اعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، الجمعة، أن جلوس الأوكرانيين إلى طاولة المفاوضات "أمر جيد"، مشيراً إلى أنه يتعين الآن على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يتعاون.
وقال خلال اجتماع لقادة الاتحاد الأوروبي في العاصمة الألبانية تيرانا: "كل الضغوط عليه"، معتبراً أن بوتين ارتكب خطأً بإرسال وفد منخفض المستوى إلى المحادثات في تركيا. وشدد على ضرورة جديته في تحقيق السلام.
وأضاف: "أتطلع إلى لقاء وزراء الخارجية هنا في تيرانا، لقد أخطأ بوتين بإرساله وفداً منخفض المستوى، الكرة في ملعبه، عليه أن يلعب دوراً، وأن يكون جاداً في تحقيق السلام، فالضغط يقع عليه، من حسن الحظ أن أوكرانيا أرسلت وفداً جيداً لتحقيق السلام".
وانضم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى قادة عشرات الدول والمنظمات الأوروبية في قمة ليوم واحد في العاصمة الألبانية، لمناقشة التحديات الأمنية والدفاعية في جميع أنحاء القارة، فيما تتصدر الحرب الأوكرانية جدول الأعمال، حسبما ذكرت "أسوشيتد برس".
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، رفض في وقت سابق، عرضاً من زيلينسكي لعقد لقاء مباشر في تركيا لمحاولة تأمين وقف إطلاق النار مع موسكو، وأرسل بدلاً من ذلك وفداً منخفض المستوى.
وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، إن بوتين "يُمارس ألاعيب، مما يُظهر عدم جديتهم في السلام".
ويُعقد مؤتمر المجموعة السياسية الأوروبية (EPC) في تيرانا تحت شعار "أوروبا جديدة في عالم جديد: وحدة- تعاون- عمل مشترك". وتركز هذه القمة، التي تضم قادة من حوالي 50 دولة ومنظمة، على تحسين القدرة التنافسية للقارة والتصدي للهجرة غير الشرعية.
حرب أوكرانيا
وسيُتيح المؤتمر أيضاً للقادة فرصة للاجتماع ثنائياً، أو في مجموعات صغيرة، لمناقشة القضايا الأمنية الرئيسية.
وشهدت القمة الافتتاحية في براغ عام 2022، محادثات نادرة بين زعيمي أذربيجان وأرمينيا في محاولة لتخفيف التوترات بين الخصمين القديمين.
وفي نهاية الأسبوع الماضي، استضاف زيلينسكي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيس الوزراء البولندي دونالد توسك في كييف، حيث وجّهوا دعوة مشتركة لإنهاء الحرب في أوكرانيا لمدة 30 يوماً.
وكتب رئيس الوزراء الألباني إيدي راما ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا في رسالة دعوتهما لحضور قمة المجموعة السياسية الأوروبية (EPC): "مع استمرار حرب روسيا العدوانية على أوكرانيا، تتجاوز عواقبها حدود أوكرانيا بكثير، مُرهقة أمننا ومُختبرةً صمودنا الجماعي".
وسيطرت على القمة الأخيرة، التي استضافها رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، وهو من أشدّ المؤيدين للرئيس الأميركي دونالد ترمب، المخاوف والفرص التي قد تنشأ في أعقاب إعادة انتخاب ترمب.
قمة بعد الانتخابات
وفاز الحزب الاشتراكي الحاكم بزعامة راما في الانتخابات البرلمانية التي أُجريت في ألبانيا في 11 مايو، جاذباً الناخبين المؤيدين لجهود البلاد الطويلة والصعبة نوعاً ما للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وقد ضمن هذا التصويت لراما ولاية رابعة.
وصرح رئيس الوزراء الألباني إيدي راما، بأن القمة مصدر فخر لألبانيا، و"مصدر إلهام ودافع للمضي قدماً".
ويؤكد حزبه الاشتراكي أنه قادر على تحقيق عضوية الاتحاد الأوروبي في غضون خمس سنوات.
ويعد مؤتمر المجموعة السياسية الأوروبية من المبادرات التي أعلن عنها ماكرون، وحظيت بدعم المستشار الألماني السابق أولاف شولتز، بهدف تعزيز الأمن والازدهار في جميع أنحاء القارة. لكن المنتقدين زعموا أنها كانت محاولة منهم لكبح جماح توسع الاتحاد الأوروبي.
وشاركت في القمة الافتتاحية لعام 2022 الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي السبعة والعشرين، والشركاء الطامحون في البلقان وأوروبا الشرقية، بالإضافة إلى دول مجاورة مثل بريطانيا وتركيا.
وتعد روسيا القوة الأوروبية الكبرى الوحيدة التي لم تُوجه إليها الدعوة، إلى جانب بيلاروس، جارتها وداعمتها في الحرب مع أوكرانيا.
وسيُعقد الاجتماع القادم للجنة السياسات الأوروبية في الدنمارك في وقت لاحق من هذا العام.