
أكدت مصادر مطلعة وقريبة من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة لـ"الشرق"، أن المقترح الجديد الذي قدمه المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، وتسلمته "حماس" عبر الوسطاء، في ساعة متأخرة مساء الأربعاء، يُعتبر "تراجعاً" عن مقترحه السابق الذي تضمن "اتفاق إطار" وقبلته الحركة قبل عدة أيام.
وأوضحت المصادر أنه "من الصعب أن تقبل حماس هذا العرض لعدم شموله على ضمانات أميركية ودولية للمفاوضات حول وقف دائم لإطلاق النار خلال فترة الهدنة المؤقتة والتي مدتها 70 يوماً".
وتابعت: "هذا المقترح يعتبر تراجعاً عن الاقتراح السابق، الذي كان يتضمن التزاماً أميركياً ودولياً بالسعي لوقف نار دائم وطويل الأمد من خلال المفاوضات غير المباشرة" بين حماس وإسرائيل.
وأشارت المصادر إلى أن "الاقتراح الجديد لا يتضمن نصاً صريحاً بانسحاب القوات الإسرائيلية إلى حدود الثاني من مارس الماضي، أي قبل انهيار الهدنة بخلاف المقترح السابق".
وأكدت أن المقترح الجديد لا ينص على تدفق المساعدات "بشكل مباشر" إلى قطاع غزة "بكميات كبيرة وكافية" كما كان في اتفاق الإطار.
واستدركت المصادر: "لكن هناك مباحثات واتصالات مكثفة تجري بين قيادة الحركة والوسطاء المصريين والقطريين واتصالات مع الجانب الأميركي في مساعي لتعديل بندي الضمانات والانسحاب ليكون مقبولاً".
وكانت حركة "حماس"، أعلنت، الأربعاء، التوصل إلى اتفاق مع ويتكوف، على "إطار عام" يحقق وقفاً دائماً لإطلاق النار، وانسحاباً كاملاً للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، وتدفّق المساعدات، وتولّي لجنة مهنية إدارة شؤون القطاع فور الإعلان عن الاتفاق.
حماس تجهز رداً مكتوباً
من جهة ثانية قال مصدر قيادي في "حماس" لـ"الشرق" إن "قيادة الحركة تدرس المقترح الجديد وتواصل الاتصالات مع كل الأطراف بما يضمن الوصول إلى اتفاق لوقف العدوان وحرب الإبادة والتجويع".
ولفت المصدر إلى أنه "من غير المتوقع أن ترد الحركة الليلة، لكن ردها سيأتي واضحاً ومكتوباً بما يحقق مصالح الشعب الفلسطيني، وسوف يُرسل للوسطاء ويُعلن لشعبنا".
ورفض المصدر كشف تفاصيل بنود المقترح، مؤكداً أنه "قيد الدراسة".
وبحسب المصادر تضمن المقترح الجديد إطلاق سراح 10 محتجزين إسرائيليين أحياء خلال الأسبوعين الأول والثاني ضمن "هدنة مؤقتة" تتراوح ما بين 60 إلى 70 يوماً، وإدخال المساعدات، مع الإشارة الى استمرار التفاوض خلال فترة الهدنة.
أميركا تعلن موافقة إسرائيل
وفي وقت سابق الخميس، أعلن البيت الأبيض موافقة إسرائيل على مقترح وقف إطلاق النار في غزة الذي قدمه ويتكوف، وذكر أن حركة "حماس" لم تقبل الاقتراح حتى الآن.
وأضافت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، في تصريحات للصحافيين، أن ويتكوف والرئيس الأميركي دونالد ترمب قدما مقترحاً بوقف إطلاق النار إلى حركة "حماس"، مؤكدة أن إسرائيل "أيدت هذا الاقتراح، ووقعت عليه قبل إرساله إلى الحركة الفلسطينية".
وردت ليفيت على سؤال بشأن موقف "حماس" وموافقتها على المقترح من عدمها، قائلة: "حسب علمي، لم يحدث ذلك حتى الآن".
وتابعت أن "المناقشات لا تزال جارية"، وعبّرت عن أملها في "التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حتى نتمكن من إعادة جميع المحتجزين إلى ديارهم".
وخلال جولات عدة للمفاوضات بين "حماس" وإسرائيل، شددت الحركة الفلسطينية على رفضها أي اتفاق جزئي لوقف إطلاق النار، وطالبت بتقديم "ضمانات أميركية"، بعدم استئناف القتال حال التوصل لاتفاق في غزة.
وأطلقت "حماس"، في وقت سابق من الشهر الجاري، سراح الجندي الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر، والذي يُعتقد أنه آخر محتجز أميركي على قيد الحياة لدى الحركة في غزة، وسلمته للجنة الدولية للصليب الأحمر في خان يونس، دون أي مراسم شعبية أو عسكرية، وذلك بعد مفاوضات مباشرة بين الحركة والمبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف.