
أبلغ وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الأربعاء، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، أن طهران ستعتبر الولايات المتحدة متورطة في أي هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية، وذلك قبل يوم من عقد الجولة الخامسة من المفاوضات النووية مع واشنطن في روما الجمعة.
وأضاف عراقجي في منشور على منصة "إكس"، أنه دعا المجتمع الدولي في رسالته إلى جوتيريش والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل جروسي، إلى "اتخاذ تدابير وقائية فعّالة ضد التهديدات الإسرائيلية، والتي إن لم يتم كبحها، ستجبر إيران على اتخاذ تدابير خاصة لحماية منشآتها وموادها النووية".
واعتبر الوزير الإيراني أن رسالته بمثابة "تحذير جاد"، يُسبق اتخاذ أي إجراء، وقال إن طبيعة ومدى وإطار الرد الخطوات الإيرانية "سيعتمد ويتوافق مع التدابير الوقائية التي تتخذها هذه الهيئات الدولية وفقاً لمسؤولياتها وواجباتها القانونية".
وكان مسؤولون أميركيون قد ذكروا لـCNN أن الولايات المتحدة تلقت معلومات استخباراتية جديدة تشير إلى أن إسرائيل تُجري تحضيرات لضرب منشآت نووية إيرانية، وذلك في الوقت الذي تسعى فيه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للتوصل إلى اتفاق دبلوماسي مع طهران.
وذكرت مصادر مطلعة على المعلومات الاستخباراتية، أن هذه المخاوف المتزايدة تستند إلى رسائل علنية وخاصة صادرة عن كبار المسؤولين الإسرائيليين، تشير إلى أنهم يدرسون هذا الخيار، إضافةً إلى اتصالات إسرائيلية تم اعتراضها، وأيضاً مراقبة تحركات عسكرية إسرائيلية قد توحي بقرب تنفيذ الضربة.
ومن بين التحركات العسكرية التي رصدتها الولايات المتحدة، بحسب مصدرَين، نقل ذخائر جوية واستكمال تمرين جوي.
إيران تلوح بـ"تدابير خاصة"
وقال عراقجي في رسالته إن التهديدات الصادرة عن النظام الإسرائيلي "ليست جديدة، ولكن التسريب الأخير الذي استند إلى مسؤولين أميركيين يكشفون عن خطط إسرائيلية لشن هجوم غير قانوني على إيران ومرافقها النووية، يُعد أمراً مقلقاً ويستدعي إدانة فورية وجدية من قبل مجلس الأمن والوكالة الدولية للطاقة الذرية".
واتهم عراقجي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه "يسعى يائساً لفرض ما يمكن وما لا يمكن للولايات المتحدة فعله، ولا يدّخر جهداً لتقويض الدبلوماسية وصرف الأنظار عن مذكرة توقيفه الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية".
وحذر من أن إيران "لن تتردد في الرد بقوة على أي تجاوز".
ولا تملك إسرائيل القدرة على تدمير البرنامج النووي الإيراني بالكامل دون دعم أميركي، يتضمن التزود بالوقود جواً والقنابل القادرة على اختراق المنشآت المحصّنة تحت الأرض، وهو ما أُشير إليه سابقاً في تقارير استخباراتية أميركية.
وأبلغ مصدر إسرائيلي شبكة CNN أن إسرائيل ستكون مستعدة لتنفيذ "عمل عسكري بمفردها"، إذا أبرمت الولايات المتحدة اتفاقاً مع إيران تعتبره تل أبيب "اتفاقاً سيئاً" لا يمكنها قبوله.
إسرائيل تتوقع فشل المفاوضات النووية
وأفاد موقع "أكسيوس" الأميركي الأربعاء، نقلاً عن مصدرين إسرائيليين مطلعين الأربعاء، بأن إسرائيل تحضر لتوجيه ضربة سريعة لمنشآت إيران النووية، في حال انهارت المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة وإيران.
وقال المصدران إن الاستخبارات الإسرائيلية غيّرت تقديراتها خلال الأيام القليلة الماضية بشأن المفاوضات النووية بين أميركا وإيران، وأصبحت أكثر قناعة بأن المحادثات قد تنهار قريباً، بعدما كان الاعتقاد أن الاتفاق بات وشيكاً.
وذكر أحد المصادر أن الجيش الإسرائيلي يعتقد أن "فرصة تنفيذ ضربة ناجحة قد تضيع قريباً"، ولذلك سيتعيّن على تل أبيب "التحرك بسرعة إذا فشلت المحادثات".
ولم يذكر المصدر سبب اعتقاد الجيش الإسرائيلي أن فعالية الضربة قد تتراجع لاحقاً.
وأكد المصدران ما جاء في تقرير سابق لشبكة CNN، أفاد بأن القوات الإسرائيلية تجري تدريبات واستعدادات أخرى لاحتمال توجيه ضربة لإيران.
وقال أحد المصادر لـ"أكسيوس": "كان هناك الكثير من التدريبات، والجيش الأميركي يرى كل شيء ويفهم أن إسرائيل تستعد".
وأضاف مصدر إسرائيلي آخر أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "ينتظر انهيار المحادثات النووية ولحظة خيبة أمل ترمب من المفاوضات، ليكون مستعداً لمنحه الضوء الأخضر".
وقال مسؤول أميركي لموقع "أكسيوس" إن إدارة ترمب قلقة من أن نتنياهو قد يقدم على تنفيذ الضربة، حتى من دون الحصول على موافقة واضحة من ترمب.
وعقد نتنياهو اجتماعاً "بالغ الحساسية" في وقت سابق من هذا الأسبوع مع مجموعة من كبار الوزراء والمسؤولين الأمنيين والاستخباراتيين، لمناقشة وضع المفاوضات النووية، بحسب ما ذكر مسؤول إسرائيلي.
وقال نتنياهو في أول مؤتمر صحافي له منذ ستة أشهر، إن إسرائيل والولايات المتحدة "متوافقتان تماماً" بشأن إيران. وأضاف: "نحن نحترم مصالحهم وهم يحترمون مصالحنا، ومصالحنا تتقاطع تقريباً بشكل كامل".
وأوضح أنه سيحترم أي اتفاق يمنع إيران من تخصيب اليورانيوم، ويحول دون حصولها على سلاح نووي. لكنه شدد على "احتفاظ إسرائيل بحق الدفاع عن نفسها ضد نظام يهدد بإبادتها"، وفق زعمه.
وكرر القادة الإيرانيون رفضهم لأي اتفاق لا يسمح لهم بتخصيب اليورانيوم.