بعد تمديد مهلة ترمب.. الاتحاد الأوروبي يبدأ تسريع المفاوضات التجارية مع الولايات المتحدة

تقارير: رئيسة وزراء إيطاليا مهدت طريق استئناف المحادثات بين واشنطن وبروكسل

time reading iconدقائق القراءة - 7
دبي -الشرق

أعلن الاتحاد الأوروبي، موافقته على تسريع المفاوضات التجارية مع الولايات المتحدة، في أعقاب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب تمديد مهلة فرض رسوم جمركية إضافية على بروكسل حتى 9 يوليو المقبل، وذلك في مؤشر على "مقاربة أكثر ودية" بعد أيام قليلة من اتهام الرئيس الأميركي للتكتل، باستغلال الولايات المتحدة والتباطؤ في المحادثات.

وطالبت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، الرئيس الأميركي بتمديد الموعد النهائي لفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على الاتحاد الأوروبي، لأكثر من شهر حتى 9 يوليو المقبل، لإتاحة الوقت لإجراء المزيد من المفاوضات. وقال ترمب للصحافيين، الأحد: "لقد أجرينا مكالمة لطيفة للغاية ووافقت على تأجيلها".

وذكر الرئيس الأميركي في منشور على منصته "تروث سوشال"، أن فون دير لاين، أبلغته بأن "المحادثات ستبدأ سريعاً". وأضاف أنه "يشرفه" تأجيل فرض مزيد من الرسوم الجمركية، بعد أن كان أعلن في السابق خططه لتكون في الأول من يونيو المقبل.

وحسبما ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز"، فإن هذا الاتصال جاء بعد مطالب من الدول الأوروبية التي حثت المفوضية، وهي الجهة التي تتولى الشؤون التجارية نيابة عن دول الاتحاد البالغ عددها 27 دولة، على مواصلة الحوار مع واشنطن بدلاً من "طريق المواجهة".

وأفاد مسؤولون إيطاليون، بأن رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، أجرت "مكالمة طارئة" مع ترمب بعد ساعات من إطلاق الأخير تهديداته بشأن الرسوم الجمركية الإضافية، الجمعة.

وأضاف المسؤولون الإيطاليون، في تصريحات للصحيفة، أن ميلوني تحدثت لاحقاً مع رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين، داعيةً إياها إلى حل الخلافات مع ترمب من خلال المفاوضات.

وأشارت المفوضية إلى أن الزعيمة الإيطالية، كانت واحدة من عدد من قادة الاتحاد الأوروبي الذين تحدثوا إلى رئيسة المفوضية في نهاية الأسبوع.

ارتياح أوروبي

كما أشادت فرنسا وإسبانيا وإيرلندا وبلجيكا بالمبادرة الرامية إلى تسريع المحادثات وتجنب تصعيد الحرب التجارية.

وفي تصريحات، الاثنين، رحّب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ"التبادل الجيد" بين ترمب ورئيسة المفوضية. وقال للصحافيين خلال زيارة لفيتنام: "آمل أن نواصل هذا المسار ونعود إلى أدنى مستوى ممكن من الرسوم الجمركية يسمح بتبادلات مثمرة".

واعتبر وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، أن المكالمة الهاتفية تعني أن المحادثات تسير في "الاتجاه الصحيح"، بينما دعا نظيره الإيرلندي، سيمون هاريس، الذي تواجه صناعة الأدوية في بلاده احتمال فرض رسوم جمركية أميركية جديدة، إلى التوصل إلى اتفاق لـ"حماية الوظائف والاستثمار".

كما رحبت بلجيكا، التي يعتمد اقتصادها الصغير نسبياً على الصادرات، بـ"النهج البناء" لفون دير لاين. وقالت وزيرة الاقتصاد الألمانية، كاترينا رايشه، إن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بحاجة إلى "تهدئة المواقف" قبل المحادثات.

وأضافت رايشه لصحيفة "هاندلسبلات" خلال فعالية في هايلبرون، الاثنين: "علينا إيجاد أرضية مشتركة. يجب أن يكون هذا هو الهدف".

وشددت على أنه في الوقت نفسه، يجب على الولايات المتحدة أن تدرك أن الرسوم الجمركية تضر بها أيضاً. وتابعت رايشه: "لا يزال أمامنا ستة أسابيع لإيجاد حل".

حل وسط

وسيؤثر تهديد ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على تجارة السلع بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بقيمة 321 مليار دولار، مما سيؤدي إلى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي الأميركي بنحو 0.6%، وزيادة الأسعار بأكثر من 0.3%، وفق حسابات "بلومبرغ إيكونوميكس".

وقالت "بلومبرغ"، إن المحادثات، واجهت حتى الآن العديد من المشكلات، مع "غياب مسار واضح نحو حل وسط" يرضي الطرفين. إذ اشتكى الأوروبيون من عدم وضوح ما تريده الولايات المتحدة، أو حتى من يتحدث باسم الرئيس الأميركي، فيما تقول واشنطن، إن "الاتحاد الأوروبي يستهدف الشركات الأميركية بشكل غير عادل من خلال الدعاوى القضائية واللوائح".

وأقر الاتحاد الأوروبي رسوماً جمركية على سلع أميركية بقيمة 23.9 مليار دولار، رداً على رسوم ترمب على المعادن، وتشمل منتجات مثل فول الصويا من ولاية لويزيانا، موطن رئيس مجلس النواب، مايك جونسون، بالإضافة إلى المنتجات الزراعية والدواجن والدراجات النارية، تضيف "بلومبرغ".

ورفضت الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، اقتراحاً أرسلته المفوضية الأوروبية، وعرضت فيه رفع الرسوم الجمركية على السلع الصناعية بشكل مشترك، وتعزيز وصول بعض المنتجات الزراعية الأميركية، والمشاركة في تطوير مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي.

وبينما شدد الاتحاد الأوروبي أكثر من مرة، على أن أولويته هي إيجاد حل تفاوضي مع الولايات المتحدة، إلا أنه يؤكد استعداده أيضاً للرد إذا لزم الأمر.

اقرأ أيضاً

تفاؤل في بروكسل بمكالمة ترمب وفون دير لاين بشأن الرسوم.. وألمانيا تستعد لفشل المفاوضات

اعتبر الاتحاد الأوروبي، أن المكالمة الهاتفية التي جرت الأحد بين الرئيس الأميركي ورئيسة المفوضية الأوروبية أعطت "زخماً جديداً" للمحادثات التجارية بين الجانبين.

ويُعدّ الاتحاد قائمة إضافية من الرسوم الجمركية على منتجات أميركية بقيمة 95 مليار يورو. ستستهدف هذه الإجراءات، التي تأتي رداً على رسوم ترمب "المتبادلة" ورسوم السيارات، والسلع الصناعية بما في ذلك طائرات شركة "بوينج"، والسيارات أميركية الصنع، والمشروبات الكحولية.

استعادة التواصل

واقترحت ميلوني، التي بنت علاقة وطيدة مع كل من ترمب وفون دير لاين، وسعت جاهدة لتكون جسر تواصل بين واشنطن وبروكسل، عقد قمة بين قادة الاقتصادات الكبرى في الاتحاد الأوروبي وكبار مسؤولي المفوضية والرئيس الأميركي الشهر المقبل لتهدئة التوترات، حسبما نقلت "فاينانشيال تايمز".

ومن المقرر أن يزور ترمب هولندا، لحضور قمة حلف شمال الأطلسي "الناتو" المقررة في 24 و25 يونيو المقبل، وهي رحلة قد تتيح فرصة لمزيد من المحادثات المباشرة.

وأجرى مفوض التجارة الأوروبي، ماروش شيفتشوفيتش، مكالمات هاتفية مع وزير التجارة الأميركي، هوارد لوتنيك، والممثل التجاري، جيميسون جرير، الاثنين، في إطار سعي كلا الحلفين عبر الأطلسي، إلى التوصل إلى اتفاق تجاري، وتجنب تهديد الرئيس دونالد ترمب الشامل بفرض رسوم جمركية.

وقال شيفتشوفيتش، إنه أجرى أيضاً "اتصالات جيدة" مع وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك. وكتب على منصة إكس أن المفوضية "ملتزمة تماماً ببذل جهود بناءة ومركزة كخطوة" نحو التوصل إلى اتفاق، وأضاف: "نواصل التواصل المستمر".

ومع ذلك، لا يُظهر جميع المشاركين في المفاوضات تفاؤلاً بعد إنذار ترمب الأخير، حسبما أوردت مجلة "بوليتيكو".

ونقلت "بوليتيكو" عن مسؤول في الاتحاد الأوروبي، طلب عدم كشف هويته، لمناقشة المفاوضات الحساسة، واصفاً التطورات الأخيرة: "إنه أمر مزعج، وينم عن جهل. تخريب ذاتي، وهراء". وتساءل: "هل تحتاجون إلى دليل أكبر على أن المحادثات لا تُحرز أي تقدم سوى هذا الهراء؟".

لكن مكالمة الأحد الماضي، أضافت "زخماً جديداً" للمفاوضات بين الجانبين، وفقاً لما قالته باولا بينهو، المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية، في مؤتمر صحافي، الاثنين.

وقالت بينهو: "سننطلق من هناك. من الإيجابي أن نرى مشاركة أيضاً على مستوى الرؤساء، ومن جانبنا، لطالما أكدنا استعدادنا للتوصل إلى اتفاق".

تصنيفات

قصص قد تهمك