قال مصدر في الخطوط الجوية اليمنية لـ"الشرق" إن القصف الإسرائيلي لمطار صنعاء، الثلاثاء، دمّر 3 طائرات كانت محتجزة لدى الحوثيين منذ أكثر من عام في مطار صنعاء الدولي، وامتنعوا عن إعادتها إلى مقر الشركة الرئيسي في عدن.
وكانت الطائرات مخبأة منذ ذلك الحين بداخل هناجر قسم الصيانة في المطار قبل أن تتعرض للقصف، إذ تتحدث الشركة عن خسائر بملايين الدولارات جراء احتراق الطائرات الثلاث، والتي اشترتها الشركة حديثاً لتدعيم أصولها.
ونقلت قناة "المسيرة" التابعة لجماعة الحوثي اليمنية عن المدير العام لمطار صنعاء الدولي، خالد الشايف، قوله الأربعاء، إن الخسائر المبدئية الناجمة عن الهجوم الإسرائيلي الأخير على المطار تقدر بنحو 500 مليون دولار، مشيراً إلى استمرار عملية تقييم الأضرار.
وأكد الشايف في تصريحات للقناة، تعليق جميع الرحلات من مطار صنعاء وإليه حتى إشعار آخر، بسبب أضرار الهجوم الذي شنه الجيش الإسرائيلي.
وأشار مدير المطار إلى أن شركة الخطوط الجوية اليمنية خسرت ثلاث طائرات في الهجوم، لافتا إلى أن الجيش الإسرائيلي استهدف ست طائرات ودمرها بشكل كامل، من بينها الطائرات الثلاث التابعة للخطوط اليمنية.
ولفت الشايف إلى أن هناك بدائل لإعادة تشغيل المطار بشكل مؤقت، لكنه أوضح أن المطار يحتاج إلى وقت طويل لتأهيله وعودة العمل فيه إلى ما كان عليه في السابق.
ضربة إسرائيلية
وكان الجيش الإسرائيلي شن، الثلاثاء، سلسلة غارات استهدفت عدة مواقع وصفها بأنها "تابعة لجماعة الحوثيين"، ومن بينها مطار صنعاء الدولي، فيما ذكرت وسائل إعلام تابعة للجماعة اليمنية أن"ضربات أميركية إسرائيلية استهدفت عدة مناطق"، وتوعد الحوثيون بالرد.
وأفاد ناطق بلسان الجيش الإسرائيلي بأن سلاح الجو هاجم خلال 15دقيقة عشرات الأهداف التابعة للحوثيين، كما عطّل المطار المركزي في صنعاء.
وذكر البيان أن "عشرات الطائرات المقاتلة حلّقت في أجواء اليمن، وهاجمت في وقت سابق الثلاثاء عشرات الأهداف التابعة لحكم الحوثيين في مطار صنعاء المركزي ومحيطه، مستخدمة 50 ذخيرة دقيقة".
وأضاف البيان أن "الطائرات الحربية عطّلت خلال 15 دقيقة المطار المركزي في منطقة صنعاء، كما قصفت محطات طاقة مركزية، ومصنع إسمنت استُخدم من قبل الحوثيين لأغراض عسكرية".
استهداف بنى تحتية
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، في بيان، إن "الغارات الجوية استهدفت بنى تحتية تابعة لجماعة الحوثي داخل مطار صنعاء المركزي وأدت إلى تعطيله الكامل"، مبرراً الغارات بأنها "تأتي رداً على إطلاق صواريخ من قِبل الجماعة الحوثية باتجاه مطار بن جوريون".
كما أعلن الجيش الإسرائيلي عن استهداف عدد من محطات توليد الكهرباء في منطقة صنعاء، قال إنها "تُستغل لتوفير الطاقة اللازمة لدعم حكم الحوثيين وعملياتهم العسكرية"، معتبراً ذلك مثالاً إضافياً لما وصفه بـ"استغلال الحوثيين للشعب اليمني، وبنيته التحتية المدنية لخدمة أجندتهم القتالية".
وأضاف أن "المطار، على غرار ميناء الحديدة الذي تم استهدافه، مساء الاثنين، يُستخدم من قِبل الحوثيين لنقل الأسلحة والمسلحين، ويُشغَّل بشكل دائم من قِبل سلطات الحوثيين لأغراض عسكرية"، معتبراً أن "هذه الغارات تُمثّل نموذجاً إضافياً لاستخدام الحوثيين للبنى التحتية المدنية في تنفيذ عملياتهم القتالية".
وأشار البيان إلى أن غارة أخرى استهدفت مصنع إسمنت "عمران" شمال صنعاء، واصفاً إياه بأنه "مورد مهم يستخدمه الحوثيون لبناء الأنفاق والمنشآت العسكرية، وأن تدميره يشكل ضربة لاقتصاد سلطات الحوثيين وقدراتهم العسكرية".