
قالت الولايات المتحدة الأميركية والعراق، في البيان الختامي لجلسة الحوار الاستراتيجي الرابعة بين البلدين، إنهما "جددا تأكيدهما على أهمية تعزيز الشراكة الاستراتيجية"، و"المبادئ المتفق عليها في اتفاقية الإطار الاستراتيجي".
والتزمت الحكومة العراقية في البيان، بـ"حماية أفراد التحالف الدولي"، فيما أكدت الولايات المتحدة "احترامها لسيادة العراق وقوانينه"، وعزمها "مواصلة دعم القوات الأمنية العراقية".
ووفقاً لبيان وزارة الخارجية العراقية، اتفق الطرفان بعد استكمال مباحثات الفرق الفنية الأخيرة، على أن العلاقة الأمنية ستنتقل بالكامل إلى المشورة والتدريب والتعاون الاستخباري، ولن يكون هناك أي وجود لقوات قتالية أميركية في العراق بحلول 31 ديسمبر 2021.
وجاءت مخرجات الاجتماع الرابع والأخير للحوار الاستراتيجي بين الطرفين والذي بدأ في 11 يونيو 2020، كجزء من اتفاقية الإطار الاستراتيجي لعام 2008 لعلاقة الصداقة والتعاون بين الولايات المتحدة والعراق.
وترأس وفد العراق الذي ضم ممثلين عن حكومة إقليم كردستان، وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، فيما ترأس وفد الولايات المتحدة، وزير الخارجية أنطوني بلينكين.
تعزيز الشراكة طويلة المدى
وجددت واشنطن وبغداد تأكيدهما على أهمية المناقشات التي ركزت على تعزيز الشراكة الاستراتيجية طويلة المدى التي حددتها اتفاقية الإطار الاستراتيجي، وعلى القضايا الرئيسية ذات الاهتمام المشترك: كالاستقرار الإقليمي، والصحة العامة، وتغير المناخ".
وقدم العراق بياناً مفصلاً عن جهوده المستمرة لتعزيز العودة الآمنة والطوعية للنازحين إلى مناطق سكنهم، وتعهدت الولايات المتحدة بمواصلة دعمها لهذه الجهود.
وأشارت حكومة العراق إلى التزامها بحماية أفراد التحالف الدولي الذين يقدمون المشورة والتدريب للقوات الأمنية العراقية، كما أكدت أن جميع قوات التحالف الدولي عملت في العراق بناءً على دعوتها.
احترام القوانين العراقية
من جانبها، قالت الولايات المتحدة إنها تؤكد احترامها لسيادة العراق والقوانين العراقية وتعهدت بمواصلة توفير الموارد التي يحتاجها العراق للحفاظ على وحدة أراضيه.
ولفت الطرفان إلى أن القواعد التي تستضيف أفراد الولايات المتحدة، وأفراد التحالف الدولي الآخرين هي قواعد عراقية، تُدار وفق القوانين العراقية النافذة وليست قواعد أميركية أو قواعد للتحالف الدولي وأن وجود الأفراد الدوليين في العراق هو فقط لدعم حكومة بغداد في الحرب ضد تنظيم داعش.
وتعتزم الولايات المتحدة مواصلة دعمها للقوات الأمنية العراقية وضمنها قوات البيشمركة من أجل بناء قدرتها على التعامل مع التهديدات.
وقدم الوفدان التزاماً بحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية بما في ذلك حرية الصحافة وذلك من خلال الالتزام الكامل بالإجراءات القانونية والضمانات الدستورية العراقية التي تحترم الأعراف والاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان.
وقال الجانبان إن الانتخابات الحرّة والنزيهة ستدعم سيادة العراق وديمقراطيته وتنميته.
تقدير الدعم الدولي
وأعرب الوفدان عن تقديرهما للدعم المقدم من المجتمع الدولي، والذي عبر عنه قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2576 (لعام 2021)، وفقاً لما جاء في بيان الخارجية العراقية.
كما اتفق الوفدان على أن وجود فريق مراقبة تابع لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق وبعثة مراقبة تابعة للاتحاد الأوروبي يمثل جهداً صادقاً من قبل المجتمع الدولي لدعم مطالب الحكومة العراقية والشعب العراقي بإجراء انتخابات حرة ونزيهة في شهر أكتوبر المقبل.
ورحب العراق بالدعم الأميركي المستمر لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق، (UNAMI) والمساهمات المالية الأخيرة التي قدمتها الولايات المتحدة للبعثة كمساعدات ذات صلة بالانتخابات، بما في ذلك المساهمات المقدمة لفريق مراقبة الانتخابات.
تنسيق مستمر
واتفق الطرفان على مواصلة التعاون في العمل مع المنظمات الدولية ومن خلال المؤسسات الحكومية المعنية في كلا البلدين، ولا سيّما في ضوء الاستعدادات لمؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي في دورته السادسة والعشرين، والذي سيعقد في غلاسكو في المملكة المتحدة في الخريف القادم.
وأعربت الولايات المتحدة عن دعمها للجهود المبذولة من قبل العراق لتعزيز الإصلاح الاقتصادي والتكامل الإقليمي، لا سيما من خلال التزامه بشبكات الطاقة الإقليمية مع الأردن ومع دول مجلس التعاون الخليجي.
وجدد الوفدان التأكيد على عزمهما على تقوية العلاقة الاستراتيجية بينهما، في جميع القضايا الثنائية، وبما يخدم المصلحة الوطنية لكل بلد، بالإضافة إلى مصلحتهما المشتركة المتمثلة في الاستقرار الإقليمي.
وأكد العراق والولايات المتحدة أنهما سيستأنفان مناقشاتهما، من خلال لجان التنسيق التابعة لاتفاقية الإطار الاستراتيجي.