"القوميون ضد رؤساء البلديات".. انتخابات الرئاسة في بولندا تختبر خيارات "مقاومة ترمب"

time reading iconدقائق القراءة - 5
امرأة تستعد للتصويت خلال الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة البولندية في مركز اقتراع بالعاصمة وارسو. 18 مايو 2025 - REUTERS
امرأة تستعد للتصويت خلال الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة البولندية في مركز اقتراع بالعاصمة وارسو. 18 مايو 2025 - REUTERS
وارسو/ دبي -الشرقرويترز

يُدلي البولنديون، الأحد، بأصواتهم في انتخابات رئاسية ستقرر ما إذا كانت وارسو ستتبع المسار المؤيد لأوروبا، الذي حدده رئيس الوزراء دونالد توسك، أو ستتخذ خطوة نحو إعادة القوميين اليمنيين المعجبين بالرئيس الأميركي دونالد ترمب.

ونشّطت عودة ترمب إلى السلطة، المتشككين في أوروبا في أنحاء القارة العجوز، وسيكون اقتراع، الأحد، أصعب اختبار لرؤية توسك المؤيدة لأوروبا منذ وصوله إلى السلطة في عام 2023، حين أطاح بحزب القانون والعدالة القومي.

وتضع الانتخابات رافاو تراسكوفسكي، رئيس بلدية وارسو، وهو من الائتلاف المدني بزعامة توسك، في مواجهة المؤرخ المحافظ، كارول نافروتسكي، المدعوم من حزب "القانون والعدالة".

ويعد تراسكوفسكي المرشح الأوفر حظاً، ومن المرجح أن يواجه نافروتسكي في جولة الإعادة المقرر إجراؤها في الأول من يونيو المقبل، إذا لم يفز أي مرشح بأكثر من 50% من الأصوات. وتحظر قوانين التعتيم الإعلامي، نشر نتائج استطلاعات الرأي من صباح السبت حتى انتهاء التصويت الأحد.

ويتنافس أيضاً في الانتخابات المرشح اليميني المتطرف، سوافومير منتسن، من حزب الكونفدرالية، ورئيس البرلمان، شيمون هوفنيا، من الحزب المنتمي ليمين الوسط (بولندا 2050)، وماجدالينا بييات، المنتمية لليسار.

وتُجرى الجولة الأولى من الانتخابات البولندية في نفس يوم الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في رومانيا، حيث يواجه جورجي سيميون، القومي الذي يقود حملة "لنجعل رومانيا عظيمة مرة أخرى"، رئيس بلدية بوخارست المنتمي لتيار الوسط، نيكوشور دان.

ومن شأن فوز اثنين من المرشحين المتشككين في الاتحاد الأوروبي، أن يرسل موجات من الصدمة عبر الاتحاد الأوروبي في وقت يصارع فيه التحدي المزدوج المتمثل في الغزو الروسي لأوكرانيا، جارة بولندا الشرقية، والرسوم الجمركية التي فرضها ترمب.

وفتحت مراكز الاقتراع في الانتخابات البولندية، أبوابها الأحد في السابعة صباحاً (05:00 بتوقيت جرينتش)، وتغلق في التاسعة مساء (19:00 بتوقيت جرينتش). ويحق لنحو 29 مليون ناخب بولندي الإدلاء بأصواتهم في هذه الانتخابات.

القوميون ضد رؤساء البلديات

واعتبرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" أن الانتخابات في كل من بولندا ورومانيا ربما تشكل "رهاناً" على الديمقراطية في الوقت الذي يتنافس فيه القوميون مع رؤساء البلديات في شرق الاتحاد الأوروبي المضطرب.

وذكرت، السبت، أن المرشح اليميني جورج سيميون، الأوفر حظاً في انتخابات رومانيا، احتضن نظيره البولندي، كارول نافروتسكي، بحرارة على المنصة خلال لقائهما قبل أيام في مدينة زابجه جنوبي بولندا، لافتة إلى أن المرشحين القوميين المؤيدين لترمب يدافعان عن القيم المسيحية التقليدية في مواجهة مؤسسة أوروبية ليبرالية.

ووفقاً للصحيفة، تمر رومانيا وبولندا، الدولتان الأكثر كثافة سكانية في الجناح الشرقي للاتحاد الأوروبي، وحلف شمال الأطلسي "الناتو"، بمنعطف حاسم، كلٌّ بطريقته الخاصة، لأن اختيار الناخبين يمكنه تعزيز أو إضعاف المعايير الديمقراطية، وسيادة القانون، والدعم لأوكرانيا، ويُشجع الفريق الشرقي المُتعثّر في الاتحاد الأوروبي بقيادة المجر وسلوفاكيا.

وحقق سيميون، وهو أحد مثيري الشغب (هوليجانز) السابقين في مباريات كرة القدم، انتصاراً كبيراً في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة الرومانية، في وقت سابق هذا الشهر، إذ حصل على ضعف حصة الأصوات التي حصل عليها نيكوشور دان، عمدة بوخارست الوسطي، الذي يواجهه الآن في سباق متقارب في جولة الإعادة.

من قبيل الصدفة، من المُرجح أن يأتي نافروتسكي في المركز الثاني في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية البولندية، خلف رافال تراسكوفسكي عمدة وارسو الليبرالي؛ وربما يتعين الانتظار حتى الجولة الثانية في الأول من يونيو لمعرفة من اختاره البولنديون رئيساً لدولتهم. وتشير معظم استطلاعات الرأي إلى أن تراسكوفسكي في طريقه للفوز.

وفي حال انتخابه، سيُطلق تراسكوفسكي العنان للعديد من الإصلاحات التي وعد بها رئيس الوزراء، دونالد توسك، المنتمي ليمين الوسط، منذ عودته إلى منصبه في أواخر عام 2023 بعد 8 سنوات من حكم حزب "القانون والعدالة القومي" المحافظ. وقد عارض الرئيس البولندي المنتهية ولايته، أندريه دودا، الموالي لحزب "القانون والعدالة"، إصلاحات توسك، بما في ذلك تدابير استعادة استقلال القضاء.

ومثل دودا، يتحالف نافروتسكي رئيس معهد رئيس معهد الذاكرة الوطنية في بولندا مع حزب "القانون والعدالة"، وفي حال فوزه، سيظل طموح توسك لإعادة بولندا إلى التيار الليبرالي السائد في أوروبا معرقلاً، وسيبدو رئيس الوزراء وكأنه "بطة عرجاء" على نحو متزايد.

تصنيفات

قصص قد تهمك