
قال الرئيس اللبناني جوزاف عون، الثلاثاء، إن مسألة تطبيق "حصرية السلاح" بيد الدولة "لا رجوع عنها"، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنها تتم "بروية" على نحو يحفظ وحدة لبنان، و"يمنع الإضرار بالسلم الأهلي"، فيما شدد المبعوث الأميركي الخاص توماس بيريك، على أن الجدول الزمني لتنفيذ هذه العملية "لا يمكن أن يكون طويلاً".
وأضاف عون على هامش زيارته للبحرين، ولقاءه رؤساء تحرير الصحف ووكالة الأنباء البحرينية، أن "اسرائيل لا تزال تمتنع حتى الساعة عن التقيد باتفاق 26 نوفمبر 2024، وتواصل اعتداءاتها على لبنان، ولا تستجيب للدعوات الدولية للتقيد بوقف الأعمال العدائية".
واعتبر أن "أي حل يحتاج إلى من يضمن تنفيذه لا سيما وأن إسرائيل لم تلتزم بتطبيق القرار 1701 بكل مضامينه، في حين أن لبنان التزم بالاتفاق، ونشر الجيش في جنوب الليطاني".
وذكر أنه "لا يزال وجود الإسرائيليين في التلال الخمس في لبنان عائقاً أمام استكمال انتشار الجيش"، مؤكداً أن "عديد الجيش في الجنوب سيرتفع إلى 10 آلاف مع حلول نهاية العام، وحيثما حل الجيش صادر الأسلحة والذخائر، وأنهى كل مظاهر مسلحة".
وتابع: "قرارنا بإنقاذ الدولة نهائي، ولن نوفر جهداً لتحقيق ذلك".
وأعلنت الرئاسة اللبنانية، الاثنين، أن عون سلم المبعوث الأميركي مذكرة شاملة لتطبيق تعهدات لبنان الواردة في اتفاق 27 نوفمبر 2024 الذي توسطت فيه الولايات المتحدة بين لبنان وإسرائيل.
"مؤسسة عسكرية واحدة"
من جهته، قال باراك في مقابلة مع قناة "الجديد" اللبنانية، مساء الثلاثاء، إن لبنان وإسرائيل "يجدان صعوبة في تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار"، مضيفاً: "نحن في لبنان للمساعدة في إحلال السلام لكن الجدول الزمني لا يمكن أن يطولاً، وليس لدينا وقت.. ولذلك نحن نضغط للتوصل إلى توافق".
وأعرب المبعوث الأميركي عن امتنانه لزيارته الثالثة إلى لبنان في الأشهر الأخيرة، معتبراً أن عودته إلى بيروت هي "بمثابة عودة الروح إلى مسقط الرأس"، وأن "مهمته تنبع من رغبة الولايات المتحدة، ممثلة برئيسها، في إعادة التناسق والجمال لهذا البلد، والمساهمة في تخفيف التوتر وإرساء الاستقرار في هذه المرحلة العصيبة".
وأشار باراك إلى أن لقائه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري كان "استثنائياً"، واصفاً بري، بأنه "من أكثر الشخصيات السياسية حنكة وذكاء في المنطقة، ويتمتع بخبرة طويلة في إدارة الأزمات المعقدة".
ولفت إلى أن "الاجتماع تخلله نقاش حول الأوضاع الراهنة في لبنان، وما يمكن للولايات المتحدة أن تقوم به للمساعدة"، موضحاً أن "بري شدد على ضرورة خفض التوتر".
واعتبر أن "الوقت قد حان للتهدئة"، وأن "رئيس المجلس أبدى تعاوناً بناءً، وتقدم بمقترحات مرتبطة بوقف إطلاق النار"، مشيراً إلى أن "هناك اتفاقاً قائماً بهذا الشأن، لكنه يواجه صعوبات في التنفيذ".
وأضاف أن "المطلوب اليوم هو إزالة التحديات التي تعيق تطبيق هذا الاتفاق، والبحث في سبل إصلاحه لتأمين الاستقرار".
وعن مسألة سلاح "حزب الله"، أشار براك إلى "وجود قانون واضح في لبنان ينص على وجود مؤسسة عسكرية واحدة"، مضيفاً، أن "تطبيق هذا القانون يعود إلى الحكومة اللبنانية، وليس من مسؤولية الولايات المتحدة".
وأكد أن بلاده "تسعى عبر تأثيرها إلى تقليص التوتر، سواء في لبنان أو في العلاقة مع إسرائيل"، لافتاً إلى أن "جميع دول المنطقة تتعاون مع واشنطن على المدى القصير والطويل لإيجاد حلول شاملة".
وعن موقفه حول عدم إعطاء ضمانات باحترام إسرائيل لوقف إطلاق النار مع لبنان، قال المبعوث الأميركي: "انا لست مفاوضاً، ودوري هو وسيط سياسي للتأثير الإيجابي بين الأطراف، فالوقت يداهمنا في ظل ما يحصل في المنطقة، لذا يجب إرساء الاستقرار".
"لا يمكن إجبار إسرائيل"
وكان المبعوث الأميركي الخاص توم باراك قال، الاثنين، إنه لا يمكن للولايات المتحدة "إجبار" إسرائيل على فعل أي شيء، وذلك رداً على سؤال أحد الصحافيين بشأن مطالب بيروت بأن تكون واشنطن هي الضامن لوقف الهجمات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية.
واقترحت الولايات المتحدة، الشهر الماضي، خريطة طريق على كبار المسؤولين اللبنانيين تتضمن نزع سلاح جماعة "حزب الله" بالكامل خلال 4 أشهر مقابل وقف الغارات الجوية الإسرائيلية، وانسحاب إسرائيل من المواقع التي لا تزال تحتلها في جنوب لبنان.
وطلبت بيروت من واشنطن أن تكون ضامناً أمنياً للتأكد من سحب إسرائيل لقواتها بالكامل ووقف استهداف أعضاء بـ"حزب الله" إذا بدأت الجماعة في تسليم أسلحتها، بحسب وكالة "رويترز".
ولدى سؤاله عن هذه الضمانات، قال باراك للصحافيين بعد اجتماعه مع رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، إن الولايات المتحدة "ليس من شأنها محاولة إجبار إسرائيل على فعل أي شيء".
وأضاف للصحافيين، أن الولايات المتحدة لا تجبر لبنان على نزع سلاح "حزب الله"، ولا تبحث فرض عقوبات على مسؤولين لبنانيين إذا لم يتم نزع سلاح الجماعة.
وهذه ثالث زيارة يقوم بها باراك إلى لبنان خلال شهر تقريباً لمناقشة خريطة الطريق الأميركية، التي تشمل نزع سلاح الجماعات المسلحة غير الحكومية والإصلاحات الاقتصادية التي طال انتظارها وتحسين العلاقات مع سوريا، بحسب "رويترز".
وخاضت إسرائيل و"حزب الله" حرباً استمرت شهوراً في العام الماضي، وانتهت بهدنة بوساطة أميركية دعت الطرفين إلى وقف القتال، وسحب إسرائيل لقواتها وإخلاء لبنان من جميع الأسلحة غير الحكومية بدءاً من المنطقة الجنوبية الأقرب إلى الحدود الإسرائيلية.