خطة غربية لدعم أوكرانيا بأسلحة أميركية.. وبريطانيا تلوح بالانضمام

time reading iconدقائق القراءة - 6
المستشار الألماني فريدريش ميرتس يصافح رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في مقر الحكومة البريطانية في 10 داونينج ستريت في لندن. 17 يوليو 2025 - REUTERS
المستشار الألماني فريدريش ميرتس يصافح رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في مقر الحكومة البريطانية في 10 داونينج ستريت في لندن. 17 يوليو 2025 - REUTERS
دبي -الشرق

ألمح رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الخميس، إلى إمكانية أن تنضم بلاده إلى ألمانيا من أجل شراء أسلحة أميركية لدعم أوكرانيا، فيما قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس، إن كييف ستتسلم صواريخ بعيدة المدى "قريباً جداً".

وقال الزعيمان خلال مؤتمر صحافي مشترك في العاصمة لندن، إنهما ناقشا بالتفصيل خطط إرسال المزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا، بعد أن أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن عزمه بيع أسلحة لدول حلف شمال الأطلسي "الناتو"، بما في ذلك صواريخ "باتريوت" الدفاعية التي تسعى كييف للحصول عليها.

وقال ستارمر، إن بلاده "تعمل مع الحلفاء على توفير القدرات العسكرية، وكذلك على الدعم اللوجستي الذي يضمن فاعلية تلك القدرات داخل أوكرانيا".

من جهته، شدد ميرتس، على حاجة أوكرانيا إلى "أنظمة قادرة على تنفيذ ضربات عميقة من أجل تحسين دفاعها"، مشيراً إلى أنها ستتلقى دعماً إضافياً في هذا المجال "قريباً جداً".

ولفت لاحقاً إلى أن "تلك القدرات قد تُصبح جاهزة للعمل داخل أوكرانيا خلال أسابيع".

وذكر المستشار الألماني، أن "وزراء دفاعنا يتفاوضون على تفاصيل كيفية تنظيم تسليم أنظمة باتريوت لأوكرانيا خلال فترة قصيرة"، مضيفاً: "هذه الأنظمة تحتاج إلى نقل وتركيب، وهذا الأمر لا يتم خلال ساعات، بل يستغرق أياماً أو أسابيع".

من جهته، قال قائد القيادة الجوية لحلف "الناتو" أليكسوس جرينكيفيتش، في وقت سابق من الخميس، إن "الاستعدادات جارية، ونحن نعمل بشكل وثيق جداً مع الألمان على نقل منظومات باتريوت".

مراحل مبكرة

وذكر مصدر مطلع لـ"بلومبرغ"، أن "المناقشات بشأن انضمام لندن إلى هذا المقترح لا تزال في مراحلها المبكرة بين بريطانيا والولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية"، مشيراً إلى أنه "لم يُتخذ قرار نهائي بعد".

وكان ترمب تعهد، هذا الأسبوع بتقديم مزيد من الأسلحة لأوكرانيا، مهدداً في الوقت نفسه بفرض تعريفات جمركية "ثانوية" بنسبة 100% على روسيا ما لم يوافق بوتين على وقف إطلاق النار خلال 50 يوماً.

وقال ترمب، إن الدول الأعضاء في حلف "الناتو" هي التي ستتحمل تكلفة الأسلحة المرسلة إلى أوكرانيا.

ووفقاً لـ"بلومبرغ"، يبلغ سعر بطارية "باتريوت" المليار دولار، في حين تصل تكلفة كل صاروخ من صواريخ المنظومة نحو 4 ملايين دولار.

اقرأ أيضاً

الناتو يسابق الزمن لتزويد أوكرانيا بمنظومات "باتريوت": السلام لن يوقف تهديد روسيا

أعلن قائد قوات حلف الناتو، أليكسوس جرينكويتش، الخميس، أن الاستعدادات جارية، لنقل أنظمة دفاع جوي إضافية من طراز باتريوت إلى أوكرانيا على وجه السرعة.

وتسعى برلين إلى تمويل شراء بطاريتين من نظام "باتريوت" لكييف، وكذلك شراء نظام صواريخ "تايفون" متوسط المدى من الولايات المتحدةk أما باقي الدول الأوروبية، بما فيها بريطانيا، فلم تلتزم بعد بالانضمام إلى هذا التحرك.

 "معاهدة كنسينجتون"

وفي سياق منفصل، وقع ستارمر وميرتس على "معاهدة كنسينجتون" الجديدة، والتي تتضمن التزامات متبادلة بين البلدين بتقديم المساعدة في حال التعرض لهجوم مسلح، والعمل على تسليم نظام صواريخ بعيدة المدى خلال العقد المقبل، إضافة إلى التعاون الوثيق في تراخيص تصدير أنظمة الأسلحة المشتركة.

وقال ستارمر عقب توقيع المعاهدة في متحف فيكتوريا وألبرت، الذي شاركت في تأسيسه الملكة البريطانية فيكتوريا وزوجها الأمير ألبرت الألماني الأصل: "ندرك حجم التحديات التي تواجه قارتنا اليوم، ونعتزم مواجهتها مباشرة".

وأضاف: "معاهدة كنسينجتون تعبّر عن أهدافنا وقيمنا المشتركة، لكنها أكثر من ذلك، فهي خطة عمل تتضمن 17 مشروعاً رئيسياً سنتعاون في تنفيذها من أجل تحقيق نتائج ملموسة تُحسّن حياة الناس".

وفي تصريحات أدلى بها من مصنع شركة "إيرباص" وقف فيه إلى جانب ستارمر، أعرب ميرتس عن أسفه لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لكنه يرى أن الاتفاقية الجديدة ستُعزز العلاقات بين البلدين، وتُكمّل الاتفاق الذي أبرمته لندن مع باريس.

ويشمل نص المعاهدة بنداً يتعلق بالمساعدة المتبادلة، وصفه مسؤول ألماني هذا الأسبوع، بأنه "ذو أهمية كبيرة في ظل الحرب العدوانية الروسية ضد أوكرانيا"، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز".

وبنيت هذه المعاهدة على اتفاق دفاعي أبرم، العام الماضي، تضمن تطويراً مشتركاً لأسلحة بعيدة المدى، وتأتي بعد اتفاق مماثل بين فرنسا وبريطانيا الأسبوع الماضي لتعزيز التعاون في مجالي الردع النووي والترسانة النووية لكل منهما.

وتأتي زيارة ميرتس إلى بريطانيا بعد الزيارة الرسمية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأسبوع الماضي، والتي كانت أول زيارة من هذا النوع يقوم بها زعيم أوروبي إلى بريطانيا منذ خروجها من الاتحاد الأوروبي (بريكست).

تصنيفات

قصص قد تهمك