أكد الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس، إثر لقائه في البيت الأبيض المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أن الولايات المتحدة وألمانيا متفقتان على منع روسيا من أن تستخدم الطاقة "سلاحاً".
كما أقر بايدن في الوقت عينه بوجود خلافات بين واشنطن وبرلين بشأن مشروع أنابيب نفط "نورد ستريم-2" الذي أوشك على الانتهاء.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة وألمانيا متحدتان لمواجهة العدوان الروسي، لافتاً إلى أنه أبلغ المستشارة الألمانية بقلق واشنطن إزاء خط الغاز الروسي "نورد ستريم 2".
وتابع: "سنستمر بالعمل مع حلفائنا في الناتو لمواجهة التهديدات الروسية". وأردف: ""في الوقت الذي كررت فيه مخاوفي بشأن نورد ستريم 2، فإنني والمستشارة ميركل مقتنعان تماماً بأنه يجب عدم السماح لروسيا بأن تستخدم الطاقة سلاحاً لإكراه جيرانها أو تهديدهم".
وفي شأن آخر، أكد الرئيس الأميركي أن فكرة إرسال قوات إلى هايتي ليست مطروح على أجندة إدارته، لكنه أوضح أنه سيتم إرسال قوات من مشاة البحرية إلى سفارة الولايات المتحدة هناك لحمايتها وضمان عدم تعرضها لأي خطر.
"الشيوعية نظام فاشل"
وفي إجابته على سؤال عن موقفه من الشيوعية، رد بايدن بأنها "نظام فاشل"، معتبراً في الوقت نفسه أن الاشتراكية ليست بديلاً مفيداً ونافعاً عن الشيوعية.
وإزاء الوضع في كوبا قال الرئيس الأميركي: "كوبا للأسف بلد فاشل ويقمع مواطنيه. هناك عدد من الأشياء التي ننظر بها لمساعدة الشعب الكوبي، ولكن ذلك يتطلب ضمانات أن لا تستغلها الحكومة لصالحها، مثل القدرة على إرسال التحويلات المالية".
وأبدى بايدن استعداد الولايات المتحدة لإعطاء كوبا كميات كبيرة من اللقاحات المضادة لكورونا، لكن بشرط أن تتأكد المنظمات الدولية من حصول المواطن الكوبي العادي عليها".
ولفت إلى أن واشنطن تتحقق في ما إذا كانت لديها تكنولوجيا قادرة على إعادة ربط الكوبيين بالإنترنت.
ميركل: نؤمن بالتعاون مع الصين
بدورها، قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أن برلين وواشنطن تشتركان في ذات القيم والتحديات التي ينبغي أن تواجهنها سوية.
وقالت: "أنا مقتنعة أن مجرد الالتزام بهذه القيم ليس كافياً، لأننا نواجهه لحظة حرجة في التاريخ. ولهذا هناك فرصة لإرساء هذه الأسس والمبادئ".
وأضافت: "تحدثنا عن روسيا وأوكرانيا وبعض التقييمات المتباينة، لكن بكل وضوح موقفنا كان ولا يزال أن أوكرانيا بلد العبور للغاز الطبيعي، ولديها سيادة على أراضيها، ونحن مستمرون بالانخراط عبر مبادرة (مينسك). وإذا لم تحترم روسيا أوكرانيا كبلد عابر لخطوط الغاز علينا التصرف بفعالية. وعلى موسكو عدم محاولة استبدال كييف بمشاريع أخرى لأن ذلك سيثير المزيد من التوتر في المنطقة".
وأشارت ميركل إلى أنها تحدثت مع بايدن عن الأولويات في السياسة الخارجية، على غرار العلاقة مع الصين.
وأردفت: "نؤمن بالتعاون مع الصين في مجالات الأمن والطاقة وغيرها، وهناك الكثير من الأمور الأخرى".
وتابعت: "نحن مع مبدأ المجتمعات والشعوب الحرة واحترام الحقوق المدنية، وكلما حدثت انتهاكات لحقوق الإنسان سنرفع أصواتنا عالياً منددين بذلك، وكذلك ندعم مبدأ حماية سلامة كافة البلدان".
وفي ما يتعلق بالشأن الإيراني اعتبرت ميركل أن كل الجهود يجب أن تُبذل للتوصل إلى نهاية ناجحة لهذه القضية.
أما بالنسبة للوضع في أفغانستان، فقالت المستشارة الألمانية "على مر السنوات قاتلنا والولايات المتحدة سوية في أفغانستان للتصدي لمخاطر الإرهاب، ولكن للأسف لم ننجح في بناء أمة هناك كما كنا نود أن يكون الأمر. ومع ذلك شراكتنا مع الولايات المتحدة كانت جيدة".
وتابعت: "يُعد الإرهاب أحد أبرز التحديات التي تواجهها أوروبا. ونثمن الدور الأميركي بالتصدي للمد الإرهابي.".
وحول مواجهة جائحة كورونا، شددت ميركل على ضرورة مساعدة الشعوب الأخرى عبر مبادرة "كوفاكس"، مشيرة إلى أن برلين وواشنطن اتفقتا على توفير جرعات عبر المبادرة.
وفي الشأن البيئي، رحبت بعودة وانشطن إلى اتفاقية باريس للمناخ التي توفر أسس التعاون المشترك بين البلدان، حيث العمل الجماعي أفضل من الفردي، وفق تعبيرها.
وختمت المستشارة الألمانية كلمتها في المؤتمر الصحافي بالقول: "نود استمرار تبادل وجهات النظر مع الولايات المتحدة حتى بعد أن أغادر منصبي، ونأمل أن تمهد هذه الزيارة الطريق لاستمرار التعاون بين بلدينا".