خبير استراتيجي لـ"الشرق": الصين تستعد لملء الفراغ الأميركي بأفغانستان

time reading iconدقائق القراءة - 4
عناصر من القوات الأفغانية خلال عملية أمنية في قندهار، 13 يوليو 2021 - REUTERS
عناصر من القوات الأفغانية خلال عملية أمنية في قندهار، 13 يوليو 2021 - REUTERS
دبي -الشرق

أكد خبير استراتيجي أن الصين ستستغل الانسحاب الأميركي من أفغانستان لملء الفراغ والعمل على ضمِّ كابل إلى مبادرتها للممرات التجارية، مشيراً إلى أن بكين أبرمت اتفاقيات تعاون سرية مع طالبان قبل بدء التمدد العسكري الأخير للحركة في البلاد.

وقال رئيس معهد الباب للدراسات الاستراتيجية في إسلام آباد جاسم تقي لـ"الشرق"، إن "الصين في موقع متقدم جداً على الولايات المتحدة في ما يتعلق بأفغانستان، نظراً لكونها دولة إقليمية وقوة عظمى كما أنها حريصة على التجارة، ولا تتدخل في الشؤون السياسية للدول التي تبرم اتفاقيات تجارة معها"، على حد وصفه.

وأشار تقي إلى أن بكين "تنظر إلى أفغانستان نظرة اقتصادية، وهي ترى أن أفغانستان قادرة على لعب دور كبير في الممر الاقتصادي الصيني"، لافتاً إلى أن الصين "تخطط لإقامة مشاريع بنى تحتية من الطرق والسكك الحديدية ما بين بيشاور عاصمة إقليم الحدود الشمالية الغربية في باكستان، والعاصمة الأفغانية كابل".

وقال تقي إن الصين طلبت من باكستان تحسين العلاقات مع حكومة أشرف غني، لأن العلاقات الباكستانية الأفغانية كانت على أسوأ ما يكون، لكن باكستان اضطرت إلى تحسينها بموجب ضغوط من الصين ودون التشاور مع الولايات المتحدة أو أي دولة أخرى.

تحييد باكستان

وأكد تقي أن إسلام آباد لن تمثل أي مشكلة أمام المشاريع الصينية في أفغانستان "لأنها حليف استراتيجي وتنصت لتعليمات وإرشادات الصين"، على حد تعبيره، معتبراً أن الجميع في المنطقة "مستفيد من سياسة الصين لأنها سياسة اقتصادية تجارية وليست عسكرية".

واعتبر تقي أن الهند قد تمثل العائق الوحيد أمام المشاريع الصينية، وذلك بسبب الخلافات الحدودية بين بكين ونيودلهي، والتي كادت تؤدي إلى نشوب حرب محدودة قبل أن تتدارك الصين الموضوع في اللحظة الأخيرة، "لذلك فالعامل الهندي سيكون عاملاً معوقاً للجهود من أجل تنشيط رواق الطاقة الصيني الباكستاني وتوسيعه إلى رواق طاقة يضم أفغانستان".

مخاوف صينية

ولأفغانستان حدود بطول 76 كيلومتراً فقط مع الصين، على علو مرتفع وبدون نقطة عبور، لكن تلك الحدود تمثل مصدر قلق كبيراً لأنها تمتد بمحاذاة شينجيانغ، وتخشى بكين أن تستخدمها جارتها منصة للانفصاليين الأويغور من المنطقة الحساسة.

وكان وزير الخارجية الصينية وانغ يي حذَّر في وقت سابق هذا الشهر من أن المهمة الأكثر إلحاحاً في أفغانستان تتمثل في "الحفاظ على الاستقرار ومنع الحرب والفوضى".

ووصف ناطق باسم الخارجية الصينية الانسحاب الأميركي بأنه "متسرّع"، معتبراً أن على واشنطن أن تفي بالتزاماتها، لـ"منع أفغانستان من أن تصبح مرة أخرى ملاذاً للإرهاب".

وأضاف: "سارعت الولايات المتحدة إلى سحب قواتها من أفغانستان، وتركت شعبها في حالة من الفوضى، الأمر الذي يفضح أكثر النفاق وراء ذريعة الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان".