روسيا تتصدر سباق الأسلحة الخارقة للصوت والولايات المتحدة تلاحقها

time reading iconدقائق القراءة - 5
إطلاق صاروخ كروز تسيركون الذي تفوق سرعته سرعة الصوت من الفرقاطة الصاروخية الموجهة أدميرال جورشكوف في البحر المتوسط، 19 يوليو 2019. - REUTERS
إطلاق صاروخ كروز تسيركون الذي تفوق سرعته سرعة الصوت من الفرقاطة الصاروخية الموجهة أدميرال جورشكوف في البحر المتوسط، 19 يوليو 2019. - REUTERS
موسكو- أ ف ب

تقود روسيا السباق لتطوير مجموعة من الأسلحة الخارقة للصوت وصفها الرئيس فلاديمير بوتين بأنها "لا تقهر". وجاءت خطوة موسكو الأخيرة الأسبوع الجاري مع اختبار آخر ناجح لصاروخ "زيركون" الخارق للصوت الذي يتم إطلاقه من السفن.

ولدى إطلاقه من إحدى سفن روسيا الحربية الأقوى، وهي فرقاطة الأميرال غورشكوف، حلّق صاروخ "زيركون" الذي يتحرّك أسرع من الصوت بسبع مرّات، على مدى أكثر من 350 كيلومتراً ليضرب هدفاً على ساحل بحر بارنتس.

وإذا نجحت تدريبات أخرى، فسيكون "زيركون" في طريقه للانضمام إلى ترسانة الأسلحة الروسية الخارقة للصوت التي تضم منظومة "أفانغارد" للصواريخ "الإنزلاقية" وصواريخ "كينجال" التي تطلق من الجو.

وبإمكان الأسلحة فوق الصوتية أن تحلّق بسرعات تتجاوز بخمس مرّات على الأقل سرعة الصوت والقيام بمناورات أثناء تحليقها، ما يصعّب تعقّبها واعتراضها مقارنة بالمقذوفات التقليدية.

ويتفق الخبراء على أن روسيا متقدّمة حتى الآن في تطوير هذا النوع من الأسلحة. وقال المحلل الدفاعي المستقل في موسكو ألكساندر غولتس لوكالة الصحافة الفرنسية إن "روسيا وحدها تملك الأسلحة الخارقة للصوت لكن الجميع يريدها".

واستغل بوتين خطابه عن حال الأمة عام 2018 ليستعرض لأول مرة مجموعة من الأسلحة فوق الصوتية، متباهياً بقدرتها على تجنّب جميع الأنظمة الدفاعية الموجودة حالياً.

"أمور غير محسوبة" 

وأعلنت الولايات المتحدة والصين وفرنسا وغيرها من القوى الكبرى، عن خطط لتطوير أسلحة فوق صوتية خاصة بها، ويتوقع أن تلحق بالركب قريباً.

وقال نائب مدير "المرصد الفرنسي الروسي" في موسكو إيغور ديلانو إن "الروس يدركون تماماً أن الأسبقية التي يتمتعون بها مؤقتة". وأضاف "سيلحق بهم الأميركيون في غضون أشهر أو خلال عام ونصف العام أو عامين على أكثر تقدير".

ولم يمر اختبار الأسبوع الجاري مرور الكرام. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركي جون كربي إن صواريخ روسيا الجديدة الخارقة للصوت "يمكن أن تكون مزعزعة للاستقرار وأن تشكل مخاطر كبيرة"، فيما أشار مسؤول في حلف شمال الأطلسي إلى أن الأسلحة تتسبب "بزيادة خطر التصعيد ووقوع أمور غير محسوبة".

لكن المحللين يشيرون إلى أنه على الرغم من أن الأسلحة الخارقة لجدار الصوت مبهرة، إلا أنها لا تعد تكنولوجيا يمكنها تغيير قواعد اللعبة.

وقال غولتس "لكن من وجهة نظر عسكرية، لا يوجد فرق إطلاقاً بينها وبين رأس حربي عادي يتبع ببساطة مساراً بالستياً في الفضاء ومن ثم يضرب أراضي الولايات المتحدة من دون أي مناورات".

ورقة مساومة

وتملك روسيا أكبر ترسانة للأسلحة النووية في العالم ومخبأ ضخماً للصواريخ البالستية. ويطرح ذلك تساؤلات بشأن المغزى من إنفاق المليارات على أسلحة جديدة فائقة السرعة.

ويعلق الباحث في مركز جامعة ستانفورد للأمن الدولي والتعاون كاميرون تريسي على الأمر بالقول إن "الفكرة ليست بالضرورة استخدام هذه الأسلحة لأي شيء بل لإظهار الأسبقية في امتلاك أي سلاح يمكن لآخرين تطويره والبقاء دوماً في الطليعة".

كما أن الخطوة تمنح بوتين ورقة ضغط يمكنه استخدامها في أي مفاوضات مع واشنطن بشأن ضبط الأسلحة. وقال تريسي "إنها استراتيجية معتادة بأن يتم تطوير أنظمة أسلحة جديدة مع فكرة أنك لن تستخدمها في الواقع، لكنك ستستخدمها كورقة للمساومة في المفاوضات".

وتطرّق الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي جو بايدن، إلى مسألة استئناف المفاوضات بشأن "الاستقرار الاستراتيجي" بعدما أعلن الرئيس السابق دونالد ترمب انسحاب واشنطن من عدة اتفاقيات لكبح التسلّح مع روسيا.

وقال الخبير بشأن الأسلحة النووية في "اتحاد العلماء الأميركيين" هانز كريستنسن "إنها بالتأكيد المرحلة الأولى في سباق التسلّح. بات تطوير قوى أصغر أسلحة خارقة للصوت مسألة وقت فقط". وتابع "لا أحد يعرف كيف يمكن أن يتجه الوضع".

وأكد "إنه حالياً سباق خطير عندما يضيفون القدرة النووية إلى الصواريخ في حال تم ذلك، فسيخلق الأمر تحديات أمنية أكثر خطورة". 

اقرأ أيضاً: