
قال مصدر مطلع على سير "مفاوضات غزة" المنعقدة بالدوحة، الأربعاء، إنه "لا اختراق حتى الآن"، لكنّه أشار إلى "تقدم طفيف في بعض المسائل المتعلقة بالمساعدات والانسحاب الإسرائيلي من القطاع"، دون ذكر مزيد من التفاصيل. فيما أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن تفاؤله بشأن التوصل لاتفاق وقف النار الأسبوع الجاري أو المقبل.
وعُقدت جلسة مفاوضات غير مباشرة بين وفدي حركة حماس وإسرائيل، هي السادسة منذ انطلاق جولات تفاوضية جديدة في قطر لبحث وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين.
وكشف مصدر مطلع لـ"الشرق"، أن "المحادثات لا تزال تراوح مكانها"، مشيراً إلى أن السبب الرئيسي لتعطل المسار التفاوضي يعود إلى رفض الوفد الإسرائيلي السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل حر ودون قيود.
وخلال الجولة الخامسة من اللقاءات التفاوضية، أكد الوفد الإسرائيلي تمسكه بـ"الآلية الحالية" لتوزيع المساعدات عبر مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة، كما رفض بشكل قاطع الانسحاب من المناطق التي احتُلت بعد 2 مارس، بحسب مسؤول مطلع على تفاصيل اللقاء لـ"الشرق".
ترمب متفائل باقتراب وقف النار في غزة
بدوره، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن هناك "فرصة جيدة جداً" لوقف إطلاق النار في غزة هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل، وذلك بعد لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الثلاثاء للمرة الثانية خلال يومين لمناقشة الوضع.
وقال ترمب للصحافيين: "لدينا فرصة هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل".
نتنياهو: فرصة جيدة لهدنة الـ60 يوماً
وفي السياق، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء، إن هناك فرصة جيدة لتحقيق صفقة لوقف إطلاق النار في غزة لمدة 60 يوماً، تتضمن إطلاق سراح نصف عدد المحتجزين الأحياء في القطاع، ونصف عدد الجثامين.
وأضاف نتنياهو في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" الأميركية، أن إسرائيل لديها نظام توزيع خاص للمساعدات في غزة وأنها لا نريد التخلي عنه، زاعماً أن "هذا النظام يضمن وصول المساعدات مباشرة إلى المدنيين، دون المرور عبر حركة حماس"، وأردف: "الترتيب سيكون مشتركاً خلال هدنة الـ60 يوماً".
وتابع: "هناك فرصة جيدة لأن نحصل على هذا الاتفاق، وسيُقرّبنا من الهدف الذي وضعته منذ البداية، وهو إعادة جميع المحتجزين دون تقديم تنازلات."
وقال نتنياهو إن الضغط العسكري والسياسي أدى حتى الآن إلى استعادة 205 محتجزين، بينهم 148 أحياء، من أصل 255 جرى احتجازهم، في غزة.
خرائط الانسحاب الجزئي من غزة
فيما أفادت صحيفة (تايمز أوف إسرائيل)، الأربعاء، نقلاً عن مصادر مطلعة بأن إسرائيل قدمت مجموعة خرائط جديدة للوسطاء في الدوحة تظهر انسحاباً جزئياً للجيش من قطاع غزة خلال الهدنة المقترحة الممتدة لفترة 60 يوماً.
وذكرت المصادر أن هذه الخطوة جاءت عقب ضغوط من الولايات المتحدة للحد من الوجود الإسرائيلي في قطاع غزة، مشيرة إلى أن أن حركة حماس رفضت خطة سابقة للانسحاب الجزئي من قطاع غزة. وأوضحت أن هذه المسألة أصبحت نقطة الخلاف الرئيسية في المفاوضات.
كان المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف قال الثلاثاء، إنه يأمل في التوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع، مشيراً إلى أن ثلاث نقاط خلافية من أصل أربع جرى حلها خلال الأيام الثلاثة الماضية من المفاوضات غير المباشرة الجارية في الدوحة.
وأبلغ مصدر (تايمز أوف إسرائيل)، بأن النقاط الثلاث التي جرى التوصل إلى تفاهمات بشأنها تشمل ضمانات تطالب بها حماس من الوسطاء بأن يبقى وقف إطلاق النار سارياً حتى في حال عدم الانتهاء من مفاوضات التهدئة الدائمة مع نهاية فترة الهدنة المحددة بستين يوماً، فضلاً عن زيادة تدفق المساعدات من خلال آليات مدعومة من الأمم المتحدة.
ووفقاً للمصدر، فإن مسألة تحديد أسماء الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين الذين سيُفرج عنهم لم تطرح بعد على طاولة المفاوضات، حيث تُصر حماس على الانتهاء من القضايا الأساسية الأخرى أولاً.
وتُصر إسرائيل على البقاء في ممرات استراتيجية جنوب القطاع، بما في ذلك ممر موراج، حيث تخطط لإنشاء منطقة عازلة بعيداً عن العالم الخارجي، في خطوة تشبه إلى حد بعيد "معازل الجيتو" خلال الحرب العالمية الثانية.