أدى الرئيس الليبرالي الجديد لكوريا الجنوبية لي جيه-ميونج اليمين الدستورية، الأربعاء، متعهداً بتوحيد الدولة المنقسمة وإخراجها من فوضى أزمة الأحكام العرفية، وتنشيط الاقتصاد، واتباع دبلوماسية براجماتية قائمة على المصالح الوطنية.
وذكرت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية "يونهاب" أن لي بدأ فترة ولايته التي تستمرت 5 سنوات، دون فترة انتقالية، إذ فاز في انتخابات مبكرة بعد عزل الرئيس السابق يون سوك يول بسبب محاولته الفاشلة لفرض الأحكام العرفية في ديسمبر.
وقال الرئيس الجديد لكوريا الجنوبية في خطاب تنصيبه خلال حفل مصغر أقيم في الجمعية الوطنية (البرلمان)، مخاطباً المواطن الكوري: "بغض النظر عمن دعمته في هذه الانتخابات، سأعمل كرئيس للجميع لاحتضان وخدمة كل مواطن".
حضر الحفل رئيس الحكومة وأعضاء مجلس الوزراء والنواب، ولم تتم دعوة أي من الشخصيات الأجنبية البارزة.
وقال المكتب الرئاسي، في بيان، إن حفل التنصيب الرسمي سيقام في 17 يوليو بالتزامن مع الاحتفال بيوم الدستور.
وتعهد لي بتوحيد بلد منقسم بشدة بشأن الأحكام العرفية وما تلاها من عزل الرئيس وإقالته، وقال: "حان الوقت لاستعادة الأمن والسلام اللذين تم تقليصهما إلى أدوات للصراع السياسي، وإعادة بناء سبل العيش والاقتصاد المتضرر من اللامبالاة وعدم الكفاءة وعدم المسؤولية، وإحياء الديمقراطية التي تقوضها العربات المدرعة والبنادق الآلية".
وأضاف أن "المهمة الأولى هي التغلب بشكل حاسم على العصيان وضمان عدم حدوث انقلاب عسكري آخر بالبنادق والسيوف ضد الشعب".
وتابع: "إننا قادرون على تجاوز هذه العقبة المؤقتة بفضل القوة المشتركة لشعبنا الذي يتمتع بقدرات كبيرة".
وفيما يتعلق بالاقتصاد، تعهد لي بتبني نهج "عملي وموجه نحو السوق" لتنشيط النمو وتعزيز التقنيات المتقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات، وقال: "سأقوم بتشكيل حكومة تدعم وتشجع، وليس حكومة تسيطر وتدير".
السياسة الخارجية
فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، شدد لي على اتباع دبلوماسية "براجماتية" تتمحور حول المصالح الوطنية لمواجهة التحديات الناشئة عن المشهد الاقتصادي والأمني المتغير.
وأضاف: "سنعزز التعاون بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان على أساس العلاقة القوية بين كوريا والولايات المتحدة، والتحالف والنهج في العلاقات مع دول الجوار من منظور التطبيق العملي والمصلحة الوطنية".
وتعهد لي بمواصلة التعاون مع اليابان، وقال إن التحالف مع الولايات المتحدة هو العمود الفقري للدبلوماسية العالمية لكوريا الجنوبية.
وبينما شدد رئيس كوريا الجنوبية على الحاجة إلى ردع قوي ضد تهديدات كوريا الشمالية، ترك الباب مفتوحاً لاستئناف الحوار مع كوريا الشمالية، والذي توقف منذ ذلك الحين، وقال: "سنفتح قنوات اتصال ونواصل الحوار والتعاون مع كوريا الشمالية لبناء سلام دائم في شبه الجزيرة الكورية".
تحديات كوريا الجنوبية
ويواجه الرئيس الكوري الجديد تحديات متعددة حيث جاء تنصيبه بعد 6 أشهر من الفراغ القيادي في أعقاب أزمة الأحكام العرفية التي فرضها يون، والتي تركت اقتصاد كوريا الجنوبية، المعتمد على التصدير، عرضة للتعريفات الجمركية الكاسحة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
ويواجه لي أيضاً تحديات أمنية ملحة بما في ذلك تصاعد الضغوط التي تمارسها إدارة ترمب على كوريا الجنوبية لزيادة مساهماتها المالية في الحفاظ على 28500 جندي أميركي متمركزين في شبه الجزيرة الكورية.
وتأتي المناقشات وسط مخاوف متزايدة بشأن إعادة تنظيم محتملة للقوات الأميركية لمواجهة نفوذ الصين الإقليمي المتزايد بشكل أفضل.
وهنأ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو رئيس كوريا الجنوبية على فوزه بالانتخابات، وقال إن البلدين "يتقاسمان التزاماً قوياً بالتحالف القائم على معاهدة الدفاع المشترك والقيم المشتركة والعلاقات الاقتصادية العميقة".
وقال مسؤول في البيت الأبيض إن انتخاب لي كان "حراً ونزيهاً"، لكن الولايات المتحدة لا تزال تشعر بالقلق وتعارض تدخلات الصين ونفوذها على ديمقراطيات في أنحاء العالم.