
أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري، مباحثات مباشرة مكثفة خلال اليومين الماضيين في بروكسل مع وزراء خارجية دول أوروبية ومسؤولين في الاتحاد الأوروبي، بعد 3 أيام من جلسة مجلس الأمن بشأن سد النهضة.
وكان مجلس الأمن بحث الخميس الماضي، أزمة سد النهضة القائمة بين إثيوبيا ومصر والسودان، بناءً على طلب القاهرة والخرطوم، بعدما بدأت إثيوبيا ملء خزان السد للعام الثاني.
وستواصل الدول الأعضاء بمجلس الأمن المشاورات بشأن مشروع القرار الذي قدمته تونس في وقت سابق، إذ انتهت الجلسة دون أن يصوّت المجلس على مشروع القانون.
والأحد، وصل وزير الخارجية المصري إلى العاصمة البلجيكية بروكسل، في زيارة يبحث خلالها دعم التعاون واستعراض آخر التطورات المتعلقة بملف سد النهضة.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، الأحد، إن شكري يزور بروكسل لتسليم رسالة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى رئيس المجلس الأوروبي.
أول لقاء مع لبيد
والتقى شكري، الأحد، نظيره الإسرائيلي يائير لبيد، لأول مرة منذ تولي "ائتلاف التغيير" السلطة في إسرائيل، على هامش زيارة الوزيرين إلى العاصمة البلجيكية بروكسل.
وأكد شكري خلال اللقاء على ضرورة التحرك العاجل نحو حلحلة الجمود الراهن بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وصولاً إلى إطلاق مفاوضات سلام عادلة وشاملة على أساس المرجعيات الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، حسب ما ذكر المتحدث باسم الخارجية المصرية على "تويتر".
وقالت الخارجية المصرية في بيان، إن شكري شدد على ضرورة إطلاق المفاوضات بما "يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المُتصلة والقابلة للحياة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، باعتبار ذلك أحد المقومات الرئيسية لتدعيم ركائز الأمن والاستقرار في المنطقة".
وأضافت أن شكري أكد "التطلع إلى أن تراعي الحكومة الإسرائيلية عدم اتخاذ أي إجراءات من شأنها تقويض فرص خلق المناخ المناسب للسلام والاستقرار وتزيد من التوتر واحتمالات التصعيد".
مباحثات ثنائية
وأجرى شكري الأحد أيضاً مباحثات ثنائية مع نظيره المالطي إيفارست أرتولو، بحثا خلالها أوجه التعاون الثنائي، وفقاً للمتحدث باسم الخارجية المصرية.
وأوضح المتحدث في تغريدة على تويتر أن الجانبين تشاورا كذلك بشأن الملفات الإقليمية محل الاهتمام المُشترك، كالأزمة الليبية ومكافحة ظاهرتي الإرهاب والهجرة غير المشروعة.
كذلك التقى وزير الخارجية المصري الأحد في بروكسل بنظيره السلوفيني أنزيه لوجار، الذي تولت بلاده رئاسة الاتحاد الأوروبي هذا الشهر.
وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية في بيان، إن الجانبين ناقشا سبل تطوير العلاقات الثنائية بين مصر وسلوفينيا، وتناولا أيضاً مجمل الملفات الإقليمية.
واستأنف الوزير المصري لقاءاته الثنائية في اليوم الثاني من زيارته إلى بروكسل، حيث التقى الاثنين نظيره الروماني بوجدان أوريسكو، وبحثا معاً سُبل دفع التعاون الثنائي بين البلدين. كما تداولا بشأن الموضوعات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وفقاً لبيان وزارة الخارجية المصرية.
سد النهضة
وفي اليوم الثاني من زيارته إلى بروكسل، التقى سامح شكري أيضاً مع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في إفطار عمل، شهد مناقشات "معمقة" بشأن عدد من القضايا، على رأسها سد النهضة.
وقال المُتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، السفير أحمد حافظ، إن اللقاء "تناول أهمية العمل على المزيد من التنسيق إزاء القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المتبادل وزيادة التبادل التجاري وجذب مزيد من الاستثمارات الأوروبية إلى مصر".
وأشار أحمد حافظ إلى أن اللقاء شهد "تشاوراً حول عدد من القضايا الإقليمية المهمة، وعلى رأسها ملف سد النهضة، حيث عرض الوزير شكري نتائج جلسة مجلس الأمن الأخيرة".
وأوضح أن شكري أعرب عن "تقدير مصر للبيان الذي أصدره الاتحاد الأوروبي مؤخراً، والذي انتقد إعلان إثيوبيا بدء الملء الثاني للسد دون التوصل إلى اتفاق مع دولتي المصب؛ مع تأكيد مطالبته بأهمية وضع خارطة طريق للتوصل إلى اتفاق عادل وملزم في إطار زمني محدد".
وأضاف المُتحدث أن اللقاء شهد أيضاً تناول القضية الفلسطينية وملف عملية السلام وضرورة تحريكه وخلق زخم دولي من أجل الدفع قدماً نحو إيجاد تسوية عادلة وشاملة.
وأشار الوزير شكري خلال الاجتماع إلى مواصلة مصر بذل جهودها من أجل تحقيق السلام والاستقرار، استناداً إلى إطار حل الدولتين، فضلاً عن العمل من أجل إعادة إعمار قطاع غزة وتقديم المساعدات والدعم التنموي لسائر أنحاء الأراضي الفلسطينية بالتعاون مع السلطة الوطنية الفلسطينية..
كذلك تطرق اللقاء إلى الملف السوري، فضلاً عن تطورات الأوضاع في ليبيا، حيث تم التأكيد على أهمية عقد الانتخابات في موعدها في ديسمبر القادم، وعلى خروج جميع القوات الأجنبية من ليبيا دون تأخير أو استثناء.
رسالة السيسي
والتقى شكري الاثنين مع جوتا أوربيلينين، مفوضة الاتحاد الأوروبي للشراكات الدولية، لبحث فرص التعاون المتبادل، ولتناول سياسة الاتحاد الأوروبي التنموية تجاه مصر.
كما عقد شكري مباحثات، الاثنين، مع مفوضة الاتحاد الأوروبي للهجرة والشؤون الداخلية إيلفا يوهانسون، بشأن التعاون بين الجانبين في مجالي الهجرة واللجوء، وكيفية دعم مسارات الهجرة النظامية، وتعزيز حماية المهاجرين واللاجئين، وتطوير التعاون الإقليمي والدولي في هذه المجالات.
والتقى شكري كذلك، الاثنين، برئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، وذلك لتسليم رسالة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير أحمد حافظ إن شكري نقل تحيات الرئيس المصري إلى رئيس المجلس الأوروبي؛ كما تناول وزير الخارجية خلال اللقاء سبل دفع العلاقات الثنائية بين مصر والاتحاد الأوروبي، والارتقاء بمجالات التعاون إلي آفاق أرحب على جميع الأصعدة السياسية والاستراتيجية والاقتصادية، علاوة على التطلع لزيادة الاستثمارات الأوروبية في مصر.
كما استعرض شكري بشكل مفصل خلال اللقاء الموقف المصري إزاء قضية سد النهضة والوضع الراهن في هذا الصدد، وفقاً للمتحدث، الذي أشار إلى ان الاجتماع شهد أيضاً مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها الأوضاع في ليبيا على ضوء نتائج مؤتمر برلين الثاني، وآخر تطورات القضية الفلسطينية والمشهد في شرق المتوسط.
مباحثات مع الناتو
رئيس الدبلوماسية المصرية التقى خلال اليوم الثاني من زيارته إلى بروكسل كذلك ، بسكرتير عام حلف الناتو، ينس ستولتنبرغ بمقر الحلف في بروكسل، وذلك في إطار الاهتمام بالتشاور مع مختلف الأطراف الدولية للتباحث بشأن الأوضاع الإقليمية والدولية، وطرح الرؤية المصرية بشأنها.
وقال المُتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية إن اللقاء تناول سبل تفعيل وتطوير برامج التعاون والشراكة القائمة بين الجانبين، وتعزيز التعاون في عدة مجالات، من بينها الأمن السيبراني ومكافحة الإرهاب والهجرة غير المشروعة والكشف عن وإزالة الألغام، بالاضافة إلى بناء القدرات البشرية والتكنولوجية لمواجهة التحديات الراهنة.
وأضاف المُتحدث أن المحادثات تطرقت كذلك إلى مختلف التحديات الأمنية في أرجاء المنطقة، خاصةً في شرق المتوسط وشمال أفريقيا، وكذا الساحل والصحراء والقرن الأفريقي؛ حيث تناول شكري الموقف المصري إزاء الأزمات التي تواجه عدد من دول المنطقة، والجهود المصرية في مجال مكافحة الإرهاب والمقاربة الشاملة التي تنتهجها مصر في هذا الإطار، مؤكداً التزام مصر بدعم الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف.