
أصدرت وزارة الخارجية الأميركية، الثلاثاء، بياناً رسمياً تحذر فيه مواطنيها من السفر إلى فنزويلا، رافعة مستوى التحذير إلى المستوى الرابع (الدرجة القصوى)، عبر موقعها الإلكتروني الرسمي.
وأوضحت الوزارة، في بيان، أن تلك التحذيرات "تأتي في ظل تصاعد المخاطر التي تشمل الاحتجاز التعسفي، والتعذيب داخل السجون، والإرهاب، والاختطاف، والانفلات الأمني، وغياب العدالة، والانهيار في النظام الصحي"، على حد قولها.
وذكرت الوزارة أن المواطنين الأميركيين في فنزويلا يواجهون "خطراً متزايداً ومقلقاً من التعرض للاعتقال دون وجه حق"، مشيرة إلى أن "عدد الأميركيين المحتجزين تعسفياً في فنزويلا حالياً يفوق أي دولة أخرى".
ولفتت إلى أن أجهزة الأمن الفنزويلية سبق وأن اعتقلت مواطنين أميركيين لفترات وصلت إلى 5 سنوات "دون توجيه تهم واضحة، أو اتباع الإجراءات القانونية، وفي ظروف قاسية تضمنت التعذيب"، وفق البيان. وتابعت: "ربما يكون الاحتجاز فقط بسبب حيازتهم لجواز سفر أميركي".
ووواصلت الوزارة: "لا يوجد لنا حالياً أي بعثة دبلوماسية أو قنصلية عاملة داخل فنزويلا، كما لا تقوم السلطات الفنزويلية بإخطار واشنطن عند اعتقال مواطنين أميركيين أو السماح بزيارتهم من قبل ممثلي الحكومة الأميركية".
وغالباً ما يُمنع المعتقلون من التواصل مع محامين أو مع أفراد عائلاتهم، ما يجعل من المستحيل تقديم أي دعم قنصلي، سواء في الحالات الروتينية أو الطارئ، وفق الخارجية الأميركية.
وذكرت الوزارة أن "العديد من الأميركيين يسافرون إلى فنزويلا لزيارة عائلات شركائهم أو أقاربهم، إلا أنهم يواجهون نفس المخاطر، كما تم في بعض الحالات اعتقال أفراد من عائلات المسافرين الأميركيين إلى جانبهم"، وأشارت إلى أن "زيارة فنزويلا لا تعرّض الشخص الأميركي نفسه للخطر فحسب، بل قد تُعرّض آخرين للخطر أيضاً".
وشدّدت الوزارة على أن "الجنسية المزدوجة، أو امتلاك تأشيرة فنزويلية، أو وجود سجل سفر سابق إلى البلاد، أو حتى العمل داخلها، لا يوفر أي حماية للمواطنين الأميركيين".
وأضافت: "كل أميركي يُعدّ معرضاً لخطر الاحتجاز من قبل نظام الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو".
"غادروا فوراً"
وفي تحذير مباشر، طالبت وزارة الخارجية جميع الأميركيين المتواجدين حالياً في فنزويلا بمغادرة البلاد فوراً، سواء كانوا يحملون جوازات سفر أميركية أو يقيمون في الولايات المتحدة ويحملون وثائق سفر أجنبية، بما في ذلك الفنزويلية. وختم البيان بعبارة حازمة: "لا تسافروا إلى فنزويلا تحت أي ظرف".
وأكّدت الخارجية الأميركية أن سلامة وأمن المواطنين الأميركيين حول العالم تظلّ أولوية قصوى، داعية الجميع إلى متابعة التحديثات عبر موقعها الإلكتروني الرسمي.
وفي فبراير الماضي، أطلقت فنزويلا سراح 6 أميركيين بعد محادثات في كاراكاس بين الرئيس نيكولاس مادورو، ومسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وأعلن ترمب، ومبعوثه الخاص، ريتشارد جرينيل، إطلاق سراح المعتقلين على مواقع التواصل الاجتماعي، وقتها، فيما لم يتم الكشف عن أسمائهم.
علاقات متوترة
وتوترت العلاقات بين واشنطن وكراكاس منذ 2017 بعدما لوّح ترمب (في ولايته الأولى) بخيار عسكري ضد فنزويلا، وتصاعدت الأزمة في 2019 حين اتهم مادورو الولايات المتحدة بدعم انقلاب، فردّ بقطع العلاقات عقب اعترافها بخوان جوايدو رئيساً انتقالياً.
ويعتقد أن ما لا يقل عن 9 أشخاص يحملون الجنسية الأميركية أو الإقامة في الولايات المتحدة، من بين أكثر من 2200 شخص اعتقلتهم السلطات الفنزويلية في على خلفية الاحتجاجات التي شهدتها البلاد، بشأن نتائج الانتخابات المتنازع عليها في يوليو 2024، والتي أُعلن فوز نيكولاس مادورو فيها.
ومثل الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وكندا، لا تعترف الولايات المتحدة بمادورو كزعيم شرعي لفنزويلا. فيما فرضت مجموعة من العقوبات أو قيود على تأشيرات المسؤولين المتحالفين مع مادورو. كما أن واشنطن ليس لديها أي وجود دبلوماسي في فنزويلا.
وفي سبتمبر الماضي، استولت الولايات المتحدة على طائرة مادورو.