قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الأربعاء، إن نائب وزير الخارجية سيلتقي دبلوماسيين أوروبيين لإجراء محادثات نووية، الجمعة، في مدينة إسطنبول التركية، بعد تأجيل سابق للاجتماع المخطط له، فيما وصف انتقاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب لطهران بأنها "القوة الأكثر تدميراً في المنطقة" بـ"المخادع".
وأضاف عراقجي أن "الجولة الرابعة من المحادثات الإيرانية- الأميركية التي عُقدت في 11 مايو، كانت صعبة، لأنها ركزت على قضية التخصيب المثيرة للجدل"، مضيفاً أنه يأمل أن يخرج الطرف الآخر بـ"مواقف أكثر واقعية" بعد أن يكتسب فهماً أفضل لمواقف إيران الأساسية.
وانتقد وزير خارجية إيران تصريحات الرئيس الأميركي، الذي أدلى به، الثلاثاء في الرياض، والذي وصف فيه إيران بأنها "القوة الأكثر تدميراً" في الشرق الأوسط، قائلاً: "للأسف، هذه رؤية خادعة. الولايات المتحدة هي التي منعت تقدم إيران من خلال العقوبات".
وكان ترمب، قال في كلمة بمنتدى الاستثمار السعودي الأميركي بالعاصمة الرياض، إن بلاده لن تسمح لإيران أبداً بتهديد الولايات المتحدة وحلفائها بتنفيذ "أعمال إرهابية أو هجوم نووي"، لافتاً إلى أنه في حال رفضت طهران "غصن الزيتون" و"استمرت في مهاجمة جيرانها"، فلن يكون أمام واشنطن إلا "فرض أقصى الضغوط"، و"دفع الصادرات الإيرانية إلى الصفر".
وأضاف: "أنا هنا اليوم ليس فقط لإدانة الفوضى التي ارتكبها سابقاً قادة إيران، ولكن أيضاً لطرح مسار جديد وأفضل بكثير لهم، وذلك باتجاه مستقبل أفضل وأكثر أملاً، حتى لو كانت الخلافات عميقة".
وأردف: "لم أؤمن أبداً بوجود أعداء دائمين. أنا مختلف عما يظنه كثير من الناس، لا أحب الأعداء الدائمين، وأحياناً تحتاج إلى أعداء لإنجاز المهمة، ويجب أن تُنجزها بالشكل الصحيح، فالأعداء يحفزونك".
وأعرب عن رغبته بالتوصل إلى اتفاق مع إيران، وقال: "أستطيع التوصل إلى اتفاق مع إيران، وسأكون سعيداً جداً إذا تمكنا من جعل منطقتكم والعالم مكاناً أكثر أماناً".
وتجري إيران محادثات في إسطنبول، الجمعة، مع الأطراف الأوروبية في اتفاقها النووي المتعثر والمبرم في عام 2015 (بريطانيا وألمانيا وفرنسا). وتأتي المحادثات في وقت يسعى فيه الجانبان إلى تحديد موقفهما قبل الجولة الخامسة المتوقعة من المفاوضات الأميركية الإيرانية في الأيام المقبلة.
آلية "سناب باك"
وتأتي الأنباء عن اللقاء بعد ساعات من تحذير وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، لبريطانيا وفرنسا وألمانيا، الاثنين، من تفعيل آلية للأمم المتحدة "سناب باك" لمعاودة فرض العقوبات على طهران، معتبراً أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى تصعيد "لا رجعة فيه" للتوتر.
وبموجب شروط قرار الأمم المتحدة الذي صادق على الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، بإمكان القوى الأوروبية الثلاث معاودة فرض عقوبات المنظمة الدولية على طهران قبل 18 أكتوبر، وهو ما يعرف في الأوساط الدبلوماسية باسم "آلية معاودة فرض العقوبات".
ولا تشارك القوى الأوروبية في المفاوضات الجارية بين إيران والولايات المتحدة، والتي انتهت الجولة الرابعة منها في سلطنة عمان، الأحد، لكن القوى الثلاث سعت إلى التنسيق عن كثب مع الولايات المتحدة، بشأن ما إذا كانت ستلجأ إلى آلية معاودة فرض العقوبات لزيادة الضغط على إيران.
وأُجلت المحادثات بين إيران وما تسمى مجموعة الترويكا الأوروبية، في روما في وقت سابق من مايو الجاري.
ووفق دبلوماسيين ووثيقة اطلعت عليها "رويترز"، قد تفعل دول الترويكا آلية معاودة فرض العقوبات بحلول أغسطس، إذا لم يتسن التوصل إلى "اتفاق جوهري" بحلول ذلك الوقت، إذ تنتهي هذه الآلية في 18 أكتوبر المقبل.