
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الثلاثاء، إن بلاده لن تسمح لإيران أبداً بتهديد الولايات المتحدة وحلفائها بتنفيذ "أعمال إرهابية أو هجوم نووي"، لافتاً إلى أنه في حال رفضت طهران "غصن الزيتون" و"استمرت في مهاجمة جيرانها"، فلن يكون أمام واشنطن إلا "فرض أقصى الضغوط"، و"دفع الصادرات الإيرانية إلى الصفر".
وأضاف ترمب في كلمة بمنتدى الاستثمار السعودي الأميركي بالعاصمة الرياض: "أنا هنا اليوم ليس فقط لإدانة الفوضى التي ارتكبها سابقاً قادة إيران، ولكن أيضاً لطرح مسار جديد وأفضل بكثير لهم، وذلك باتجاه مستقبل أفضل وأكثر أملاً، حتى لو كانت الخلافات عميقة".
وأردف: "لم أؤمن أبداً بوجود أعداء دائمين. أنا مختلف عما يظنه كثير من الناس، لا أحب الأعداء الدائمين، وأحياناً تحتاج إلى أعداء لإنجاز المهمة، ويجب أن تُنجزها بالشكل الصحيح، فالأعداء يحفزونك".
وأعرب عن رغبته بالتوصل إلى اتفاق مع إيران، وقال: "أستطيع التوصل إلى اتفاق مع إيران، وسأكون سعيداً جداً إذا تمكنا من جعل منطقتكم والعالم مكاناً أكثر أماناً".
وجدد ترمب تحذيراته بأن الفشل في التوصل إلى اتفاق سيقابل بـ"أقصى درجات الضغط" من الولايات المتحدة. وتابع: "إذا رفضت القيادة الإيرانية غصن الزيتون هذا، واستمرت في مهاجمة جيرانها، فلن يكون أمامنا خيار سوى فرض أقصى ضغط، واتخاذ كل الإجراءات اللازمة لمنع النظام الإيراني من امتلاك سلاح نووي".
وشدد على أن "إيران لن تمتلك سلاحاً نووياً أبداً"، مشيراً إلى أنه سيكون لدى طهران "مستقبل مشرق" في حال تم التوصل إلى اتفاق.
وأردف: "لن نضع أبداً الولايات المتحدة وحلفائها تحت تهديد الإرهاب أو الهجوم النووي. الخيار بأيديهم (إيران)... هذا عرض لن يستمر إلى الأبد، الوقت المناسب للاختيار هو الآن".
عقوبات جديدة
وعقب كلمة ترمب بساعات، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية في بيان، فرض عقوبات جديدة مرتبطة بإيران تستهدف فرداً وعدة كيانات وسفينتين.
وقال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت على منصة "إكس"، إنه منذ يناير الماضي، "تحركت وزارة الخزانة بسرعة لتنفيذ حملة الضغط القصوى التي أطلقها الرئيس ترمب على إيران، واتخذت 19 إجراءً، فرضت بموجبها عقوبات على 253 فرداً وكياناً وسفينة مرتبطة بطهران ووكلائها".
وفي وقت سابق الثلاثاء، قالت إيران، إن أحدث جولة من المفاوضات مع الولايات المتحدة كانت "مثمرة"، لكن فرض واشنطن عقوبات إضافية على طهران لا يتماشى مع المفاوضات.
وذكرت وزارة الخارجية الأميركية، أن الولايات المتحدة فرضت، الثلاثاء، عقوبات على شبكة شحن تقول إنها أرسلت ملايين البراميل من النفط الإيراني إلى الصين، وذلك بعد يومين فقط من عقد جولة رابعة من المفاوضات بين واشنطن وطهران في سلطنة عمان حول البرنامج النووي الإيراني.
ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي المحادثات الأخيرة مع واشنطن بـ"المفيدة"، وقال في تصريحات على هامش معرض للكتاب: "في الأيام القليلة الماضية فرضت (الولايات المتحدة) عقوبات على إيران، وهذا يتعارض تماماً مع عملية المفاوضات... سيؤثر هذا بالتأكيد على مواقفنا".
وذكر مسؤولون، أن مفاوضين إيرانيين وأميركيين اختتموا جولة مفاوضات لحل الخلافات حول برنامج طهران النووي، الأحد، في سلطنة عُمان مع التخطيط لعقد جولات تفاوضية أخرى، وذلك في الوقت الذي أعلنت فيه طهران إصرارها على مواصلة تخصيب اليورانيوم، بحسب وكالة "رويترز".
وأعلنت طهران وواشنطن تفضيلهما للسبل الدبلوماسية لحل النزاع النووي المستمر منذ عقود، لكنهما لا تزالان منقسمتين بشدة بخصوص عدد من الخطوط الحمراء التي سيتعين على المفاوضين تجاوزها للتوصل إلى اتفاق نووي جديد، وتجنب العمل العسكري في المستقبل.
واستأنف ترمب حملة "أقصى الضغوط" على طهران منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، وهدد مراراً باتخاذ إجراء عسكري ضد إيران إذا فشلت الدبلوماسية.