مستغلاً تراجع شعبية ستارمر في ظل معاناة حكومته لإعادة تنشيط اقتصاد البلاد المتباطئ.  

وقال ستارمر تعليقاً على النتائج: "أتفهم سبب استياء العديد من الناخبين، وردي هو أننا فهمنا الرسالة، وأنا عازم على المضي قدماً وبسرعة أكبر لتحقيق التغيير الذي يطالب به الناس". 

ضربة قاسية للمحافظين 

واعتبرت الوكالة أن المحافظين تلقوا ضربة أقسى، إذ شهدوا تحولاً بأعداد كبيرة من ناخبيهم لصالح حزب "الإصلاح"، الذي فاز بأكثر من 600 من أصل 1600 مقعد في 23 مجلساً محلياً، معظمها جاءت نتيجة لخسارة المحافظين.  

كما تمكن حزب "الإصلاح" من السيطرة على العديد من السلطات المحلية على مستوى المقاطعات، بما في ذلك المعاقل التقليدية للمحافظين في ستافوردشاير ولينكولنشاير في وسط إنجلترا، ودورهام في الشمال، ومقاطعة كينت، مسقط رأس فاراج، في الجنوب الشرقي. 

وقال فاراج لأنصاره: "المحافظون انتهوا، لقد تم القضاء عليهم، وتدميرهم تماماً في هذه المقاطعات". 

وفي تطور لافت، فازت مرشحة حزب "الإصلاح"، أندريا جينكينز، وهي نائبة سابقة عن حزب المحافظين، بمنصب عمدة منطقة جريتر لينكولنشاير في شرق وسط إنجلترا، كما حصد الحزب منصب عمدة مدينة هال المجاورة، فيما احتفظ حزب العمال بـ3 مناصب عمدة، وفاز المحافظون بمنصب واحد فقط. 

واعتبرت "أسوشيتد برس" أن هذه الانتصارات تضع ضغوطاً على حزب "الإصلاح"، إذ سيتعين عليه تحقيق نتائج ملموسة في ملفات الخدمات اليومية مثل النقل، وجمع القمامة، وصيانة الطرق، وغيرها من القضايا التي تؤثر بشكل مباشر في حياة المواطنين لكنها لا تحظى غالباً باهتمام إعلامي كبير. 

وفي سياق التحديات الداخلية، قالت زعيمة حزب المحافظين، كيمي بادينوك، التي تواجه الآن تمرداً داخل الحزب، "إن الناخبين، الذين أطاحوا بنا من السُلطة العام الماضي، ما زالوا غير مستعدين لمنحنا ثقتهم مرة أخرى". 

مشهد سياسي منقسم  

وذكرت "أسوشيتد برس" أن هذه النتائج لا تعكس الصورة الكاملة للمزاج الشعبي في بريطانيا، نظراً لأنها لم تُجرَ في مناطق عديدة، بما في ذلك لندن واسكتلندا وويلز وأيرلندا الشمالية، كما أن نسبة المشاركة في الانتخابات المحلية عادةً ما تكون أقل بكثير من نسبة المشاركة في الانتخابات العامة. 

ونقلت الوكالة عن جون كورتيس، أستاذ العلوم السياسية في جامعة ستراثكلايد، قوله إن "نتائج الانتخابات أظهرت أن المشهد السياسي في بريطانيا، الذي طالما هيمن عليه الحزبان الكبيران، قد تفكك".  

وأضاف كورتيس في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية BBC : "حزب الإصلاح بات الآن يشكّل تهديداً كبيراً لكل من المحافظين والعمال"، مشيراً إلى أن استمرار هيمنة الحزبين "أصبح محل شك حقيقي". 

تصنيفات

قصص قد تهمك