قالت مصادر عراقية لـ"الشرق"، الخميس، إن عملية تسليم ما بين 30 إلى 40 مقاتل من "حزب العمال الكردستاني" لأسلحتهم "الخفيفة" إلى الحكومة في إقليم كردستان العراق "تأجلت إلى ما بعد الـ10 من يوليو الجاري".
وأشارت المصادر، إلى أن قرار التأجيل جاء بهدف إجراء "ترتيبات أكثر"، لافتةً إلى أن "قيادات في حزب العمال الكردستاني هي من ستقوم بنزع أسلحتها الخفيفة كبادرة حسن نية، والتوجه إلى العمل المدني".
وأعلن حزب العمال الكردستاني في مايو الماضي، عن حل نفسه ونزع سلاحه، في إطار مبادرة سلام جديدة مع تركيا، بعد 4 عقود من الصراع المسلح.
وجاء ذلك بعدما حض زعيم الحزب، عبد الله أوجلان، المسجون في جزيرة قرب إسطنبول منذ عام 1999، في فبراير الماضي، جماعته على عقد مؤتمر واتخاذ قرار رسمي بحل نفسها، ما مثل خطوة محورية نحو إنهاء الصراع.
"بادرة حسن نية من حزب العمال"
والثلاثاء، ذكرت وكالة "رويترز"، نقلاً عن مصدرين في "حزب العمال الكردستاني" بشمال العراق، أنه من المتوقع أن تسلم مجموعة صغيرة من المقاتلين أسلحتها في موقع بمدينة السليمانية شمال العراق، خلال "الأيام المقبلة".
وقال أحد المصدرين إن "التحضيرات لتسليم الأسلحة جارية بالتنسيق مع السلطات الأمنية الكردية في السليمانية".
وأشار مسؤول أمني كردي في السليمانية، في حديث لـ"رويترز، إلى أن "عملية التسليم المرتقبة ستخضع لإشراف جهات أمنية من الحكومة المركزية في بغداد".
وأضاف: "إذا سارت الأمور وفقاً للخطة، فستُسلم أسلحة حزب العمال الكردستاني الأسبوع المقبل".
وقال المصدر الثاني في حزب العمال الكردستاني: "ستكون مراسم نزع السلاح بادرة حسن نية تهدف إلى بناء الثقة، وتمهيد الطريق أمام الحكومة التركية لاتخاذ المزيد من الخطوات والوفاء بالتزاماتها نحو سلام دائم".
ووفقاً لشبكة "رووداو" الكردية، من المتوقع أن يوجه زعيم الحزب عبد الله أوجلان، "رسالة جديدة بخصوص عملية الحل خلال الأيام القليلة القادمة، وبعد ذلك ستبدأ عملية إلقاء الأسلحة".
وفي السياق، ذكر بيان لجهاز المخابرات التركي، أن رئيس الجهاز إبراهيم قالن زار أربيل العراقية، الثلاثاء، لمناقشة خطوات مزمع اتخاذها للقضاء على ما وصفه بـ"الإرهاب في المنطقة".
والتقى قالن خلال زيارته برئيس وزراء إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني، ورئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني، وزعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، وغيرهم من كبار القادة.
وبدأ حزب العمال الكردستاني تمرده في عام 1984 بهدف إقامة دولة كردية مستقلة، وأودت هذه الحرب بحياة أكثر من 40 ألف شخص، وشكلت عبئاً اقتصادياً ضخماً على تركيا، بالإضافة إلى التوترات الاجتماعية.