محدّث
سياسة

الهند وباكستان تواصلان التصعيد بعملية عسكرية جديدة ومواجهات عبر الحدود

واشنطن تعرض الوساطة في "محادثات دبلوماسية".. والسعودية تتحرك للتهدئة

time reading iconدقائق القراءة - 8
مركبات مدمرة في ريهاري جامو الهندية عقب هجمات باكستانية. 10 مايو 2025 - REUTERS
مركبات مدمرة في ريهاري جامو الهندية عقب هجمات باكستانية. 10 مايو 2025 - REUTERS
دبي/ نيودلهي/ إسلام أباد/ واشنطن -رويترزالشرق

أعلن الجيش الهندي، السبت، استهداف العديد من المسيرات المسلحة "التابعة للعدو"، في إشارة إلى باكستان، تحلق فوق مدينة أمريتسار الحدودية، موضحاً أن وحدات الدفاع الجوي اشتبكت معها على الفور ودمرتها، وذلك في أعقاب إطلاق الجيش الباكستاني، عملية عسكرية تحت اسم "البنيان المرصوص".

وبينما حثت واشنطن الطرفين على التهدئة، إذ أجرى وزير الخارجية ماركو روبيو اتصالات هاتفية مع قائد الجيش الباكستاني عاصم منير، ونظيريه وزيري خارجية البلدين، السبت، زار وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير الهند وباكستان، في إطار مساعي المملكة للتهدئة ووقف التصعيد. 

وذكرت وسائل إعلام باكستانية، أن إسلام أباد تستهدف مواقع عسكرية هندية ضمن المرحلة الأولى من عملية "البنيان المرصوص"، فيما نفى وزير الدفاع الباكستاني، خواجة محمد آصف، عقد اجتماع لهيئة القيادة الوطنية، أعلى هيئة نووية في البلاد، بعد أن أشار الجيش الباكستاني إلى أن رئيس الوزراء شهباز شريف، دعا إلى عقده.

وقال وزير الدفاع الباكستاني في مقابلة تلفزيونية: "الدولة الوحيدة التي يمكنها أن تلعب دوراً فعالاً بين الهند وباكستان هي أميركا"، فيما قال وزير الخارجية الباكستاني إسحاق دار: "أخبرت وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، أن الكرة في ملعب الهند، عندما يتعلق الأمر بتهدئة الوضع الأمني"

الجيش الهندي، قال على منصة "إكس"، إن ما سماه "تصعيد باكستان السافر بالهجوم بمسيرات وغيرها من الذخيرة"، "مستمر على طول حدودنا الغربية"، وأضاف: "محاولة باكستان السافرة لانتهاك سيادة الهند وتعريض المدنيين للخطر، غير مقبولة، والجيش الهندي سيحبط مخططات العدو".

وأضاف الجيش الهندي: "باكستان تعزز انتشار قواتها على الحدود، إذ استخدمت صاروخاً عالي السرعة لاستهداف قاعدة جوية في البنجاب وحاولت التوغل جواً في 26 موقعاً"، موضحاً أن باكستان استهدفت منشآت طبية وتعليمية في الشطر الهندي من كشمير، ورداً على ذلك استهدفت الهند أنظمة رادار وقواعد تقنية في باكستان.

وأكد الجيش الهندي في بيان، أن "أضراراً محدودة بالمعدات والأفراد لحقت في بعض القواعد العسكرية الهندية، جراء استهداف باكستان لها".

وأردف: "الهند ألحقت أضراراً بالجيش الباكستاني، رداً على استخدامه نيران المدفعية. نؤكد التزامنا بعدم التصعيد شريطة أن يفعل الجيش الباكستاني المثل".

في السياق نفسه، أعلنت الشرطة الهندية، أن 5 أشخاص في منطقة جامو بالشطر الهندي من إقليم كشمير، لقوا مصرعهم في هجمات شنتها باكستان، صباح السبت.

كما سُمع دوي انفجارين قويين في سريناجار في الشطر الهندي من كشمير بالقرب من مطار المدينة ومقر الجيش بها، فيما سمع أيضاً دوي انفجارين في بلدة بارامولا بكشمير، وسط استمرار القتال بين الهند وباكستان، وفق ما نقلته "رويترز" عن شهود ومسؤولين.

وأغلقت باكستان مجالها الجوي أمام جميع الرحلات الجوية حتى ظهر السبت، كما أعلنت الهند إغلاق 32 مطاراً في الأجزاء الشمالية والغربية من البلاد، وعلقت 25 قطاعاً من المسارات الجوية، حتى 15 مايو الجاري.

وتدور اشتباكات بين الخصمين القديمين منذ أن قصفت الهند مواقع عدة في باكستان، الأربعاء، قالت إنها "معسكرات إرهابيين" رداً على هجوم دام على سياح هندوس في منطقة كشمير المضطربة، الشهر الماضي.

ونفت باكستان ضلوعها في الهجوم، لكن البلدين يتبادلان إطلاق النار والقصف عبر الحدود، ويرسلان طائرات مسيرة وصواريخ إلى مجالهما الجوي، ما أقلق قوى عالمية تدعو إلى ضبط النفس.

وتبادلت الهند وباكستان الاتهامات بشن هجمات عسكرية جديدة، الجمعة، باستخدام طائرات مسيرة ومدفعية لليوم الثالث على التوالي في أعنف موجة قتال بين الجارتين منذ ما يقرب من 3 عقود.

وأدى العمل العسكري المتبادل إلى رفع التوترات بين البلدين إلى أخطر مستوياتها منذ عقود، إذ أطلق الجانبان صواريخ وطائرات بدون طيار فوق مدن مكتظة بالسكان، ما دفع الولايات المتحدة ودول أخرى إلى البحث عن حل دبلوماسي ومنع حرب شاملة بين دولتين تضمان حوالي خُمس سكان العالم.

جهود دبلوماسية

وأعلنت الخارجية الأميركية، أن الوزير ماركو روبيو، تحدث مع قائد الجيش الباكستاني، عاصم منير، السبت، قائلة في بيانها: "واصل (روبيو) حث الطرفين على إيجاد سبل لخفض التصعيد، وعرض مساعدة واشنطن في بدء محادثات بناءة بهدف تجنب صراعات مستقبلية"، كما أجرى اتصالات هاتفية بنظيريه وزير خارجية الهند وباكستان.

وقال بيان الخارجية الأميركية، إن روبيو "اقترح دعم واشنطن في تسهيل المناقشات المثمرة لتجنب النزاعات المستقبلية، كما تحدث إلى وزير الخارجية الهندي سوبراهمانيام جايشانكار حول الحاجة إلى تهدئة التوتر مع باكستان والتواصل بشكل مباشر".

بدورها، أعلنت الشؤون القنصلية بوزارة الخارجية الأميركية، السبت، أن بعثتها لدى باكستان "قيدت جميع تحركات موظفيها".

وأضافت الوزارة في بيان مقتضب أنها "ستعيد تقييم الوضع بعد ظهر اليوم"، مشيرةً إلى أن الجيش الباكستاني نصح جميع سكان البلاد بالبقاء في منازلهم حتى إشعار آخر.

كما عبّرت وزارة الخارجية الصينية عن قلقها البالغ بشأن التصعيد بين الهند وباكستان.

وقالت الخارجية الصينية في بيان على موقعها الإلكتروني: "تراقب الصين عن كثب الوضع الراهن بين الهند وباكستان".

وحثت كلا البلدين على إعطاء الأولوية للسلام والاستقرار، والحفاظ على الهدوء وضبط النفس، والعودة إلى مسار حل القضايا بالوسائل السياسية السلمية، محذرة من أي إجراءات قد تؤدي إلى تصعيد التوترات.

في سياق متصل، أجرى وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، السبت، اتصالين هاتفيين بنظيريه الهندي والباكستاني، بحث خلالهما الجهود المبذولة لتهدئة التوترات ووقف التصعيد وإنهاء المواجهات العسكرية الجارية.

وجاء في بيان الخارجية أوردته وكالة "واس"، أن الأمير فيصل بن فرحان "أكد لنظيريه الهندي والباكستاني حرص المملكة على أمن واستقرار المنطقة"، مشيراً إلى علاقات بلاده الوثيقة والمتوازنة مع كلا البلدين. 

وكانت الخارجية السعودية، أعلنت الجمعة، أن وزير الدولة للشؤون الخارجية ومبعوث شؤون المناخ عادل الجبير زار الهند وباكستان، في إطار مساعي المملكة للتهدئة ووقف التصعيد. 

وقالت الوزارة، في بيان، إن الجبير زار الهند وباكستان، يومي الخميس والجمعة، "في إطار مساعي المملكة للتهدئة، ووقف التصعيد، وإنهاء المواجهات العسكرية الجارية، والعمل على حل كافة الخلافات من خلال الحوار والقنوات الدبلوماسية".

وأشارت، إلى أن الجبير أعرب عن قلق السعودية البالغ إزاء الوضع الراهن في المنطقة، وجدد دعوة بلاده لـ"خفض التصعيد".

ودعت مجموعة السبع، الجمعة، الهند وباكستان إلى الانخراط في حوار مباشر للتوصل إلى حل سلمي، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وسط تصاعد التوترات بين الجارتين الآسيويتين المسلحتين نووياً.

وذكرت المجموعة، في بيان صحافي، "نحن، وزراء خارجية مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى (G7) لكل من كندا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، اليابان، المملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأميركية، والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي، ندين بشدة الهجوم الإرهابي في باهالجام في 22 أبريل".

وحثت المجموعة الدولتين على اتباع "أقصى درجات ضبط النفس"، مؤكدة أن "أي تصعيد عسكري إضافي يشكل تهديداً خطيراً لاستقرار المنطقة".

يشار إلى أن باكستان والهند اشتبكتا عدة مرات حول منطقة كشمير المتنازع عليها منذ الاستقلال عن بريطانيا في عام 1947، وكانت آخر مرة اقتربت فيها الدولتان من حرب شاملة في عام 2019، بعد أن قتل شخص 40 من أفراد قوات الأمن الهندية، إذ ألقت الهند باللوم على باكستان، وردت بعد حوالي أسبوعين بأول غارات جوية لها على الأراضي الباكستانية منذ عام 1971، فيما ردت باكستان بإسقاط طائرة هندية واعتقال الطيار، الذي أُطلق سراحه لاحقاً، وهدأت التوترات بعد ذلك بوقت قصير.

تصنيفات

قصص قد تهمك