البنتاجون يطالب بريطانيا بالتركيز عسكرياً على أوروبا والابتعاد عن آسيا

time reading iconدقائق القراءة - 6
مروحية تابعة لسلاح البحرية الملكية البريطانية تطلق شعلات حرارية بعد إقلاعها من حاملة الطائرات HMS Prince of Wales خلال مشاركتها في مناورة الناتو "ستيدفاست ديفيندر 2024" - REUTERS
مروحية تابعة لسلاح البحرية الملكية البريطانية تطلق شعلات حرارية بعد إقلاعها من حاملة الطائرات HMS Prince of Wales خلال مشاركتها في مناورة الناتو "ستيدفاست ديفيندر 2024" - REUTERS
دبي -الشرق

طالبت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) الجيش البريطاني بتكثيف تركيزه على أوروبا، وتقليص انخراطه العسكري في آسيا، في تحول كبير بالسياسة الدفاعية الأميركية، مقارنة بإدارة الرئيس السابق جو بايدن، التي كانت قد حثّت الحلفاء الأوروبيين على تعزيز حضورهم في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، بهدف توجيه رسالة قوية إلى الصين.

وأبلغ إلبريدج كولبي، نائب وزير الدفاع الأميركي للسياسات، المسؤولين البريطانيين أن إدارة الرئيس ترمب ترى أن على بريطانيا توجيه جهودها العسكرية بشكل أكبر نحو منطقة اليورو-أطلسي، وذلك بحسب ما نقلته صحيفة "فاينانشال تايمز" عن خمسة أشخاص مطلعين على الأمر.

وأعرب كولبي، وهو ثالث أعلى مسؤول في البنتاجون، عن قلقه من خطط بريطانيا لنشر حاملة الطائرات HMS Prince of Wales في مهمة تشمل قضاء وقت في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

ولطالما جادل كولبي بأن على الدول الأوروبية تحمّل مسؤولية أكبر في الحفاظ على أمنها الإقليمي، لا سيما في ما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، وذلك لتوفير مزيد من المرونة للقوات الأميركية للتركيز على التهديدات القادمة من الصين ومنطقة المحيطين.

"انعطافة حادة"

ويُعد هذا التوجه بمثابة انعطافة حادة بنسبة 180 درجة عن سياسة إدارة بايدن، التي كانت ترى أن تعزيز الوجود العسكري الأوروبي في آسيا من شأنه المساعدة في مواجهة الأنشطة العسكرية العدائية التي تمارسها الصين في المنطقة، وقد يسهم في "ردع الرئيس الصيني شي جين بينج عن اتخاذ قرار بمهاجمة تايوان".

وفي السنوات الماضية، قامت دول أوروبية من بينها المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وهولندا، بإرسال سفن حربية إلى بحر الصين الجنوبي، رغم اعتراضات بكين.

وفي عام 2021، رحّب البنتاجون بنشر حاملة الطائرات البريطانية Queen Elizabeth  في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، واصفا الخطوة بـ"التاريخية".

وفي إطار دفع أوروبا للقيام بدور أكبر في المحيط الهادئ، كان كيرت كامبل، منسق شؤون منطقة المحيطين في البيت الأبيض خلال النصف الأول من إدارة بايدن، يجادل بأن المسرحين الأطلسي والهادئ مرتبطان ببعضهما.

وقال زاك كوبر، الخبير في شؤون الأمن الآسيوي في معهد أمريكان إنتربرايز: "يشير هذا القرار إلى أن إدارة ترمب تسعى إلى فك هذا الارتباط، وهو ما قد يثير قلق الحلفاء في كلا المنطقتين بشأن استمرار انخراط الولايات المتحدة إقليمياً".

بكين تستميل أوروبا

ويأتي هذا التغيير في السياسات في وقت كثفت فيه بكين جهودها لاستمالة أوروبا في محاولة لعكس مساعي واشنطن السابقة لحشد الدول الأوروبية لمواجهة الصين.

ونقلت "فاينانشال تايمز"، عن مصدر مطلع على الأمر أن المملكة المتحدة "لطالما كانت نشطة على مستوى العالم، بما في ذلك التعاون الوثيق مع الولايات المتحدة في أولويات منطقة اليورو-أطلسي"، لكنها في الوقت نفسه "ستحرص على حماية مصالحها الخاصة، إلى جانب تعزيز شراكاتها حول العالم، سواءً في أوروبا أو الشرق الأوسط أو منطقة المحيطين".

ورغم أن الضباط العسكريين الأميركيين يقدّرون عادة الوجود العسكري الأوروبي في منطقة المحيط الهادئ، إلا أن الفريق المدني للسياسات في وزارة الدفاع الأميركية في إدارة ترمب يريد من الدول أن تركز أكثر على مناطقها الإقليمية.

وقال إلبريدج كولبي هذا الأسبوع إنه من "الضروري" أن ترفع الدول الأوروبية إنفاقها الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي. 

وكجزء من دعوته إلى زيادة الاستثمارات الدفاعية، أبلغ كولبي الكونجرس مؤخراً بأن اليابان ينبغي أن تتجاوز هدفها المخطط له البالغ 2%، وأن على تايوان أن تنفق ما نسبته 10% من ناتجها المحلي.

"ترف لا يمكن تحمله"

من جانبه، قال إريك سايرز، الخبير في الأمن الآسيوي لدى شركة  Beacon Global Strategies الاستشارية: "القدرات العسكرية الأوروبية تبقى محدودة، إن لم تكن مرهقة، لذا من الطبيعي أن ترغب إدارة ترمب في تركيز هذه القدرات على القارة الأوروبية والتهديد الروسي بدلاً من تشتيتها في آسيا أو مناطق أخرى". 

وأضاف: "نشر سفن بحرية لأغراض دبلوماسية في أوقات السلم بمناطق أخرى هو ترف لم يعد بإمكان أوروبا تحمّله في أيامنا هذه".

لكن منتقدين يرون أن تزايد التعاون بين إيران وروسيا وكوريا الشمالية والصين يستدعي من الولايات المتحدة طلب المساعدة من حلفائها في مناطق مختلفة من العالم.

وقال مسؤول من دولة في منطقة المحيطين، لم تذكر "فاينانشال تايمز" هويته أو اسم الدولة: "لطالما كانت الساحات الأوروبية والشرق أوسطية والمحيطية مترابطة بشكل وثيق"، وأضاف: "لكن اليوم، أصبحت الأمنيات غير قابلة للتقسيم أكثر من أي وقت مضى، لاسيما في ظل عودة محور عالمي قوي من القوى الاستبدادية ذات النزعات التوسعية"، على حد وصفه.

من جهتها، قالت وزارة الدفاع البريطانية إنها "تعمل عن كثب مع حلفائنا في الولايات المتحدة ومنطقة المحيطين بشأن نشر مجموعة حاملة الطائرات القتالية التابعة لنا، حيث من المقرر أن تقوم حاملة الطائرات HMS Prince of Wales بمناورات لاحقاً هذا العام".

أما البنتاجون، فقد امتنع عن التعليق، وفقاً للصحيفة.

تصنيفات

قصص قد تهمك