ساعات حاسمة بعد إحراز تقدم في مباحثات "حماس" وموفدين أميركيين بالدوحة

time reading iconدقائق القراءة - 6
غزة/الدوحة-الشرق

أفاد مسؤولان كبيران في حركة "حماس" لـ"الشرق"، بأن قيادة الحركة تجري منذ عدة أيام مباحثات مباشرة مع موفدين رسميين للإدارة الأميركية في الدوحة، وأشارا إلى "إحراز بعض التقدم"، فيما اعتبرا أن الساعات المقبلة ستكون "حاسمة باتجاه اتفاق لإدخال المساعدات ووقف إطلاق النار" في قطاع غزة.

وقال أحد المسؤولين، وهو عضو في المكتب السياسي للحركة، في تصريحات لـ"الشرق"، إنه "منذ عدة أيام تجري مباحثات مباشرة يشارك فيها قادة كبار ورئيس الوفد المفاوض خليل الحية، مع مسؤولين من الإدارة الأميركية في الدوحة، ولا زالت متواصلة"، مشيراً إلى "إحراز تقدم حول إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، وإنجاز صفقة تبادل الأسرى على دفعتين، ووقف إطلاق النار".

وأوضح القيادي أن "الموفدين الأميركيين أبدوا تفهماً لمطالب حماس، سيما ما يتعلق بسرعة إدخال المساعدات الإنسانية ووقف الحرب".

وأعلنت حركة حماس مساء الأحد، أنها ستطلق سراح المحتجز الإسرائيلي الأميركي عيدان ألكسندر في إطار تفاهم، وبعد اتصالات مع الإدارة الأميركية.

وقال خليل الحية، رئيس "حماس" في غزة، في بيان، إنه "في إطار الجهود التي يبذلها الوسطاء لوقف إطلاق النار، أجرت حركة حماس اتصالات مع الإدارة الأميركية خلال الأيام الماضية"، مشيراً إلى أن الحركة "أبدت إيجابية عالية، وسوف يتم إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي مزدوج الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر، ضمن الخطوات المبذولة لوقف إطلاق النار، وفتح المعابر، وإدخال المساعدات والإغاثة لأهلنا وشعبنا في قطاع غزة".

"هدنة 70 يوماً قابلة للتمديد"

وأضاف القيادي في "حماس" أن المباحثات تناولت "هدنة لـ70 يوماً قابلة للتمديد لتسعين يوماً، مقابل إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين أحياء والأسير عيدان ألكسندر الذي يحمل الجنسية الأميركية، وخلال هذه الهدنة يتم التفاوض لإطلاق سراح كافة الأسرى المتبقين الأحياء والأموات، والاتفاق على عدد من الأسرى الفلسطينيين، بينهم مئات من أصحاب المؤبدات والمحكوميات العالية، وينسحب الجيش الإسرائيلي بالتدريج وصولاً لانسحاب كامل".

وشدّد أن المباحثات تناولت "ضمانات أميركية وإقليمية بعدم العودة للعمليات القتالية والحرب بأي شكل من الأشكال طالما استمرت المفاوضات، وعقد مؤتمر للمانحين لإعمار غزة، وتمكين ودعم لجنة الإسناد المجتمعي المكونة من 15 شخصية من الكفاءات المستقلين، لإدارة غزة، بدء عملها فور بدء الهدنة وانتهاء الحرب".

وقال مسؤول آخر في "حماس" لـ"الشرق"، إن "الساعات القادمة حاسمة، والمساعي تنصب على إدخال المساعدات فوراً، والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار" في غزة.

وأوضح أن المحادثات "تركز أيضاً على تأمين هدنة مؤقتة وصولاً لاتفاق دائم لوقف النار، وقضية الأسرى الإسرائيليين ومزدوجي الجنسية الأميركية الإسرائيلية المحتجزين لدى حماس والفصائل في غزة".

وأشار أنه حصل "تقدم ملموس حول الآليات الممكنة، لوقف إطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات"، لافتاً إلى أن حماس أبدت استعدادها لإطلاق سراح الأسير الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر  فوراً في إطار تفاهم".

صفقة أميركية تنتهي بـ"مشاركة حماس في الحكم"

وفي وقت سابق، كشفت مصادر مطلعة لـ"الشرق"، أن المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، أبلغ الوسطاء أن واشنطن تقبل مشاركة "حماس" في الحكم بقطاع غزة، بعد انتهاء الحرب، حال تخلت عن العمل العسكري.

وقالت المصادر إن ويتكوف عرض على الحركة عبر الوسطاء خطة لصفقة جزئية تبدأ بإطلاق سراح 10 محتجزين إسرائيليين وفق معايير التبادل السابقة، مقابل فترة من وقف الحرب قد تصل إلى 70 يوماً يجري خلالها التفاوض على الصفقة النهائية.

وأوضحت المصادر أن العرض الأميركي يختلف عن العرض الإسرائيلي الذي حدد فترة وقف إطلاق النار في الصفقة الجزئية بـ 45 يوماً فقط.

وذكرت أن فريقين مصري وقطري، عقدا في الأيام الأخيرة سلسلة لقاءات مع وفد حركة حماس المفاوض في الدوحة.

من جانبهم، قال مسؤولون في حركة حماس لـ"الشرق"، إنهم عرضوا في هذه اللقاءات التوصل إلى صفقة شاملة، وأضاف مسؤول كبير في الحركة: "قدمنا للوسطاء موقفاً مكتوباً يطالب باعتماد الرزمة الكاملة التي تسمح بما يلي":

وقال المسؤول إن الترتيبات الأمنية المشار إليها تضمن القيام بحفظ السلاح من قبل الوسطاء، ووقف التدريبات العسكرية والتصنيع العسكري وحفر الأنفاق ووقف تهريب السلاح إلى قطاع غزة طيلة فترة الهدوء.

بينما في الجانب الإسرائيلي، يرفض رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو موقف "حماس" ويصر على ما تسميه الحركة "الاستسلام الكامل".

دول عربية تطالب بـ"مبادرة أميركية"

وكشفت مصادر مطلعة لـ"الشرق"، أن بعض الدول العربية اقترحت على الرئيس الأميركي دونالد ترمب، تقديم مبادرة لإنهاء الحرب، أثناء زيارته للمنطقة هذا الأسبوع، والقيام بفرضها على الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.

وجاء في الاقتراح أن تتضمن المبادرة الأميركية وقف الحرب فوراً، وإعادة جميع المحتجزين الإسرائيليين دفعة واحدة، يتبعها انسحاب إسرائيل من كامل قطاع غزة مقابل تجريد حركة حماس من السلاح (من خلال صيغة معينة، وليس كما تطالب إسرائيل)، وتشكيل إدارة محلية لقطاع غزة والشروع في إعادة الإعمار، كما يتضمن الاقتراح الشروع في خطوات لفتح مسار للحل السياسي.

وأبدت المصادر تفاؤلاً بإمكانية قبول الجانب الأميركي لهذه الأفكار، خاصة على ضوء الإشارات العديدة التي أظهرت عدم رضا الرئيس الأميركي عن مواقف رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ومنها زيارته للمنطقة دون التوقف في إسرائيل، والتوصل إلى اتفاق وقف نار مع الحوثيين دون أن يشمل ذلك إسرائيل، والحوار مع الجانب الإيراني وفق اعتبارات أميركية وليس إسرائيلية، والحوار مع السعودية وفق المصالح المشتركة بين البلدين دون مشاركة إسرائيل.

تصنيفات

قصص قد تهمك