معلومات استخباراتية أميركية: إسرائيل تحضر لضرب منشآت نووية إيرانية

مسؤول أميركي: واشنطن رصدت تحركات عسكرية لتل أبيب

time reading iconدقائق القراءة - 6
دبي-الشرق

أفادت شبكة CNN، نقلاً عن مسؤولين أميركيين مطلعين، بأن الولايات المتحدة تلقت معلومات استخباراتية جديدة تشير إلى أن إسرائيل تُجري تحضيرات لضرب منشآت نووية إيرانية، وذلك في الوقت الذي تسعى فيه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للتوصل إلى اتفاق دبلوماسي مع طهران.

وقال المسؤولون الأميركيون المطلعون على هذه المعلومات، إن تنفيذ مثل هذه الضربة سيمثل خروجاً صارخاً عن خط ترمب، مما قد يؤدي أيضاً إلى إشعال صراع إقليمي أوسع في الشرق الأوسط، وهو ما سعت الولايات المتحدة إلى تجنبه، منذ أن أججت حرب إسرائيل على غزة التوترات في المنطقة.

وأضاف المسؤولون أنه من غير الواضح إن كان القادة الإسرائيليون اتخذوا قراراً نهائياً بشأن استهداف إيران، وأشاروا إلى أن هناك انقساماً كبيراً داخل الحكومة الأميركية بشأن مدى احتمال تنفيذ إسرائيل لهذه الضربة.

وذكرت CNN أن توقيت وطريقة تنفيذ الضربة، إن حصلت، سيعتمدان على تقييم إسرائيل لسير المفاوضات الأميركية مع طهران حول برنامجها النووي.

وقال مسؤول مطلع على المعلومات الاستخباراتية الأميركية، إن "احتمال قيام إسرائيل بضربة ضد منشأة نووية إيرانية ارتفع بشكل كبير خلال الأشهر الأخيرة". وأضاف أنه "كلما بدا أن الاتفاق المرتقب لن يشمل إزالة مخزون إيران الكامل من اليورانيوم، زادت احتمالية تنفيذ الضربة".

تحركات عسكرية

وذكرت مصادر مطلعة على المعلومات الاستخباراتية، أن هذه المخاوف المتزايدة تستند إلى رسائل علنية وخاصة صادرة عن كبار المسؤولين الإسرائيليين، تشير إلى أنهم يدرسون هذا الخيار، إضافةً إلى اتصالات إسرائيلية تم اعتراضها، وأيضاً مراقبة تحركات عسكرية إسرائيلية قد توحي بقرب تنفيذ الضربة.

ومن بين التحركات العسكرية التي رصدتها الولايات المتحدة، بحسب مصدرَين، نقل ذخائر جوية واستكمال تمرين جوي.

ومع ذلك، قد تكون هذه المؤشرات وسيلة ضغط تمارسها إسرائيل على إيران لدفعها إلى التخلي عن جوانب أساسية من برنامجها النووي، عبر توجيه رسالة تحذيرية بشأن العواقب المحتملة، مما يعكس مدى التعقيد المستمر الذي تواجهه إدارة البيت الأبيض.

وبحسب CNN، فإن إيران الآن في "أضعف وضع عسكري لها منذ عقود"، بعد أن قصفت إسرائيل منشآت إنتاج الصواريخ والدفاعات الجوية الإيرانية في أكتوبر، إلى جانب اقتصاد يعاني من عقوبات.

ويقول المسؤولون الأميركيون إن إسرائيل ترى في هذا الوضع "فرصة".

وصرّح مسؤول أميركي رفيع لشبكة CNN أن "الولايات المتحدة تكثف جهودها الاستخباراتية لجمع المعلومات، لاحتمال دعم إسرائيل إذا قررت القيادة في تل أبيب شن ضربة".

لكن مصدراً وصف بالمطلع على تفكير إدارة ترمب، قال إن الولايات المتحدة "من غير مرجح أن تساعد إسرائيل في تنفيذ ضربات ضد المنشآت النووية الإيرانية في الوقت الحالي، إلا إذا وقع استفزاز كبير من جانب طهران".

ولا تملك إسرائيل القدرة على تدمير البرنامج النووي الإيراني بالكامل دون دعم أميركي، يتضمن التزود بالوقود جواً والقنابل القادرة على اختراق المنشآت المحصّنة تحت الأرض، وهو ما أُشير إليه سابقاً في تقارير استخباراتية أميركية.

وأبلغ مصدر إسرائيلي شبكة CNN أن إسرائيل ستكون مستعدة لتنفيذ "عمل عسكري بمفردها"، إذا أبرمت الولايات المتحدة اتفاقاً مع إيران تعتبره تل أبيب "اتفاقاً سيئاً" لا يمكنها قبوله.

وقال مصدر آخر مطلع على التقديرات الاستخباراتية الأميركية: "أعتقد أنه من المرجح أن توجه إسرائيل ضربة بهدف إفشال الاتفاق، إذا شعرت أن ترمب على وشك القبول باتفاق سيئ". وأضاف: "الإسرائيليون لم يترددوا في إيصال هذه الرسالة... علناً وسراً". 

وأشار تقييم استخباراتي أميركي صدر في فبراير إلى أن إسرائيل قد تستخدم طائرات عسكرية أو صواريخ بعيدة المدى للاستفادة من تراجع قدرات الدفاع الجوي الإيراني.

لكن التقييم نفسه أشار أيضاً إلى أن مثل هذه الضربات لن تؤخر البرنامج النووي الإيراني إلا بشكل محدود، ولن تمثل حلاً حاسماً. 

مسألة تخصيب اليورانيوم

وفي الوقت الحالي، لا تزال المحادثات الأميركية مع إيران عالقة عند مطلب أميركي رئيسي، يتمثل في وقف طهران تخصيب اليورانيوم، وهي عملية يمكن أن تُستخدم في تصنيع أسلحة نووية، لكنها ضرورية أيضاً لتوليد الطاقة النووية للأغراض المدنية.

وقال المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، الذي يقود الوفد الأميركي في المفاوضات، لشبكة ABC News في نهاية الأسبوع: "لا يمكننا السماح حتى بنسبة 1% من قدرة التخصيب في أي اتفاق". وأضاف: "قدمنا مقترحاً للإيرانيين نعتقد أنه يعالج هذه المسألة دون الإساءة إليهم". 

أما المرشد الإيراني علي خامنئي فقال، الثلاثاء، إنه لا يتوقع أن تُفضي المفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني إلى "نتيجة"، واصفاً المطلب الأميركي بوقف التخصيب بـ"المهين".

وتصر إيران على حقها في التخصيب بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي التابعة للأمم المتحدة، وتقول إنها لن تتنازل عن هذا الحق تحت أي ظرف.

وكان ترمب هدد علناً باتخاذ إجراء عسكري ضد إيران إذا فشلت جهود إدارته للتفاوض على اتفاق نووي جديد يحد أو يقضي على برنامج طهران النووي. لكنه في الوقت ذاته حدد مهلة زمنية للجهود الدبلوماسية الأميركية.

وقال دبلوماسي غربي رفيع التقى الرئيس الأميركي في وقت سابق من هذا الشهر، إن ترمب حدد بضعة أسابيع فقط لنجاح المفاوضات، قبل اللجوء إلى خيار عسكري. لكن في الوقت الراهن، تظل سياسة البيت الأبيض قائمة على المسار الدبلوماسي.

ولكن مسؤول أميركي ذكر أن "الموقف الإسرائيلي الوحيد لطالما كان الخيار العسكري لوقف البرنامج النووي الإيراني". 

تصنيفات

قصص قد تهمك