دبي-الشرق
أدان مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين في اجتماع طارئ عقده بمقر الأمانة العامة في القاهرة، الثلاثاء، ما وصفه باستخدام إسرائيل سياسة التجويع كسلاح حرب ضد المدنيين في قطاع غزة، واعتبرها "صورة من صور الإبادة الجماعية" تستهدف الشعب الفلسطيني.
وفي بيان ختامي صدر عقب الاجتماع، الذي عُقد برئاسة الأردن وبناء على طلب من دولة فلسطين، دعا المجلس المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف العدوان الإسرائيلي، ورفع الحصار المفروض على غزة، وضمان دخول المساعدات الإنسانية والطبية والإغاثية إلى القطاع.
وطالب المجلس بتفعيل آليات المساءلة الدولية ومحاسبة إسرائيل على الجرائم المرتكبة بحق المدنيين، ورفضَ بشكل قاطع أي آليات بديلة أو "مؤسسات إنسانية" غير شرعية، في إشارة إلى مؤسسة "غزة الإنسانية"، التي اتُّهمت بأنها تستخدم غطاءً إنسانياً لتبرير سياسات عدوانية ضد الفلسطينيين.
وأكد المجلس أن ما يتعرض له الفلسطينيون من تدمير واسع وتجويع وتهجير قسري يندرج ضمن الأفعال التي تُشكّل جريمة إبادة جماعية، وفقاً للقانون الدولي وميثاق روما المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية.
كما رحّب ببيان مشترك صادر عن 28 دولة في 21 يوليو 2025، من بينها دول أوروبية وكندا وأستراليا واليابان، دعا إلى وقف العدوان الإسرائيلي، وفرض عقوبات على الاحتلال، والاعتراف الفوري بدولة فلسطين.
وفي سياق آخر، أدان المجلس استهداف إسرائيل لأماكن العبادة، بما في ذلك الهجوم الأخير على الكنيسة اللاتينية في مدينة غزة، والذي أدى إلى وقوع ضحايا وجرحى، ووصف ذلك بأنه "اعتداء متعمد على دور العبادة والمستشفيات والمدارس".
كذلك أدان استمرار الإجراءات الاقتصادية العقابية التي تمارسها إسرائيل ضد السلطة الفلسطينية، ولا سيما احتجاز أموال الضرائب، وطالب بالإفراج الفوري عنها، داعياً إلى توفير شبكة أمان مالية عربية عاجلة.
وفي قرار ثانٍ تناول تطورات الوضع في مدينة الخليل، رفض المجلس العربي بشكل قاطع ما وصفه بمحاولات إسرائيل "تهويد الحرم الإبراهيمي" وسحب صلاحيات بلدية الخليل في إدارة الموقع، مؤكداً أن هذه الخطوات تشكّل انتهاكًا للوضع التاريخي والقانوني القائم.
وشدد المجلس على أن الحرم الإبراهيمي وقفٌ إسلامي تديره وزارة الأوقاف الفلسطينية، واعتبر أي تغيير في وضعه محاولة لطمس هوية المدينة ومقدساتها الإسلامية والمسيحية.
كما طالب بإعادة تفعيل بعثة المراقبة الدولية في الخليل، وإرسال بعثة أممية عاجلة لرصد الانتهاكات، داعياً منظمة الأمم المتحدة للتدخل العاجل لحماية السكان الفلسطينيين.
ودعا المجلس الدول الأعضاء في مجلس الأمن، وتحديداً الجزائر والصومال، إلى التحرك لعقد جلسة طارئة للمطالبة بإنهاء الحصار على قطاع غزة، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية فوراً.
واختتم المجلس قراراته بالتأكيد على إبقاءه في حالة انعقاد دائم، ومطالبة الأمين العام لجامعة الدول العربية بمتابعة تنفيذ القرارات ورفع تقرير بشأنها في الدورة المقبلة.
تصنيفات
