السودان.. هجوم بالمسيرات يستهدف مواقع استراتيجية في بورتسودان

الهجمات شملت محطة الكهرباء والمطار وفندقاً ومخزناً للنفط

time reading iconدقائق القراءة - 5
دبي/ بورتسودان-الشرق

تعرضت مدينة بورتسودان في السودان، الثلاثاء، لهجمات بالمسيرات مجدداً، استهدفت مواقع استراتيجية، من بينها المطار ومخزن للوقود في محيط الميناء البحري وعدد من الأهداف النفطية والمدنية، بحسب مصادر لـ"الشرق".

وأعلنت شركة كهرباء السودان عن استهداف محطة بورتسودان التحويلية خلال الهجمات، ما أدى إلى انقطاع تام للتيار الكهربائي.

واعتبرت الشركة، في بيان، أن ذلك "يندرج تحت الاستهداف الممنهج لمحطات الكهرباء وبصورة متكررة، مما ينعكس سلباً على خدمات المواطنين في المياه والصحة وغيرها".

وذكرت مراسلة "الشرق" أن أعمدة الدخان واللهب تتصاعد في محيط ميناء بورتسودان الجنوبي جراء هجوم بمسيرات، فيما قالت مصادر إن هجمات استهدفت أيضاً محيط فندق كورال، ولم يتضح حتى الآن ما إذا كانت هناك خسائر بشرية جراء الهجمات.

وقالت مصادر لـ"الشرق" إن المسيرات استهدفت مطار بورتسودان ومخزناً للمشتقات البترولية بمنطقة ترانزيت في محيط الميناء الجنوبي.

وقال مسؤول سوداني لـ"الشرق" إن قوات الدعم السريع شنت غارات على مطار بورتسودان الدولي بطائرات مسيرة، الثلاثاء، للمرة الثانية خلال أقل من أسبوع، وبعد ساعات من استهدافها منشأة نفطية جنوب العاصمة الإدارية.

وأضاف المسؤول أنه تم إجلاء الموظفين والركاب من المطار عقب الهجوم، مشيراً إلى تعليق جميع الرحلات الجوية بالمطار الدولي الوحيد الذي يعمل في السودان.

وأعلنت سلطة الطيران المدني لاحقاً تعليق رحلات الطيران في مطار بورتسودان، حتى الخامسة مساء بالتوقيت المحلي. 

مصر تدين هجمات بورتسودان

وأعربت مصر عن إدانتها واستنكارها "بأشد العبارات" الاستهداف المكثف الذي تعرضت له المنشآت والبنى التحتية المدنية في بورسودان.

وشددت مصر على "خطورة التصعيد الأخير وتأثيره شديد السلبية على جهود وقف إطلاق النار، وحماية المدنيين، وتعزيز نفاذ المساعدات الإنسانية للمحتاجين في السودان الشقيق".

كما جددت مصر "رفضها القاطع لأي استهداف للمنشآت المدنية بالمخالفة لأحكام القانون الدولي الإنساني، الأمر الذي يضر بمقدرات الدولة، والحياة اليومية للمواطنين".

استهداف مطار بورتسودان للمرة الثانية

وكان مطار بورتسودان استأنف حركته الاعتيادية، مساء الأحد، بعد استهدافه بهجمات بالمسيرات شملت المطار الحربي في المدينة. وقالت سلطة الطيران المدني إن المطار عاود استقبال الرحلات بصورة طبيعية، ليل الأحد، بعد تعطيلها لساعات نتيجة الهجمات.

وقال الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني العميد نبيل عبد الله، السبت، إن قوات الدعم السريع شنت غارات بطائرات مسيرة على قاعدة عثمان دقنة الجوية في محيط مطار بورتسودان، ومستودع للبضائع وبعض المنشآت المدنية بمدينة بورتسودان، شرقي البلاد، فيما لم يصدر أي تعليق، حتى الآن، من قوات الدعم السريع. 

وأضاف: "تمكنت المضادات الأرضية من إسقاط عدد منها، فيما تسبب بعضها في إحداث أضرار محدودة تمثلت في إصابة مخزن للذخائر بالقاعدة، وانفجارات متفرقة، دون وقوع إصابات".

تصعيد القتال في السودان

وتمثل الهجمات تصعيداً حاداً في القتال، إذ أصبحت المدينة المطلة على البحر الأحمر مركزاً إنسانياً ودبلوماسياً ومقراً للحكومة، وظلت بمنأى عن الهجمات البرية والجوية حتى هذا الأسبوع.

ويعتبر ميناء بورتسودان نقطة الدخول الرئيسية للمساعدات والواردات الأخرى إلى البلاد. كما يقوم السودان بتصدير النفط من جنوب السودان غير الساحلي من المنشآت القريبة.

ويشهد السودان حرباً منذ أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، وتقول الأمم المتحدة إن الصراع أدى إلى نزوح أكثر من 12 مليون شخص ودفع نصف السكان إلى براثن الجوع الحاد.

وبعد عامين من نشوب الحرب، نجح الجيش في طرد قوات الدعم السريع من معظم أنحاء وسط السودان، وحولت هذه القوات شبه العسكرية أسلوبها من التوغلات البرية إلى شن هجمات بطائرات مسيرة تستهدف محطات الطاقة وغيرها من المرافق في عمق الأراضي التي يسيطر عليها الجيش.

ويواصل الجيش شن غارات جوية في إقليم دارفور، معقل قوات الدعم السريع. كما يخوض الجانبان معارك برية للسيطرة على الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وفي أماكن أخرى.

تصنيفات

قصص قد تهمك