نفى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد، تدهور علاقته مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مشدداً على أن روابطه معه "ممتازة"، وسط تقارير إعلامية أميركية وإسرائيلية عن توتر في العلاقات بين ترمب ونتنياهو، كان آخرها من القناة 13 الإسرائيلية، والتي أفادت بأن أشخاصاً من الدائرة المقربة لنتنياهو عبروا عن انتقادات "غير معتادة وشديدة اللهجة"، ضد إدارة ترمب.
وفي مقطع فيديو على منصة "إكس"، نفى نتنياهو اتساع الهوة بينه وبين ترمب، وقال رداً على التقارير الإعلامية بهذا الشأن: "ماذا يمكنني أن أقول؟ ليس ترمب من قال ذلك، ولا أنا من قاله، لقد كانت المتحدثة باسمه في البيت الأبيض هي من قالت، ما هذا الهراء؟" وكان نتنياهو يشير هنا إلى تصريحات من المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت قالت فيها إن العلاقة بين ترمب ونتنياهو "ممتازة، أنا أقول لكم إن العلاقة ممتازة".
واتهم نتنياهو وسيلة إعلامية إسرائيلية بأنها وراء "هذه الفبركات"، وأضاف: "هذه الأكاذيب، معظمها ينشأ هنا في إسرائيل. تنشأ في وسيلة إعلامية معينة تحاول الترويج لمرشح معين. ومن أجل الترويج له، عليهم أن يقولوا: ترمب ونتنياهو لم يعودا كما كانا".
ولم يذكر نتنياهو اسم الوسيلة الإعلامية، لكن صحيفة "يسرائيل هيوم"، نشرت الأسبوع الماضي، تقريراً بهذا الشأن، وسط خلافات في الرؤية بين ترمب ونتنياهو بشأن إدارة ملفي غزة والبرنامج النووي الإيراني، إذ يضغط ترمب للتوصل لاتفاق في غزة، ويسعى لإبرام اتفاق نووي مع إيران، فيما يرغب نتنياهو في شن عمل عسكري ضد منشآت طهران النووية.
وتابع نتنياهو: "أتحدث مع ترمب، من وقت لآخر. لن أقول كل يومين، ولكن كل أسبوعين أو ثلاثة. فريقي يتواجد في البيت الأبيض، بما في ذلك قبل يومين أو ثلاثة فقط، كانوا هناك.. نحن محظوظون برئيس وإدارة صديقة جداً. ونحن نحاول التنسيق في القضايا الكبرى والصغرى على حد سواء".
وكانت صحيفة "يسرائيل هيوم"، نقلت الأسبوع الماضي عن مصادر لم تذكر اسمها، أن ترمب "يشعر بخيبة أمل"، إزاء مواقف نتنياهو، وأنه قرر المضي قدماً في سياسات الشرق الأوسط بشكل منفصل عن إسرائيل.
وذكرت قناة NBC NEWS الأميركية الأحد، أن العلاقات بينهما، تشهد توتراً متزايداً خلال الأسابيع الأخيرة، في ظل تفاقم الخلاف بشأن استراتيجية إدارة ملفي غزة وإيران.
ونقلت عن مسؤولين أميركيين ودبلوماسيين شرق أوسطيين وشخصان آخران مطلعان على الأمر، أن ترمب أدلى بتصريحات علنية أغضبت نتنياهو مرتين خلال الأسبوع الماضي وحده.
وأضاف المسؤولان الأميركيان أن نتنياهو شعر باستياء شديد عندما قال ترمب، الأربعاء، إنه لم يُقرر بعد ما إذا كان سيُسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم بموجب اتفاق نووي جديد تُتفاوض عليه إدارته.
وقال أحد المسؤولين الأميركيين، إن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر المقرب لنتنياهو، نقل هذه الرسالة إلى مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، خلال اجتماع في البيت الأبيض، الخميس.
انتقادات لإدارة ترمب من دائرة نتنياهو المقربة
ويأتي ذلك، فيما قالت القناة 13 الإسرائيلية، إن بعض الأشخاص في الدائرة المقربة من نتنياهو وجهوا انتقادات حادة وغير معتادة لإدارة ترمب في الآونة الأخيرة.
ونقلت القناة عن مسؤول رفيع مقرب من نتنياهو قوله: "هناك فوضى داخل إدارة ترمب، اليد اليمنى لا تعلم ما تفعله اليد اليسرى"، ليس واضحاً حتى ما إذا كان لهذا علاقة بنا. كل شيء يسير وفقاً لأهواء الرئيس (ترمب). أحياناً يكون ذلك في صالحنا، وأحياناً لا يكون كذلك".
وذكرت القناة أن مكتب رئيس الوزراء أعرب عن خيبة أمله من البيت الأبيض، خلال اجتماع مستشاره المقرب ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، خلال اجتماع عقد الخميس الماضي، في البيت الأبيض مع الرئيس ترمب.
مبعوث ترمب للشرق الأوسط ينفي
وبشكل مماثل، نفى مبعوث ترمب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف التقارير عن تدهور العلاقات، وقال في مقابلة مع موقع "بريتبارت" اليميني، إن نتنياهو "حليف راسخ للولايات المتحدة"، مضيفاً: "حضرت عدة اجتماعات مع الرئيس ورئيس الوزراء، العلاقة ودية بينهما. إنهما صديقان جيدان، لكن هذا لا يعني أنهما يتفقان في كل شيء".
وتابع: "يسمع صحافي عن خلاف صغير بشأن مسألة ما، مسألة لا يعيرها الأشخاص العاديون مثلي ومثلك أي اهتمام، لكن هذا الصحافي يضخّم الأمر، ويحوله إلى مقال كبير حول مشكلات ضخمة مزعومة بين الطرفين؟ هذا أمر سخيف".
وقال إن إسرائيل "شريك عظيم للولايات المتحدة، سواءً من الناحية الاستراتيجية أو الاقتصادية، ونحن نفكر بطريقة متشابهة جداً، ولدينا أهداف متقاربة إلى حد بعيد. هم لا يريدون رؤية دولة مسلحة نووياً في إيران، ولذلك، لا أعتقد أن هناك تبايناً كبيراً بين طريقة تفكيرهم وطريقة تفكيرنا من منظور السياسة الخارجية".