حملة أمنية أميركية واسعة ضد "اختراق معقد" نفذه قراصنة من كوريا الشمالية

المخطط استهدف شركات التكنولوجيا الأميركية

time reading iconدقائق القراءة - 5
علما كوريا الشمالية والولايات المتحدة خلال انتظار موكب زعيم كوريا الشمالية لحضور القمة الثانية بين زعيمي البلدين في هانوي. 27 فبراير 2019 - REUTERS
علما كوريا الشمالية والولايات المتحدة خلال انتظار موكب زعيم كوريا الشمالية لحضور القمة الثانية بين زعيمي البلدين في هانوي. 27 فبراير 2019 - REUTERS
دبي -الشرق

أعلنت وزارة العدل الأميركية، الاثنين، مصادرة مئات من الحسابات المالية والمواقع الإلكترونية المزيفة وأجهزة الحاسوب المحمولة، المرتبطة بمخطط ضخم نفذه عملاء كوريون شماليون تظاهروا بأنهم موظفون عن بُعد، لاختراق شركات تكنولوجية كبرى وتحويل الأموال إلى برنامج الأسلحة في بيونج يانج.

ويأتي هذا التحرك الكبير، في أعقاب نتائج حديثة، توصّل إليها خبراء أميركيون في الأمن السيبراني، كشفت أن عدة شركات مدرجة ضمن قائمة "فورتشن 500" تأثرت بهذا "المخطط المعقد"، الذي يشمل استخدام عملاء كوريين شماليين لهويات مسروقة وأدوات ذكاء اصطناعي متطورة لتجاوز مراحل المقابلة والتوظيف بسلاسة. 

وذكرت "بوليتيكو"، أن نشاط هذه العملية السيبرانية ازداد مع انتشار العمل عن بُعد في الولايات المتحدة، خاصةً بعد تفشي جائحة فيروس كورونا".

سرق بيانات الشركة والعملات

وبحسب وزارة العدل الأميركية، فقد قامت نحو 100 شركة أميركية بتوظيف عمال مرتبطين بالنظام الكوري الشمالي دون علم منها، وقد استغل هؤلاء العمال وصولهم إلى أنظمة الشركات لسرقة الملكية الفكرية الأميركية والعملات الافتراضية.

وكان من بين الشركات المستهدفة مقاول دفاعي (لم يُذكر اسمه) مقره في كاليفورنيا، ويعمل على تطوير معدات تعتمد على الذكاء الاصطناعي. وقد تم اختراق بعض بياناته التقنية وملفاته وإرسالها إلى الخارج.

اقرأ أيضاً

ترمب يعتزم "حل النزاع" مع كوريا الشمالية: علاقتي جيدة مع كيم جونج أون

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه سيعمل على "حل النزاع مع كوريا الشمالية"، معتبراً أن "هناك علاقة جيدة تربطه مع زعم بيونج يانج كيم جونج أون".

وقال مسؤول في مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI، اشترط عدم كشف هويته قبل الإعلان الرسمي، إن "أي شركة متعاقدة مع الحكومة وتستعين بالعمل عن بُعد يمكن أن تكون ضحية محتملة في المستقبل".

وغالباً ما يتلقى العملاء الكوريون الشماليون الدعم من أفراد يديرون ما يسمى بـ"مزارع الحواسيب المحمولة" (laptop farms) في مختلف أنحاء الولايات المتحدة.

وبحسب وزارة العدل، فقد تم تفتيش 29 مزرعة من هذا النوع، معروفة أو مشتبَه بها، في 16 ولاية. وصادرت الـFBI حوالي 200 حاسوب محمول، إلى جانب عشرات الحسابات المالية والمواقع الاحتيالية، التي كانت تُستخدم لغسل الأموال.

وأشار البيان إلى أن أفراداً يقيمون في الولايات المتحدة، والصين، والإمارات، وتايوان، ساعدوا عملاء كوريين شماليين على التسلل إلى داخل شركات أميركية.

وتم اعتقال المواطن الأميركي، جينشينج وانج، وتوجيه لائحة اتهام إليه، لدوره في مخطط استمر لعدة سنوات، مكن عملاء أجانب من الحصول على وظائف عن بُعد في مجال تكنولوجيا المعلومات لدى شركات أميركية، مما درّ عليهم أكثر من 5 ملايين دولار من العائدات. وشمل المخطط سرقة هويات نحو 80 مواطناً أميركياً.

اعتقالات ومتابعات

وقال بريت ليذِرمان، مساعد في مكتب التحقيقات الفيدرالي، في بيان: "يخدع عمال تكنولوجيا المعلومات الكوريون الشماليون الشركات الأميركية ويسرقون هويات المواطنين، وكل ذلك لصالح نظام كوريا الشمالية".

وأضاف: "فلتكن الإجراءات التي أعلن عنها اليوم بمثابة تحذير: إذا استضفتَ مزارع حواسيب محمولة لصالح عملاء كوريين شماليين، فإن أجهزة إنفاذ القانون ستكون بانتظارك".

وبالإضافة إلى ذلك، وُجّهت لوائح اتهام منفصلة إلى أربعة مواطنين كوريين شماليين، بتهمة سرقة 900 ألف دولار من العملات الافتراضية من شركتين لم يُكشف عن اسمهما مقرهما في ولاية جورجيا.

وكانت وزارة العدل الأميركية اتخذت سابقاً إجراءات ضد مثل هذه المخططات، بما في ذلك اعتقال عدد من المواطنين الأميركيين الذين يديرون مزارع الحواسيب خلال العام الماضي. 

وأقرت امرأة أميركية بالذنب في فبراير الماضي لاستضافتها مزرعة حواسيب محمولة من منزلها، وهو ما مكّن عمال تكنولوجيا معلومات أجانب من تلقي أكثر من 17.1 مليون دولار مقابل عملهم.

وتواصل وزارة الخارجية الأميركية تقديم مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار مقابل أي معلومات يمكن أن تساهم في تعطيل الأنشطة المالية أو غير القانونية المرتبطة بكوريا الشمالية.

تصنيفات

قصص قد تهمك