دعت كوريا الشمالية الأحد، الولايات المتحدة إلى التخلي عن "تهديداتها العسكرية" ضد الآخرين، "إذا كانت لديها مخاوف بشأن سلامة أراضيها"، وتعهدت بمواصلة تطوير "رادع حربي" ضد الأسلحة النووية الأميركية، وفق ما نقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية.
وقال مكتب السياسات في وزارة الدفاع بكوريا الشمالية في بيان، إن ضمان أمن البر الرئيسي الأميركي "يعتمد على التخلي عن التهديدات العسكرية والمحاولات العدوانية"، ضد الدول الأخرى، وفق ما نقلت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية عن البيان.
وأضاف البيان "يصر الجيش الأميركي على التحريض بالحديث عن وجود تهديد من كوريا الشمالية للبر الرئيسي الأميركي، في الوقت الذي يحاول فيه زيادة تراكم الأسلحة على أوسع نطاق"، على حد قوله.
واتهم البيان المسؤولين العسكريين الأميركيين بأنهم "يفتعلون المشاكل مع التدابير الدفاعية لكوريا الشمالية لتعزيز قوتها النووية في عدة مناسبات، ويطلقون دون تردد تصريحات استفزازية تلمح إلى إمكانية نشوب حرب مع كوريا الشمالية".
وأشار البيان إلى التجربة الأميركية الأخيرة لصاروخ باليستي عابر للقارات، وقال البيان إن "طريقة التفكير غير المنطقية"، هي أن الإجراءات العسكرية الأميركية تعتبر دفاعية، "بينما يُنظر إلى تصرفات الشمال على أنها تهديد".
وأضاف البيان: "التهديد العسكري غير المعقول والابتزاز واستعراض القوة العسكرية من جانب الولايات المتحدة هي التي تسببت في التهديد الخارجي، للبر الرئيسي للولايات المتحدة وأدت إلى تصعيده باطراد".
وتعهد مكتب السياسات بأن تواصل كوريا الشمالية جهودها لـ"تطوير رادع حربي ضد عدم الاستقرار الأمني الناتج عن تعزيز الأسلحة النووية الأميركية"، وفق وصفه.
تصاعد نبرة العداء في بيونج يانج
واتخذت تعليقات الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون نبرة أكثر "هجومية" في الأشهر الأخيرة، ودعّمَها بزيارات علنية إلى منشآت عسكرية؛ وفي وقت يتحدث عن مسؤولية قواته على جبهات عدة، يتفق محللون كوريون جنوبيون، أنه يستفيد من السياسات "المربِكة" للإدارة الأميركية، فضلاً عن العلاقات الاقتصادية والأمنية الوثيقة التي أبرمها مع روسيا.
وبالنسبة إلى دولة كانت تُعاني من العُزلة، وكانت، تاريخياً، مهمّشة على الساحة العالمية، يرى محللون وخبراء، تحدثت إليهم "الشرق"، أن نفوذ كيم وقوته، ربما بلغا مستوىً لم يصلا إليه من قبل، ما اعتبروه أمراً مثيراً للقلق، نظراً لامتلاك نظامه أسلحة نووية، إلى جانب امتلاكه قوات تقليدية جرّارة، يُضاف إليها صعوبة التنبؤ بتصرفاته.
وقال كيم سانج وو، وهو مسؤول سابق في حزب "المؤتمر الكوري الجنوبي من أجل السياسة الجديدة" (ذو الميول اليسارية)، إنه من الواضح جداً أن كيم جونج أون اكتسب ثقة متزايدة من خلال الإعلانات التي أصدرها مؤخراً، وتابع: "هذه نتيجة للعلاقات الوثيقة التي أقامها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
وقدّر كيم، الذي هو أيضاً عضو مجلس إدارة مؤسسة كيم داي جونج للسلام في حديث لـ"الشرق"، أن الزعيم الكوري الشمالي يستغل أيضاً حالة الفوضى التي يشهدها النظام العالمي منذ دخول الرئيس الأميركي دونالد ترمب البيت الأبيض".