أعلن "أبو عبيدة" المتحدث باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لـ"حماس"، أن الحركة ستفرج، الاثنين، عن المحتجز الإسرائيلي الأميركي عيدان ألكسندر، الذي يُعتقد أنه آخر محتجز أميركي على قيد الحياة لدى الحركة في غزة.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن القتال سيتوقف لتأمين مرور ألكسندر، وذلك بعد يوم من إبلاغ إسرائيل بقرار حماس بخصوص الإفراج عن ألكسندر كبادرة حسن نية للرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وقال ثلاثة فلسطينيين في غزة لـ"رويترز"، الاثنين، إن الهدوء ساد منذ منتصف النهار ولم يُسمع صوت طائرات مسيرة أو طائرات حربية.
وسبق أن قالت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن إطلاق سراح ألكسندر "أولوية قصوى" لديها.
وُلد ألكسندر (21 عاماً) ونشأ في نيو جيرزي بالولايات المتحدة، وكان يخدم في الجيش الإسرائيلي، عندما احتجزته حماس خلال هجومها على إسرائيل في أكتوبر 2023.
وربما يمهد هذا الإفراج، الذي جاء بعد محادثات رباعية بين حماس والولايات المتحدة ومصر وقطر، الطريق لإطلاق سراح بقية المحتجزين في غزة.
وفي بيان، قدمت عائلة ألكسندر الشكر لترمب ومبعوث الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وعبَرت عن أملها في أن يمهد القرار الطريق لإطلاق سراح المحتجزين، الذين يُعتقد أن 21 منهم فقط على قيد الحياة. وأضافت "نطالب الحكومة الإسرائيلية وفرق التفاوض: رجاء لا تتوقفوا".
"ممر آمن".. وهدنة مؤقتة
وأضاف المصدر أن حماس "طالبت الموفدين الأميركيين بوقف كافة العمليات القتالية الإسرائيلية، ووقف تحليق الطائرات المسيرة والاستطلاعية والحربية فوق أجواء كافة مناطق القطاع، ليتسنى نقل عيدان وتسليمه للصليب الأحمر"، مشدداً على أن "عملية التسليم لن تتم بدون ممر آمن يلتزم به الاحتلال الإسرائيلي".
وذكر أنه: "لن تكون هناك أي مراسم شعبية أو عسكرية لعملية التسليم، خصوصاً أن الحرب مستمرة".
فيما قال مصدر آخر مطلع على المفاوضات لـ"الشرق"، إنه تم إبلاغ حركة "حماس" بأن خطوة الممر الآمن (الهدنة المؤقتة) بدأت في غزة، والتي "تتمثل بالتزام الاحتلال بغياب كلي لكافة أنواع الطيران والعمليات العسكرية"، للتمهيد لنقل وتسليم عيدان ألكسندر للصليب الأحمر في قطاع غزة.
وأوضح أنه "تم إبلاغ الصليب الأحمر أن يبقى على جاهزية لإبلاغه بالمكان وموعد التسليم"، دون ذكر المزيد من التفاصيل.
وذكر مصدر مطلع لـ"الشرق"، أنه جرى إبلاغ الوسطاء والصليب الأحمر أن عيدان ألكسندر "حي ويتمتع بصحة جيدة"، مشيراً إلى أن وحدة الظل (المسؤولة عن حماية المحتجزين) بدأت إجراءات تأمين نقل ألكسندر تمهيداً لتسليمه وفق إجراءات أمنية معقدة وسرية".
في غضون ذلك، وصل المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف إلى مطار بن جوريون في إسرائيل، قادماً من عُمان بعد مشاركته في اجتماعات التفاوض بين الولايات المتحدة وإيران حول الملف النووي.
استعدادات إسرائيلية
وقال مسؤول إسرائيلي رفيع لـ"القناة 12" الإسرائيلية: "نحن مستعدون لاستقبال الجندي الإسرائيلي ونأمل ألا يحدث أي خلل في الطريق"، مضيفاً: "أجرينا الأحد عدة محادثات مع المبعوث ويتكوف الذي أطلعنا على تقدم الاتصالات".
وأضاف أن عملية خروج عيدان من القطاع قد تستمر حتى الساعة الثامنة مساءً، لكننا نُقدّر أن يكون ذلك في وقت أبكر، وبما يتناسب مع جدول ويتكوف.
ونوّه المسؤول بأن "إسرائيل على تواصل مع الصليب الأحمر ومع الوسطاء، ومستعدة لتأمين ممر آمن لإخراج عيدان بأمان".
ومضى قائلاً: "جميع التحضيرات من السياج إلى داخل الأراضي الإسرائيلية قد أُنجزت واكتملت، بما في ذلك استقباله في قاعدة رعيم، وإحضار العائلة، ونقله جواً إلى المستشفى.. نحن بانتظار التنسيق النهائي والتفصيلي الذي لم يُنجز بعد".
"خطوة أولى"
وأشار المسؤول إلى "إسرائيل تُقدّر أن هذه خطوة أولى نحو مفاوضات قد تقود إلى مخطط ويتكوف، وهي تستعد لذلك".
وتابع المسؤول: "حماس وضعت على الطاولة ورقتها الوحيدة لمحاولة كسر (عملية) مركبات جدعون، عيدان ألكسندر، وهي تفعل ذلك بذريعة زيارة ترمب.. خطط إسرائيل لا تتغير.. إذا لم تُظهر حماس استعداداً للإفراج عن مختطفين إضافيين في الأيام القريبة، سنتوجه إلى مركبات جدعون"، في إشارة إلى العملية العسكرية المخططة في قطاع غزة.
وفي تعليق على ما ورد من تقارير بشأن نقل عيدان إلى قطر، قال المسؤول إنهم في إسرائيل لا يعرفون عن ذلك: موضحاً: "عيدان هو جندي إسرائيلي. لدينا بروتوكولات لاستقبال المختطفين، وهذه البروتوكولات ستُنفذ، خاصة بعد ما يقارب 600 يوم في الأسر، وسيُعامل وفق أفضل الخبرات التي اكتسبناها".
تزايد الفجوة بين إسرائيل وترمب
وحاول مسؤولون أميركيون تهدئة المخاوف في إسرائيل من تزايد الفجوة بين إسرائيل وترمب الذي أعلن الأسبوع الماضي انتهاء الحملة الأميركية على جماعة الحوثي في اليمن، والتي واصلت إطلاق الصواريخ على إسرائيل.
لكن حكومة إسرائيل واجهت انتقادات بسبب اتفاق كشف عن منح الأولوية للمحتجزين الذين يعتمدون على دعم حكومة أجنبية.
وقال رعنان شاكيد، الكاتب في صحيفة يديعوت أحرونوت، إن الاتفاق "يعكس تماماً الفشل الذريع: رهينة مواطن أميركي يُطلق سراحه مباشرة من قِبل الرئيس ترمب، والحكومة الإسرائيلية غير متورطة".
وقالت إيناف زانجوكر، الذي يعد ابنها ماتان من بين 21 محتجزاً لا يزال يُعتقد أنهم على قيد الحياة، إن نتنياهو يختار بقاءه
السياسي على إنهاء الحرب.
وفي بيان قرأته مع عائلات محتجزين آخرين، قالت لترمب إن "الإسرائيليين يدعموك، أنهوا هذه الحرب، أحضرهم جميعاً إلى المنزل".
وصرّح السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي بأنه بينما يريد ترمب إطلاق سراح جميع المحتجزين، فإن "مسؤوليته الأساسية" كرئيس هي ضمان إطلاق سراح الأميركيين.
اتصالات مع مسؤولين أميركيين
وقال خليل الحية، رئيس "حماس" في غزة، في بيان، إنه "في إطار الجهود التي يبذلها الوسطاء لوقف إطلاق النار، أجرت حركة حماس اتصالات مع الإدارة الأميركية خلال الأيام الماضية"، مشيراً إلى أن الحركة "أبدت إيجابية عالية، وسوف يتم إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي مزدوج الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر، ضمن الخطوات المبذولة لوقف إطلاق النار، وفتح المعابر، وإدخال المساعدات والإغاثة لأهلنا وشعبنا في قطاع غزة".
وأضاف الحية، الذي يرأس الوفد المفاوض، أن حماس "تؤكد استعدادها للبدء الفوري في مفاوضات مكثفة، وبذل جهود جادة للوصول إلى اتفاق نهائي لوقف الحرب، وتبادل الأسرى بشكل متفق عليه، وإدارة قطاع غزة من قبل جهة مهنية مستقلة، بما يضمن استمرار الهدوء والاستقرار لسنوات طويلة، إلى جانب الإعمار وإنهاء الحصار".
وقال المبعوث الأميركي لشؤون الرهائن آدم بوهلر، في تصريحات أوردتها وكالة "رويترز"، إن قرار "حماس" الإفراج عن الأميركي عيدان ألكسندر "خطوة إيجابية للأمام"، وطالبها بـ"الإفراج عن جثامين أربعة أميركيين آخرين لديها".