قبل قمة مرتقبة.. اتفاق بريطاني أوروبي في مسار ضبط العلاقات بعد "بريكست"

الدفاع والتحديات الجيوسياسية والصيد.. 3 قضايا تحظى بالتوافق بين بروكسل ولندن

time reading iconدقائق القراءة - 5
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في مقر المفوضية الأوروبية ببروكسل. 2 أكتوبر 2024 - Reuters
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في مقر المفوضية الأوروبية ببروكسل. 2 أكتوبر 2024 - Reuters
بروكسل/لندن/ دبي -رويترزالشرق

اتفقت بريطانيا والاتحاد الأوروبي، الاثنين، على العمل من أجل التوصل إلى اتفاق يُسهّل على الشباب العيش والعمل في جميع أنحاء القارة، إذ يعد الاتفاق جزءاً من عملية إعادة ضبط أوسع للعلاقات بين الطرفين، في مرحلة ما بعد خروج بريطانيا من التكتل "بريكست"، والتي سيتم الإعلان عنها في وقت لاحق.

وينص الاتفاق على أن ما يُسمى بـ"برنامج تجربة الشباب المتوازنة" سيسمح للشباب من بريطانيا والاتحاد الأوروبي بالعمل أو الدراسة أو التطوع أو السفر، لفترة محدودة في كل من البلدين.

وأوضحت "بلومبرغ" أن الاتفاق يعد جزءً من توافق أكبر يتضمن ثلاثة ملفات: شراكة في مجاليْ الدفاع والأمن، وبياناً مشتركاً بشأن التعاون في مواجهة التحديات الجيوسياسية مثل الحرب الروسية الأوكرانية، وتفاهماً مشتركاً حول مجموعة من القضايا الأخرى. 

واجتمع سفراء الدول الأعضاء الـ 27 في وقت مبكر من صباح الاثنين، للتوقيع على الحزمة، حتى مع توجه قادة مؤسسات الاتحاد الأوروبي إلى لندن للموافقة عليها رسمياً، إذ جاءت محادثات اللحظة الأخيرة، قبل قمة في لانكستر هاوس بلندن صباح الاثنين، حيث سيوقع الجانبان على شراكة أمنية ودفاعية، وهي محور العلاقة الجديدة.

واتفقت لندن وبروكسل والاتحاد على إعادة ضبط تاريخية للعلاقات بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، وذلك بعد "انفراجة متأخرة" في محادثات ليلية قبيل قمة مرتقبة بين الجانبين، حسبما أوردت صحيفة "فاينانشيال تايمز".

ومن المتوقع أن تؤكد قمة الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، وهي الأولى منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيز التنفيذ في عام 2020، على روح المصالحة، لكن المحادثات المتوترة في بروكسل كانت بمثابة تذكير بأن العلاقة أصبحت الآن قائمة على المعاملات التجارية.

وانخرط الجانبان في مساومات مكثفة حول تفاصيل رئيسية لعلاقتهما المُجددة، بما في ذلك مصائد الأسماك وتجارة الأغذية، إلى جانب صياغة خطة مقترحة لتنقل الشباب.

وجادل ستارمر بأنه ينبغي على الجانبين مواصلة النقاش حول برنامج الشباب المقترح، بما في ذلك إمكانية عودة بريطانيا إلى برنامج "إيراسموس" للتبادل الطلابي، بدلاً من تقديم التزامات ملموسة في قمة لندن.

اتفاقية دفاعية وحقوق الصيد 

ومن المقرر أن يوقع ستارمر اتفاقية دفاعية وبياناً ختامياً يعد بتعميق التعاون الاقتصادي خلال اجتماع يستمر ساعتين مع رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، ورئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا.

وفي إطار اتفاق الدفاع والأمن المقرر توقيعه، سيؤسس الاتحاد الأوروبي وبريطانيا منصة للتشاور والتعاون في مجالات متعددة، من بينها تبادل المعلومات، وأمن البحار والفضاء، مع التزام الاتحاد الأوروبي بسرعة استكشاف سبل تمكين المملكة المتحدة من الوصول إلى صناديق الشراء الدفاعي المشتركة للاتحاد، ما يُعد أمراً حيوياً لبريطانيا. 

ووفقاً لمسودة الاتفاق التي اطلعت عليها "بلومبرغ"، وافق الطرفان على تمديد الحقوق المتبادلة في مجال الصيد البحري لأكثر من عقد، حتى عام 2038. 

وأقرّت بريطانيا بأن إزالة الحواجز أمام تجارة المواد الغذائية ستتطلب "التوافق بشكل ديناميكي" مع القواعد التي وضعتها بروكسل، مواكبةً للوائح الاتحاد الأوروبي مع تغيرها، وكذلك دفع مدفوعات للاتحاد الأوروبي لتمويل العمل على معايير الأغذية والحيوانات. 

اقرأ أيضاً

بريطانيا تقترب من اتفاق مع الاتحاد الأوروبي ضمن مسار ضبط العلاقات بعد "بريكست"

أعلن مكتب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، أنه من المقرر التوصل لاتفاق لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي وتسهيل التجارة في بعض المنتجات الغذائية

ووافقت بريطانيا على فتح مياهها المخصصة للصيد لمدة 12 عاماً أخرى أمام قوارب الاتحاد الأوروبي، في خطوة ستُدينها المعارضة المحافظة، إذ كانت بريطانيا حددت المدة سابقاً بخمس سنوات.

في المقابل، حصل رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، على صفقة مفتوحة المدة، تُزيل الكثير من البيروقراطية أمام صادرات بريطانيا الزراعية والسمكية إلى أكبر أسواقها، في مكافأة اقتصادية طال انتظارها من المحادثات.

في الإطار، أكدت 3 مصادر من الاتحاد الأوروبي أن بروكسل "تخلت عن مطالبها بربط مدة صفقة الأغذية الزراعية بمدة صفقة صيد الأسماك"، بينما أكد مسؤولون بريطانيون التوصل إلى اتفاق بشأن هاتين المسألتين.

وعرض الاتحاد الأوروبي على بريطانيا، اتفاقية جديدة مفتوحة لخفض الحواجز أمام تجارة المنتجات الزراعية والغذائية، ولكن بشرط تمديد الاتفاقية الحالية التي تسمح لصيادي الاتحاد الأوروبي بالعمل في المياه البريطانية.

وتخشى جماعات الصيد في المملكة المتحدة، من أن يصبح هذا الاتفاق دائماً، ويزعم سياسيو المعارضة المحافظون والصحافة المشككة في الاتحاد الأوروبي بالفعل أن القطاع على وشك الانهيار.

تصنيفات

قصص قد تهمك