
أعلن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الجمعة، أن 798 فلسطينياً على الأقل لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية في قطاع غزة من نقاط توزيع تديرها "مؤسسة غزة الإنسانية"، وقرب قوافل تديرها منظمات إغاثة أخرى.
وتستعين "مؤسسة غزة الإنسانية" بشركات أمن ولوجستيات أميركية لتوزيع المساعدات في قطاع غزة، متخطية إلى حد كبير أنظمة تقودها الأمم المتحدة، تزعم إسرائيل أنها تسمح لمسلحين بتحويل مسار المساعدات.
ووصفت الأمم المتحدة من قبل هذا الترتيب، بأنه "غير آمن بطبيعته"، ويشكل انتهاكاً لقواعد حياد العمليات الإنسانية.
وقالت المتحدثة باسم مكتب مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، رافينا شامداساني، للصحافيين في جنيف: "حتى السابع من يوليو، سجلنا سقوط 798 فلسطينياً من بينهم 615 في محيط مواقع مؤسسة غزة الإنسانية، و183 يفترض أنهم قضوا، وهم في طريقهم صوب قوافل مساعدات".
وبدأت "مؤسسة غزة الإنسانية" في توزيع الأغذية في قطاع غزة بنهاية مايو، وزعمت مراراً أن مواقعها لا تشهد مثل تلك الوقائع.
مؤسسة غزة الإنسانية.. "فخ موت"
والأسبوع الماضي، وصفت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز، مؤسسة غزة الإنسانية بأنها "فخ موت مصمم لقتل أو تهجير الفلسطينيين"، مشيرة إلى أن "إسرائيل مسؤولة عن واحدة من أكثر عمليات الإبادة الجماعية وحشية في التاريخ الحديث".
وكشفت شهادات ومقاطع فيديو حصلت عليها وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية، أن المتعاقدين الأميركيين الذين يحرسون مواقع توزيع المساعدات في قطاع غزة، يستخدمون الذخيرة الحية والقنابل الصوتية، بينما يتدافع الفلسطينيون الجائعون للحصول على الطعام.
وزعمت مؤسسة غزة الإنسانية، أنها سلمت أكثر من 52 مليون وجبة للفلسطينيين خلال 5 أسابيع، في حين أن المنظمات الإنسانية الأخرى "تعرضت جميع مساعداتها تقريباً للنهب".
ومنذ أن رفعت إسرائيل جزئياً، حصاراً استمر 11 أسبوعاً على قطاع غزة في 19 مايو الماضي، تقول الأمم المتحدة إن أكثر من 600 فلسطيني قُتلوا في أثناء سعيهم للحصول على المساعدات.
وقال مسؤول كبير في المنظمة الدولية، الأسبوع الماضي، إن غالبية الضحايا كانوا يحاولون الوصول إلى مواقع توزيع المساعدات التابعة للمؤسسة.
نظام مساعدات قاتل في غزة
ودعت أكثر من 170 منظمة غير حكومية، إلى تفكيك منظومة توزيع المساعدات الغذائية، المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل في غزة، بسبب تعريضها المدنيين لخطر الموت والإصابة.
وقال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني، إن عشرات المنظمات الإنسانية دعت لإنهاء نشاط "مؤسسة غزة الإنسانية" التي تديرها الولايات المتحدة، وإسرائيل، كونها "لا تقدم سوى التجويع والرصاص" للمدنيين بالقطاع.
وأوضح لازاريني، عبر منصة "إكس"، أن "أكثر من 130 منظمة إنسانية غير حكومية دعت إلى استعادة آلية تنسيق وتوزيع موحدة (للمساعدات بقطاع غزة) بقيادة الأمم المتحدة، ومن بينها الأونروا، تستند إلى القانون الإنساني الدولي".
وذكرت منظمة الصحة العالمية، أن مجمع ناصر الطبي في غزة تحول إلى "جناح واحد ضخم لعلاج الإصابات"، بعد تدفق الحالات التي تصاب في مواقع توزيع الأغذية التي تديرها مؤسسة غزة الإنسانية غير التابعة للأمم المتحدة.