
رحبت وزارة الخارجية العراقية، الجمعة، بإعلان حزب العمال الكردستاني بدء عملية تسليم السلاح، واصفةً إياها بـ"التطور المهم" الذي يعزز الاستقرار في المنطقة.
وقالت الوزارة في بيان إنها "ترحب بالإعلان الصادر عن حزب العمال الكردستاني بشأن بدء عملية تسليم السلاح، والتي شهدت أولى خطواتها قرب محافظة السليمانية في إقليم كردستان العراق".
وأضافت أن هذه الخطوة تأتي "في إطار الالتزام الذي أعلنه الحزب سابقاً بالتخلي عن العمل المسلح بعد أكثر من 4 عقود من النزاع".
واعتبرت الوزارة العراقية هذه الخطوة "بداية فعلية لمسار نزع السلاح"، وأنها تمثل "فرصة حقيقية لدعم الاستقرار وتعزيز جهود المصالحة الدائمة في المنطقة، بما يسهم في إنهاء حلقات العنف، وفتح آفاق جديدة للتفاهم والتعايش السلمي".
وأكدت دعم العراق الكامل لهذا المسار، مشيرة إلى أن هذه الخطوة "تمهد لمرحلة جديدة من التعاون البناء مع الجارة، الجمهورية التركية، على أساس العمل المشترك في معالجة التحديات الأمنية، بما يعزز سيادة العراق وتركيا ويحفظ أمنهما واستقرارهما".
وأعربت الوزارة عن أملها في أن تسهم هذه المبادرة في "طي صفحة من التوترات السياسية والأمنية والاجتماعية، وأن تكون منطلقاً لحوار إقليمي مسؤول يعالج جذور الأزمات، ويعزز الأمن والتنمية لصالح شعوب المنطقة كافة".
وفي وقت سابق الجمعة، بدأ مقاتلو حزب العمال الكردستاني تسليم أسلحتهم قرب مدينة السليمانية شمالي العراق، في خطوة رمزية لكنها مهمة في الصراع الممتد منذ عقود بين تركيا والجماعة المحظورة، بينما عبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن أمله في أن يؤدي بدء تسليم مسلحي حزب العمال الكردستاني أسلحتهم، إلى أمن البلاد وسلام دائم في المنطقة.
وقال أردوغان في منشور على موقع "إكس"، "نسأل الله أن يوفقنا في تحقيق أهدافنا على هذا الطريق الذي نسلكه من أجل أمن بلدنا وسلام أمتنا وإرساء سلام دائم في منطقتنا".
وأحرق 30 مسلحاً من حزب العمال الكردستاني أسلحتهم عند مدخل كهف في شمال العراق، الجمعة، في خطوة رمزية لكنها مهمة نحو إنهاء تمرد مستمر منذ عقود ضد تركيا.
وقرر حزب العمال الكردستاني، الذي خاض صراعاً دامياً مع الدولة التركية منذ 1984، في مايو الماضي، حل نفسه وإنهاء صراعه المسلح بعد دعوة علنية من زعيمه المسجون منذ فترة طويلة عبد الله أوجلان.
وبعد سلسلة من جهود السلام التي لم تكلل بالنجاح، يمكن أن تمهد المبادرة الجديدة الطريق أمام أنقرة لإنهاء التمرد الذي أودى بحياة أكثر من 40 ألف شخص وتسبب في عبء اقتصادي ضخم وأثار توتراً اجتماعياً، وأحدث انقسامات سياسية عميقة في تركيا وفي المنطقة.