
قالت مصادر مطلعة لـ"الشرق"، إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تأمل في أن تؤدي جولته الخليجية التي تبدأ الثلاثاء، وتشمل السعودية والإمارات وقطر، إلى تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والعسكري مع دول الخليج، والحصول على الدعم للمحادثات النووية الأميركية الإيرانية، وضخ استثمارات قد تصل قيمتها إلى تريليون دولار.
وذكرت المصادر التي تحدثت لـ"الشرق"، بشرط عدم ذكر أسمائها، أن الولايات المتحدة تتوقع الإعلان عن صفقات أسلحة للسعودية بقيمة 100 مليار دولار، تشمل مقاتلات متقدمة، ومسيرات، وأنظمة دفاع صاروخي، بشراكات مع كبار متعهدي الدفاع الأميركيين مثل Lockheed Martin، وRaytheon، وNorthrop Grumman، وGeneral Atomics، وBoeing.
وتهدف الولايات المتحدة من الصفقة إلى تعزيز التواجد الدفاعي الأميركي في المنطقة، والحفاظ على التعاون الأمني مع دول الخليج.
غزة واليمن ومفاوضات إيران
وذكرت المصادر أنه يتوقع أن يدفع ترمب باتجاه وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والتنسيق بشأن المساعدات الإنسانية. وفيما يخص اليمن، سيعلن ترمب تأييد المبادرة السعودية للسلام، ودعم الولايات المتحدة لتطبيق وقف النار.
وسيواصل ترمب المشاورات الإقليمية بشأن المحادثات الأميركية الإيرانية بشأن التوصل إلى اتفاق نووي، واستراتيجيات الردع، وبحث مسألة الضمانات الأمنية.
وتتوقع واشنطن الحصول على دعم سعودي للمحادثات الدبلوماسية الأميركية الإيرانية، شريطة معالجة الشواغل الأمنية في المنطقة.
وفيما يخص التعاون في مجال الطاقة النووية مع السعودية، ينتظر أن يعلن ترمب دعمه للبرنامج النووي السعودي المدني، وتوقيع اتفاق أميركي سعودي أولي يشمل التعاون في المجالات النووية السلمية، مع شركات مثل Westinghouse.
النفط والتجارة والاستثمار
وعلى المسار التجاري، تهدف واشنطن وفق المصادر للحصول على تعهدات باستثمارات ما بين 600 مليار إلى تريليون دولار خلال منتدى الاستثمار الأميركي السعودي على مدار أربع سنوات.
وستشمل الاستثمارات مجالات البنية التحتية، والمدن الذكية، والتمويل، وجذب رؤوس أموال خليجية، تستفيد الولايات منها في خلق وظائف وإحياء قطاعها الصناعي.
وقالت المصادر إن الولايات المتحدة ينتظر أن تطلب من السعودية زيادة قصيرة الأمد في إنتاج النفط، أو الحفاظ على المستويات الحالية.
وأشارت المصادر هنا إلى رفع تحالف أوبك+ إنتاج النفط، فيما وصفته بـ"استباق للطلب الأميركي"، يهدف لـ"موازنة العوائد النفطية مع التوازنات السياسية".
وذكرت المصادر أن الرسالة المشتركة التي ترغب واشنطن والرياض في إيصالها، هي إظهار الالتزام بتحقيق الاستقرار في سوق النفط العالمي وتوفير أسعار معقولة للمستهلكين.
وعلى المستوى التجاري، فقد يعلن ترمب عن إلغاء أو تخفيض الرسوم الجمركية على الصلب والألمنيوم الخليجي، وهو ما سيؤدي لتعزيز الصادرات الصناعية للإمارات والسعودية.
وقالت المصادر إن الرسالة التي ترغب الإدارة الأميركية في توجيهها هي أنه سيتم خفض الحواجز التجارية مع الشركاء الإقليميين الموثوقين.
الذكاء الاصطناعي والرقائق
وفيما يخص الذكاء الاصطناعي، سيطلق ترمب خلال زيارته للسعودية منتدى الابتكار الأميركي الخليجي، بالتعاون مع شركات مثل Palantir وAlphabet، وIBM والصناديق السيادية الخليجية مثل صندوق الاستثمارات العامة السعودي، ومجموعة G42 الإماراتية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي والحوسبة.
وتهدف المبادرة بحسب المصادر إلى إنشاء مراكز بحثية متخصصة في الذكاء الاصطناعي، ومركز تعليمية، وشراكات استثمارية في مدينة نيوم، ومشروعات ضخمة أخرى.
وارتباطاً مع التعاون في الذكاء الاصطناعي، ستعلن الولايات المتحدة خلال الزيارة عن تخفيف القيود الأميركية على تصدير الرقائق المتقدمة، عبر إلغاء قاعدة أرستها إدارة الرئيس السابق جو بايدن، حدت من تصدير مثل هذه الرقائق المتطورة المستخدمة في الذكاء الاصطناعي.
وسيكون بإمكان السعودية والإمارات الحصول على الرقائق والمعالجات الأكثر تطوراً من إنتاج شركتي NVIDIA وAMD.
وقد يعلن عن استثمار الصناديق السيادية الخليجية في صناعة الرقائق الأميركية وشراكات لتصنيع الرقائق.