
أعلنت حركة "حماس" الفلسطينية، الأربعاء، الموافقة على إطلاق سراح 10 محتجزين وذلك في إطار الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، معتبرةً في الوقت نفسه، أن مسألة تدفق المساعدات، والانسحاب الإسرائيلي من القطاع، وتوفير ضمانات حقيقية لوقف دائم لإطلاق النار "نقاط جوهرية" لا تزال قيد التفاوض.
وأكدت الحركة في بيان صحافي، أن قيادتها تواصل "جهودها المكثفة والمسؤولة لإنجاح جولة المفاوضات الجارية، سعياً للتوصل إلى اتفاق شامل يُنهي العدوان على شعبنا، ويُؤمن دخول المساعدات الإنسانية بشكل حر وآمن، ويخفف المعاناة المتفاقمة في قطاع غزة".
وأشارت إلى أن "النقاط الجوهرية" لا تزال قيد التفاوض، وفي مقدمتها "تدفق المساعدات"، و"انسحاب الاحتلال من أراضي القطاع"، و"توفير ضمانات حقيقية لوقف دائم لإطلاق النار".
ووصفت الحركة المفاوضات مع إسرائيل بـ"الصعبة" حول هذه القضايا حتى الآن، مشيرةً إلى أن السبب يعود لـ"تعنت الاحتلال".
وأضافت: "نواصل العمل بجدية، وبروح إيجابية مع الوسطاء لتجاوز العقبات، وإنهاء معاناة شعبنا، وضمان تطلعاته في الحرية والأمن والحياة الكريمة".
توافق "أميركي- إسرائيلي"
من جهته، أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى أن التوافق في وجهات النظر مع الولايات المتحدة "لا تنطوي على ضغوط"، معتبراً أنها تأتي وفقاً لـ"تنسيق كامل".
وذكر أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب "يريد التوصل إلى اتفاق، لكن ليس بأي ثمن"، متابعاً: "أنا أيضاً أريد اتفاقاً، لكن ليس بأي ثمن". ولفت إلى أن إسرائيل لديها متطلبات أمنية ومتطلبات أخرى، وأنه يعمل مع ترمب لـ"محاولة تحقيق كل ذلك".
وأضاف نتنياهو، في تصريحات للصحافيين من مبنى الكابيتول قبيل لقائه زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ جون ثيون، أن "الرئيس ترمب وأنا لدينا هدف مشترك. أريد تحقيق الإفراج عن محتجزينا. نريد إنهاء حكم حماس في غزة. ونريد التأكد من أن غزة لن تشكل تهديداً لإسرائيل بعد الآن".
وأشار إلى أنه وترمب يتشاركان "الاستراتيجية والتكتيكات" ذاتها في مسألة التوصل إلى اتفاق، نافياً أن تشمل هذه المقاربة أي ضغوط أميركية على إسرائيل.
بدوره، اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، أن هناك "فرصة جيدة جداً" لوقف إطلاق النار في غزة هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل، وذلك بعد لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الثلاثاء للمرة الثانية خلال يومين لمناقشة الوضع.
وقال ترمب للصحافيين: "لدينا فرصة هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل".
مباحثات سرية في البيت الأبيض
وأفاد موقع "أكسيوس"، نقلاً عن مصدرين مطلعين، بأن مسؤولين رفيعي المستوى من الولايات المتحدة وإسرائيل وقطر عقدوا مباحثات سرية في البيت الأبيض، الثلاثاء، لبحث "العقبة" الأساسية المتبقية أمام إبرام اتفاق طال انتظاره في غزة.
وبينما قال المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الثلاثاء، إن 3 من بين 4 نقاط خلاف جرى حلها خلال الأيام الماضية، أشار المصدران، إلى أن النقطة العالقة تتعلق بالخطوط التي تنسحب إليها قوات الجيش الإسرائيلي خلال الهدنة التي تمتد لـ60 يوماً.
وشهد الاجتماع السري توتراً بشأن هذه المسألة، لكنه أسفر عن "تقدم ملموس" في هذا الملف، بحسب المصدرين.
وقبل لقاء ترمب ونتنياهو في البيت الأبيض، مساء الثلاثاء، اجتمع ويتكوف مع مسؤول قطري رفيع ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر.
وذكر المصدران، أن الاجتماع ركز على مسألة إعادة انتشار الجيش الإسرائيلي ضمن اتفاق الهدنة، مضيفين أن ويتكوف والمسؤول القطري أبلغا ديرمر بوضوح أن الخريطة التي اقترحتها إسرائيل، والتي تتضمن انسحاباً محدوداً مقارنة بوقف إطلاق النار السابق "غير مقبولة".
وحذر المسؤول القطري، من أن "حماس" سترفض المقترح، وقد تنهار المفاوضات بسببه، مشدداً على ضرورة ألا تُحمّل الدوحة، كوسيط، مسؤولية الفشل إذا حدث.
أما ويتكوف فأبلغ ديرمر، أن أي خريطة انسحاب تشبه "خطة سموتريتش" والتي تتضمن بقاء القوات الإسرائيلية في أجزاء واسعة من غزة، "غير مقبولة" بالنسبة لإدارة ترمب، في إشارة إلى وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، الذي يضغط على نتنياهو من أجل إبقاء قوات إسرائيلية في غزة.
مسار إيجابي
وقال أحد المصدرين، إن "ديرمر أوضح أن نتنياهو يتعرض لضغوط سياسية شديدة من داخل الائتلاف الحاكم تمنعه من تقديم تنازلات كبيرة"، لافتاً إلى أن "نتنياهو لا يستطيع اتخاذ قرارات منفردة، بل يحتاج إلى موافقة مجلس الوزراء".
وذكر المصدران، أن الاجتماع أدى إلى تقديم إسرائيل خريطة جديدة تتضمن انسحاباً أوسع لقواتها من غزة.
ولفت أحد المصدرين، إلى أن "الخريطة الجديدة أحدثت تقدماً كبيراً في المحادثات، وزادت من فرص التوصل إلى اتفاق"، فيما قال المصدر الآخر، إنه "لا تزال هناك بعض الفجوات، لكننا نسير في مسار إيجابي حالياً".
وأفاد "أكسيوس"، بأنه من المحتمل أن يعقد نتنياهو اجتماعاً آخر مع ترمب قبل مغادرته المقررة من واشنطن مساء الخميس.