
قال مسؤولون وشهود عيان إن إسرائيل قتلت ما لا يقل عن 31 فلسطينياً بالرصاص أثناء توجههم إلى موقع توزيع مساعدات السبت، كما أسفرت غارات جوية إسرائيلية عن سقوط ما لا يقل عن 28 فلسطينياً، بينهم أربعة أطفال، وفق "أسوشيتد برس".
وأفاد مسؤولون في المستشفيات وشهود عيان بأن الضحايا الفلسطينيين الـ31 الذين سقطوا بعد إطلاق النار عليهم كانوا في طريقهم إلى موقع توزيع تديره "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من أميركا بالقرب من رفح جنوب قطاع غزة.
من جهتها، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن مستشفاها الميداني استقبل أكبر عدد من الضحايا منذ أكثر من عام على بدء عملياته، موضحة أن الغالبية العظمى من أكثر من 100 مصاب وصلوا إليه كانوا مصابين بطلقات نارية.
أما الغارات الجوية في دير البلح وسط القطاع، فقد أسفرت عن سقوط 13 شخصاً بينهم 4 أطفال، وفق ما أفاد به مسؤولون في مستشفى شهداء الأقصى. فيما لقي 15 آخرون حتفهم في خان يونس جنوب القطاع، بحسب ما نقلته "أسوشيتد برس" عن مستشفى ناصر.
وعلى جانب آخر، لم تظهر أي مؤشرات على حدوث اختراق في محادثات وقف إطلاق النار بعد يومين من الاجتماعات بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وفي وقت سابق، قال ترمب إنه يقترب من التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة "حماس" قد يؤدي إلى إنهاء الحرب التي اندلعت في السابع من أكتوبر 2023.
وتركت الحرب معظم سكان غزة، الذين يزيد عددهم على مليوني نسمة، معتمدين بشكل كامل على المساعدات الخارجية، في وقت يحذّر فيه خبراء الأمن الغذائي من مجاعة وشيكة. وكانت إسرائيل قد منعت ثم قيدت دخول المساعدات بعد إنهائها وقف إطلاق النار منع "حماس" في مارس الماضي.
وأضافت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بعد حادثة إطلاق النار قرب رفح أن "جميع من تم الإبلاغ عنهم كانوا يحاولون الوصول إلى مواقع توزيع الطعام"، مشيرة إلى "تزايد وتيرة وحجم هذه الحوادث الجماعية المقلقة".
ضحايا بالقرب من مراكز المساعدات
وقال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق "طلقات تحذيرية" باتجاه أشخاص اعتبر أنهم "يتصرفون بشكل مريب لمنعهم من الاقتراب، لافتاً إلى أنه لم يكن على علم بوقوع إصابات. أما مؤسسة غزة الإنسانية قالت إنه لم يقع أي حادث بالقرب من مواقعها، حسبما نقلت "أسوشيتد برس".
من جانبه، قال عبد الله الحداد، الذي عانى من إصابة في ساقه من داخل مستشفى ناصر إنه كان على بُعد 200 متر من نقطة توزيع المساعدات التابعة لمؤسسة غزة الإنسانية قرب منطقة الشكوش عندما بدأت دبابة إسرائيلية بإطلاق النار على حشود من الفلسطينيين.
وأضاف الحداد: "كنا مع بعض، وأطلقوا النار علينا دفعة واحدة". أما محمد جمال السحلو، وهو شاهد آخر، قال إن الجيش الإسرائيلي أمرهم بالتوجه إلى موقع التوزيع، ثم بدأ إطلاق النار عليهم.
فيما قال شهود عيان ومسؤولون صحيون وآخرون بالأمم المتحدة إن المئات لقوا حتفهم بنيران إسرائيلية أثناء محاولتهم الوصول إلى نقاط توزيع المساعدات التابعة لمؤسسة غزة الإنسانية، والتي تقع في مناطق عسكرية مغلقة.
وتنفي مؤسسة غزة الإنسانية وقوع أي أعمال عنف داخل أو بالقرب من مواقعها. لكن اثنين من المتعاقدين معها قالا لوكالة "أسوشيتد برس" إن زملاء لهما أطلقوا الرصاص الحي وقنابل الصوت بينما كان الفلسطينيون يتدافعون للحصول على الطعام، وهو ما نفته المؤسسة.
وفي السياق، قالت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة إنها تواجه صعوبة في توزيع المساعدات الإنسانية بسبب القيود التي تفرضها القوات الإسرائيلية والانهيار الأمني الذي أدى إلى انتشار واسع لحالات النهب.
ووفق بيان مشترك أصدرته وكالات إغاثة تابعة للأمم المتحدة، دخلت أول شحنة وقود إلى غزة هذا الأسبوع، بمقدار 150 ألف لتر، وذلك بعد 130 يوماً من الانقطاع.
ووصف البيان الكمية بأنها "ضئيلة" مقارنة بما وصفه بـ"الركيزة الأساسية للبقاء في غزة". وأوضح أن الوقود ضروري لتشغيل المستشفيات، وأنظمة المياه، ووسائل النقل وغيرها.