لافروف: لن ننخدع بمقترح وقف النار في أوكرانيا قبل التوصل لتسوية شاملة

زيلينسكي يبحث مع أمين عام "الناتو" زيادة الضغوط على روسيا

time reading iconدقائق القراءة - 7
وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يحضر اجتماعاً في الكرملين. 7 مايو 2025 - REUTERS
وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يحضر اجتماعاً في الكرملين. 7 مايو 2025 - REUTERS
دبي -الشرق

قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الأربعاء، إن روسيا "لن تنخدع" بمن يقترحون التوصل أولاً إلى وقف إطلاق النار في أوكرانيا ثم الانتقال إلى التسوية الشاملة، فيما بحث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" مارك روته، الحاجة إلى ممارسة الضغط على موسكو.

وقال لافروف خلال حديثه إلى أساتذة وطلاب الجامعات الروسية: "الآن، عندما يقولون لنا: دعونا نتفق على هدنة ثم سنرى، لا يا رفاق. لقد مررنا بهذه التجارب، ولا نريد هذا بعد الآن".

ويرى لافروف، أن "الغرب خدع روسيا بالفعل في عام 2014، عبر القيام بانقلاب في أوكرانيا بعد اتفاق على التسوية بين السلطات الأوكرانية والمعارضة". وأضاف: "بعد ذلك تم انتهاك اتفاقيات مينسك، واعترف الساسة الأوروبيون، في وقت لاحق، بأن هذه الاتفاقيات كانت ضرورية من أجل كسب الوقت لكييف"، بحسب ما أوردت وكالة "سبوتنيك" الروسية.

ولفت إلى أنه "في عام 2022، وقّعت روسيا وأوكرانيا على مبادئ التسوية التي اقترحتها كييف في مفاوضات إسطنبول، لكن الغرب منعها من التوقيع على اتفاق يعتمد على هذه المبادئ".

وأشار الوزير الروسي، إلى أن "مطالب السياسيين الأوروبيين للولايات المتحدة بفرض عقوبات جديدة ضد روسيا تكشف عن نواياهم الحقيقية".

من جهته، ذكر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أن روسيا ترحب "باستعداد جميع الأطراف للمساهمة في تسوية سريعة"، لكنه أوضح أن اختيار مكان انعقاد المفاوضات لم يُحدد بعد، مضيفاً أن موسكو لم تتلق أي اقتراح رسمي من الفاتيكان.

وكانت روسيا وأوكرانيا قد عقدتا اجتماعاً في إسطنبول، الأسبوع الماضي، هو الأول من نوعه منذ مارس 2022، وأسفر عن اتفاق على تبادل ألف أسير من كل طرف، لكن موسكو رفضت مطلب كييف بالتوصل إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار.

وأعلن الكرملين، في أعقاب مكالمة هاتفية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترمب، الاثنين الماضي، أن كلا الطرفين سيعملان على مذكرة تفاهم حول اتفاق سلام.

وأثار هذا الإعلان انتقادات جديدة من أوكرانيا وعواصم أوروبية، تتهم روسيا بالمماطلة والتسويف.

وأعرب بيسكوف عن رفضه لهذه الاتهامات، قائلاً: "لا أحد يرغب في إبطاء العملية.. والجميع يعملون بوتيرة متواصلة، لكن معظم هذه الجهود تُبذل بسرية لأسباب واضحة، ولا يمكن الإفصاح عنها".

مباحثات أوكرانيا و"الناتو"

من جهته، قال الرئيس الأوكراني، الأربعاء، إنه تحدث عبر الهاتف مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" مارك روته، وإنهما ناقشا الخطوات المشتركة والحاجة إلى ممارسة الضغط على روسيا لتحقيق "سلام عادل".

وشدد زيلينسكي على أهمية أن "تكون جميع القرارات منسقة. عندها فقط ستنجح العقوبات. من دون ضغط على موسكو، لا يمكن تحقيق سلام عادل. الجميع يدرك ذلك".

وكان الرئيس الأوكراني قد أجرى اتصالات مع حلفاء أوروبيين خلال اليومين الماضيين لحثهم على ممارسة المزيد من الضغط على روسيا.

وبالنسبة لأوكرانيا وحلفائها، الذين أمضوا شهوراً في محاولة كسب دعم إدارة ترمب في الحرب، فقد أعادت مكالمة الرئيس الأميركي مع بوتين الأمور إلى نقطة الصفر.

وتخلى الرئيس الأميركي عن إصراره السابق على وقف إطلاق نار غير مشروط لمدة 30 يوماً، والذي كان يأمل أن يُطلق محادثات سلام من المتوقع أن تكون طويلة وشاقة. كما أشار ترمب، إلى أن الحرب التي وعد سابقاً بإنهائها خلال 24 ساعة لم تعد من مسؤولياته المباشرة.

خطوات أوروبية جديدة مرتقبة ضد موسكو

يأتي هذا فيما ستطلب أوكرانيا من الاتحاد الأوروبي في الأسبوع المقبل بحث خطوات جديدة كبيرة "لعزل موسكو"، تشمل مصادرة أصول روسية، وفرض عقوبات على بعض مشتري النفط الروسي.

وستُقدم وثيقة أوكرانية إلى التكتل، الذي يضم 27 دولة، لاتخاذ موقف مستقل أكثر صرامة بشأن فرض العقوبات في ظل الضبابية التي تكتنف دور واشنطن مستقبلاً، وفقاً لـ"رويترز".

وفي الوثيقة التي تتضمن 40 صفحة من التوصيات، ستكون هناك دعوات لتبني تشريع يسرع مصادرة الاتحاد الأوروبي لأصول الأفراد الخاضعين للعقوبات وإرسالها إلى أوكرانيا. ويمكن حينها لهؤلاء الخاضعين للعقوبات المطالبة بتعويضات من روسيا.

ويمكن للاتحاد الأوروبي أن ينظر في مجموعة من الخطوات لجعل عقوباته تطبق بقوة أكبر خارج أراضيه، مثل استهداف الشركات الأجنبية التي تستخدم تقنياته لمساعدة روسيا، و"فرض عقوبات ثانوية على مشتري النفط الروسي".

وفرض هذه العقوبات الثانوية، التي قد تطال كبار المشترين كالهند والصين، سيمثل خطوة كبيرة ترددت أوروبا حتى الآن في اتخاذها. وناقش ترمب هذا الأمر علناً قبل أن يقرر عدم اتخاذ أي إجراء في الوقت الراهن.

وتدعو الوثيقة الاتحاد الأوروبي أيضاً إلى النظر في استخدام المزيد من قواعد تمرير القرارات الخاصة بالعقوبات بتأييد أغلبية الأعضاء، لمنع عرقلة الدول بشكل فردي للتدابير التي تتطلب الإجماع.

وقال مصدر مطلع لوكالة "رويترز"، إن ترمب تحدث إلى قادة أوكرانيا وأوروبا بعد مكالمته مع بوتين، وأخبرهم أنه لا يريد فرض عقوبات الآن، ويريد إتاحة الوقت للمحادثات.

لكن الاتحاد الأوروبي وبريطانيا فرضا عقوبات إضافية على روسيا، الثلاثاء، وعبرا عن أملهما في انضمام واشنطن إليهما. ومع ذلك، يناقش الأوروبيون علناً سبل مواصلة الضغط على موسكو إذا لم تعد واشنطن مستعدة للمشاركة.

وقالت الوثيقة الأوكرانية، إن "واشنطن توقفت عملياً الآن عن المشاركة في كل المنصات الحكومية الدولية تقريباً التي تركز على العقوبات والتحكم في الصادرات".

وذكرت أن حالة عدم اليقين بشأن الموقف الأميركي أدت إلى إبطاء وتيرة التدابير الاقتصادية المضادة والتنسيق متعدد الأطراف، لكن "هذا لا ينبغي أن يدفع الاتحاد الأوروبي إلى تخفيف ضغوط العقوبات.. بل على العكس، ينبغي أن يحفز الاتحاد الأوروبي على الاضطلاع بدور قيادي في هذا المجال".

تصنيفات

قصص قد تهمك