كوبا.. السلطات تقيد خدمات الإنترنت ووفاة أحد المتظاهرين خلال الاحتجاجات

time reading iconدقائق القراءة - 5
قوات الأمن الكوبية تلقي القبض على أحد المتظاهرين المناهضين للحكومة خلال احتجاجات حاشدة بالعاصمة هافانا - 12 يوليو 2021 - AFP
قوات الأمن الكوبية تلقي القبض على أحد المتظاهرين المناهضين للحكومة خلال احتجاجات حاشدة بالعاصمة هافانا - 12 يوليو 2021 - AFP
هافانا (كوبا)/ دبي -الشرقوكالات

أعلنت وزارة الداخلية الكوبية، مساء الثلاثاء، مقتل شخص خلال المظاهرات الاحتجاجية غير المسبوقة، والمستمرة في البلاد منذ مطلع الأسبوع الجاري، في حين قالت مواقع التواصل الاجتماعي، إن السلطات فرضت قيوداً على الوصول إليها، بما في ذلك تطبيقا فيسبوك و"واتساب".

وقالت الوزارة في بيان أوردته وكالة الأنباء الكوبية، ونقلته وكالة "فرانس برس"، إنّها "تأسف لمقتل المتظاهر البالغ من العمر 36 عاماً في حيّ غوينيرا الفقير في ضاحية العاصمة"، مشيرة إلى أنه "قضى بينما كان يشارك في التظاهرات، دون أن توضح ملابسات الوفاة".

وفي المقابل، قالت مجموعة "كوبالكس"، الحقوقية ومقرها الولايات المتحدة، إنها "تلقت معلومات تفيد باعتقال أو اختفاء 148 شخصاً، تم الإفراج عن 12 منهم".

ونقلت صحيفة "فاينانشال تايمز" عن المنظمة قولها، إن "من بين 136 شخصاً، تأكد أن 46 اعتقلوا في الـ11 والـ9 من الشهر الجاري، وأغلبهم اعتقلوا في منازلهم أو غادروهم"، لافتة إلى أنها "لم تتمكن من تأكيد أنباء عن سقوط قتلى أو إصابات خطيرة بين المحتجين".

واندلعت في كوبا، الأحد الماضي، تظاهرات شعبية غير مسبوقة احتجاجاً على الأزمة الاقتصادية الخانقة في البلاد، والتي أدّت إلى تفاقم النقص في الغذاء والدواء، إذ ردّد المحتجون هتافات "نحن جائعون" و"حرية" و"لتسقط الديكتاتورية"، في تظاهرات عفوية، سرعان ما تحوّلت إلى صدامات مع الشرطة.

خدمات الإنترنت

من جانبها، أعلنت شركة "نت بلوكس" لمراقبة الإنترنت في العالم، ومقرها لندن، أن كوبا قيّدت وصول المستخدمين لتطبيقات فيسبوك وتويتر وإنستغرام و"تليغرام" يومي الاثنين والثلاثاء، وفق ما أوردته وكالة رويترز.

وقال جو أوزبورن المتحدث باسم فيسبوك، في بيان صدر، مساء الثلاثاء، "نعارض عمليات الغلق والخنق وغيرها من أعطال الإنترنت التي تحد من النقاش في مجتمعنا، ونأمل في استعادة الاتصال في أقرب وقت ممكن حتى يتمكن الكوبيون من التواصل مع الأهل والأصدقاء".

ويتهم النشطاء، الحكومة بمحاولة تعطيل الاتصالات، إذ أصبحت خدمات الإنترنت "عاملاً رئيسياً خلف الاحتجاجات"، بعدما أتاحت نقل الأحداث بسرعة والتعبير عن إحباط الشعب.

ووفقاً لـ "فايننشال تايمز"، فإن الكوبيين اشتكوا من أن النطاق الترددي العريض للإنترنت داخل المنازل لا يزال ضعيفاً، رغم ادعاء شركة الاتصالات الكوبية الحكومية "إيتكسا"، التي تحتكر الاتصالات السلكية واللاسلكية، أن خدمات الويب متاحة لنحو 60 % من السكان.

وتعد كوبا واحدة من آخر دول العالم التي انفتحت على الإنترنت، إذ سمحت بذلك على الهواتف المحمولة قبل بضع سنوات فقط. وقطعت السلطات الكوبية خدمات الإنترنت في نوفمبر الماضي، بعد أن احتج بضع مئات أمام وزارة الثقافة، مطالبين بمزيد من الحريات، كما أوقفت "إيتكسا" بشكل متقطع هواتف المعارضين واتصالات الإنترنت منذ ذلك الحين.

مناشدة أميركية

في غضون ذلك، ناشد نيد برايس، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، السلطات الكوبية رفع قيود الإنترنت، قائلاً: "ندعو قادة كوبا إلى التحلي بضبط النفس، ونحضهم على احترام صوت الشعب من خلال فتح جميع وسائل الاتصال، سواء على الإنترنت أو خارجها".

وأضاف: "إغلاق التكنولوجيا ومسارات المعلومات، لا يفعل شيئاً لتلبية الاحتياجات والتطلعات المشروعة للشعب الكوبي".

ورداً على سؤال عما إذا كانت الحكومة تتعمد تقييد الاتصالات عبر الإنترنت، قال وزير الخارجية برونو رودريجيز في إفادة صحافية، إن الوضع "معقد"، مضيفاً أن انقطاع التيار الكهربائي "قد يؤثر في خدمات الاتصالات"، مؤكداً أن كوبا "لن تتخلى أبداً عن حق الدفاع عن نفسها". 

وكان الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل، اتهم الولايات المتحدة، بمحاولة "تغيير النظام" في بلاده، فيما حضّه نظيره الأميركي جو بايدن على "الإصغاء إلى شعبه، بعدما شهدت الجزيرة تظاهرات نادرة مناهضة للحكومة، في وقت عبرت فيه تقارير عن مخاوف من استمرار التصعيد نحو الإطاحة بالنظام الحاكم. 

من جانبه برّر الرئيس الكوبي، انقطاع الكهرباء بالعقوبات التي تفرضها واشنطن على هافانا، متحدثاً عن تكثيف حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، لإثارة اضطرابات في كوبا. وعزا النقص في السلع والأدوية إلى "الحصار" الأميركي، مشدداً على أن حكومته تحاول "التصدي" للصعوبات "والانتصار عليها". 

اقرأ أيضاً: