أفادت وكالة بلومبرغ، الجمعة، بأن السلطات الروسية تسعى إلى إصدار حكم قضائي بسجن المعارض أليكسي نافالني لمدة تناهز 13 عاماً، في محاولة لعرقلة حركته، وتأتي هذه الأنباء بعد مضي أسبوع على اعتقال نافالني في مطار موسكو، إثر عودته من ألمانيا.
وذكر مصدران مقربان من الكرملين، طلبا عدم كشف هويتيهما، أن نافالني قد يواجه الشهر المقبل حكماً بالسجن يصل إلى 3 سنوات ونصف، في جلسة استماع مقررة في 2 فبراير، على خلفية قضية اختلاس، يقول إنها قضية ذات دوافع سياسية.
ومن الممكن أيضاً، وفقاً للوكالة، أن يُسجن المعارض الروسي 10 سنوات أخرى، كجزء من قضية جنائية، تزعم أنه سرق تبرعات من مؤيديه، مشيرة إلى أن تشدد السلطات الروسية هذه المرة، نابع من اعتقادٍ بأن نشاط نافالني السياسي في روسيا واستقطابه للمؤيدين، قد يزداد زخماً إذا ما بقي طليقاً.
وتعرض نافالني إلى حادثة تسمم في أغسطس من العام الماضي، توجهت فيها أصابع الاتهام إلى المخابرات الروسية، حيث تماثل إلى الشفاء بعد فترة علاج في ألمانيا استمرت لمدة 5 أشهر.
استراتيجية جديدة
وعلى عكس استراتيجيتها السابقة التي تمثلت بإيقاف نافالني لمدة أسابيع قليلة فقط، تتجه موسكو هذه المرة نحو تضييق الخناق على المعارض البارز بسجنه لمدة طويلة. وقال فيفيودور كراشينينيكوف، المستشار السياسي المقرب من المعارض الروسي "خطة نافالني بسيطة للغاية، وهي أن يصبح الصداع الأول لبوتين، وأن يلهم بشجاعته الروس المترددين في معارضة السلطة. لو قرر نافانلي عدم العودة، لكان ذلك بمنزلة انتصار لبوتين.
وأشارت بلومبرغ إلى أن المسؤولين الروس كانوا يعتقدون أن نافالني لن يخاطر بالعودة إلى روسيا، لا سيما أن تحذيرات وصلته بإمكانية اعتقاله في حال قرر العودة، وأرجأ القضاء الروسي محاكمة نافالني إلى 5 فبراير، بعد توقيفه في مطار موسكو بتهمة التشهير بمحارب قديم في الحرب العالمية الثانية، وهي جريمة يُعاقب عليها بالغرامة أو بالسجن.
اعتقالات
وفي سياق متصل، اعتقلت السلطات الروسية، الجمعة، عدداً من أنصار نافالني، فيما يفترض أن يمثل آخرون أمام المحاكم عشية يوم تظاهرات مقررة في أنحاء البلاد كافة، متوعدة بأن أي تظاهرة غير قانونية "ستُقمع".
ودعا فريق نافالني، الموقوف حتى 15 فبراير على الأقل، إلى التظاهر، السبت، في 65 مدينة روسية للمطالبة بالإفراج عنه. وفي هجوم مضاد احتجاجاً على اعتقاله، نشر فريق المعارض الروسي، الثلاثاء، تحقيقاً حول مجمع فخم، يزعم أنه ملك للرئيس فلاديمير بوتين، على ضفاف البحر الأسود، كلف بناؤه أكثر من مليار يورو، وحظي التحقيق بمشاهدات هائلة على موقع يوتيوب.
وبينما يقبع نافالني في سجن انفرادي بسبب الحجر الصحي، تطالب أبرز القوى الغربية بالإفراج الفوري عنه، داعيةً موسكو إلى تقديم توضيحات بشأن حادثة التسمم.