غضب إسرائيلي بعد إغلاق فرنسا أجنحة أسلحة في معرض باريس الجوي

time reading iconدقائق القراءة - 5
منظر لمحرك سافران M88 المعروض في جناح سافران خلال الدورة الخامسة والخمسين من معرض باريس الدولي للطيران في مطار لو بورجيه بالقرب من باريس، فرنسا. 16 يونيو 2025 - Reuters
منظر لمحرك سافران M88 المعروض في جناح سافران خلال الدورة الخامسة والخمسين من معرض باريس الدولي للطيران في مطار لو بورجيه بالقرب من باريس، فرنسا. 16 يونيو 2025 - Reuters
باريس-رويترز

أغلقت فرنسا، الاثنين، أجنحة الشركات الإسرائيلية الرئيسية المشاركة في معرض باريس الجوي بسبب رفضها إزالة أسلحة هجومية من العرض في خطوة نددت بها تل أبيب وتسلط الضوء على التوتر بين الحليفين التقليديين.

وأُغلقت أجنحة شركات أنظمة إلبيط، ورافائيل، وإسرائيل لصناعات الطيران والفضاء (آي.إيه.آي)، ويوفيجن بحوائل سوداء قبل انطلاق أكبر معرض تجاري للطيران في العالم.

وظلت أجنحة إسرائيلية أصغر حجماً لم تُعرض فيها معدات وكذلك جناح لوزارة الدفاع الإسرائيلية مفتوحة.

وشددت فرنسا، حليفة إسرائيل منذ فترة طويلة، موقفها تدريجياً تجاه حكومة بنيامين نتنياهو بسبب أفعالها في غزة وتدخلاتها العسكرية في الخارج.

وقال مكتب رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو، إنه أبلغ جميع العارضين قبل بدء المعرض بحظر عرض الأسلحة الهجومية، وإن سفارة إسرائيل في باريس وافقت على ذلك. وأضاف أن الشركات يمكنها استئناف عروضها إذا امتثلت لهذا الشرط.

وأضاف للصحافيين أنه بالنظر إلى الموقف الدبلوماسي الفرنسي، و"لا سيما القلق البالغ بشأن غزة"، رأت الحكومة أن من غير المقبول عرض أسلحة هجومية.

لكن وزارة الدفاع الإسرائيلية ردت بغضب.

وقالت الوزارة في بيان: "هذا القرار الشائن وغير المسبوق ينم عن اعتبارات سياسية وتجارية".

وأضافت: "يختبئ الفرنسيون وراء اعتبارات سياسية مفترضة لاستبعاد الأسلحة الهجومية الإسرائيلية من معرض دولي -وهي أسلحة تنافس الصناعات الفرنسية".

وذكرت وزارة الدفاع الإسرائيلية أنها رفضت تماماً الأمر بإزالة بعض أنظمة الأسلحة من المعروضات، وأن منظمي المعرض ردّوا بإقامة حاجز أسود اللون يحجب أجنحة الشركات الإسرائيلية عن غيرها.

وأضافت الوزارة أن هذا الإجراء تم تنفيذه في منتصف الليل بعد أن انتهى مسؤولو دفاع إسرائيليون والشركات من تجهيز معروضاتهم.

وأشارت الوزارة في وقت لاحق إلى أنها ستقدم التماسات للمحكمة ضد القرار.

وقال رئيس شركة إسرائيل لصناعات الطيران والفضاء بواز ليفي، إن الحواجز السوداء الفاصلة تذكرنا "بالأيام المظلمة التي شهدت فصل اليهود عن المجتمع الأوروبي".

عدم امتثال

رداً على تساؤل بشأن التسلسل الزمني الفرنسي للأحداث، قال مصدر مطلع من الجانب الإسرائيلي إن الفرنسيين وافقوا على قائمة بالقطع المعروضة قدمها الإسرائيليون مسبقاً قبل بدء المعرض.

وأضاف المصدر أن الوفد الإسرائيلي فوجئ تماماً بالإرشادات في الساعة السادسة والنصف مساء عشية المعرض.

كما انتقد سياسيان أميركيان ينتميان للحزب الجهوري حضرا المعرض الجوي الخطوة الفرنسية.

ووصفت حاكمة ولاية نيويورك الجمهورية سارة هاكابي ساندرز في حديثها للصحافيين خارج أجنحة الدفاع الإسرائيلية المعتمة القرار بأنه "غير معقول تماماً" في حين انتقدته السناتور الجمهورية كاتي بريت ووصفته بأنه ينم عن "قصر نظر".

واتهم مشار ساسون، نائب الرئيس الأول لشركة أنظمة إلبيط بمحاولة إحباط المنافسة، مشيراً إلى سلسلة من العقود التي فازت بها إلبيط في أوروبا.

وقال: "إذا لم تتمكن من التفوق عليها في التكنولوجيا، فما عليك سوى أن تحجبها، أليس كذلك؟ هذا هو الواقع، إذ لا يوجد تفسير آخر".

ووصفت شركة رافائيل الخطوة الفرنسية بأنها "غير مسبوقة، وغير مبررة، وذات دوافع سياسية".

وطغت الخلافات الدبلوماسية على حفل افتتاح المعرض الذي يقام كل عامين والذي شهد بالفعل حالة من الحزن الشديد بسبب تحطم طائرة بوينج 787 والصراع الجديد في الشرق الأوسط ما أدى إلى تقليص الإعلانات.

يتحول مطار لو بورجيه كل عامين إلى واجهة عرض لصناعات الطيران والدفاع حيث تصطف طائرات مقاتلة وطائرات ركاب وطائرات مسيرة على مدارجه المترامية الأطراف كما تستقبل قاعاته الفسيحة أجهزة وأسلحة عالية التقنية.

وقال مشارك في تنظيم ووضع ميزانية عروض الشركات الكبرى لسنوات طويلة، وليس على صلة بالفرنسيين أو الإسرائيليين، لـ"رويترز"، إن تكلفة جناح كبير قد تصل إلى 5 ملايين دولار شاملة جميع تكاليف الشحن وسفر الموظفين.

وذكر منظمو المعرض الجوي في بيان أنهم يجرون محادثات لمحاولة "مساعدة مختلف الأطراف على التوصل إلى حل إيجابي للموقف".

وحث مكتب بايرو الشركات الإسرائيلية على "تحمل مسؤولياتها" واتباع الإرشادات إذا أرادت إعادة فتح أجنحتها. ولم تظهر أي بوادر بعد لإعادة فتح الأجنحة مع اقتراب نهاية اليوم الأول من المعرض الذي يقام في الفترة من 16 إلى 20 يونيو.

تصنيفات

قصص قد تهمك