مصادر لـ"الشرق": المبعوث الأميركي إلى لبنان يطلب "خطوات تنفيذية" لحصر السلاح بيد الدولة

time reading iconدقائق القراءة - 6
بيروت-مها حطيط

قالت مصادر لـ"الشرق" إن زيارة الموفد الأميركي توم باراك الجارية في لبنان "ليست حاسمة"، وإن اللقاءات "تأخذ مسار أخذ ورد، قد يطول"، مشيرة إلى أن المسؤول الأميركي طلب اتخاذ "خطوات تنفيذية" من أجل حصر السلاح في يد الدولة، وذلك وسط مساعي لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار بين جماعة "حزب الله" وإسرائيل.

وأوضح باراك، الأربعاء، عقب لقائه البطريرك الماروني بشارة الراعي، أن "الجميع يبذل كل ما في وسعه لتسوية الأمور في لبنان"، مستدركاً: "إلا أن الأمور معقّدة بالنسبة للقادة اللبنانيين كما بالنسبة للجميع، وآمل أن يستمر التواصل، وأتفهم الصعوبات".

وأضاف: "بالطبع سأعود إلى لبنان كلّما تطلبت الحاجة إلى ذلك، والحكومة عليها أن تقرر ما يجب فعله، وليس أميركا فقط من يريد مساعدة لبنان إنما أيضاً الخليج ودول الجوار، لكن من أجل المساعدة على اللبنانيين تحقيق الاستقرار".

ولفت باراك الى أن هناك مشاكل تمنع التطبيق الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار، معتبراً أن "وجهات النظر متعددة في هذا المجال".

ووجّه حديثه إلى المسؤولين اللبنانيين بالقول: "إن لم تتوصّلوا إلى استقرار فلن يأتي أحد للمساعدة".

حصر السلاح في يد الدولة

واقترحت الولايات المتحدة، الشهر الماضي، خارطة طريق على كبار المسؤولين اللبنانيين تتضمن نزع سلاح جماعة "حزب الله" بالكامل خلال 4 أشهر مقابل وقف الغارات الجوية الإسرائيلية وانسحاب إسرائيل من المواقع التي لا تزال تحتلها في جنوب لبنان.

واستهل باراك زيارته الثالثة إلى لبنان، الاثنين، بلقاء رئيس الجمهورية جوزاف عون، كما التقى رئيس الحكومة نواف سلام، فضلاً عن لقاء مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، حليف جماعة "حزب الله".

وذكرت المصادر أن اجتماع باراك وبري "كان إيجابياً وصريحاً"، لافتة إلى أن رئيس مجلس النواب ناقش مع الموفد الأميركي موقف بيروت المتمثل في "التزام لبنان باتفاق وقف إطلاق النار بشكل كامل، وأن إسرائيل لم تلتزم وعليها الآن المبادرة باتخاذ خطوات كالانسحاب من التلال الخمسة التي احتلتها في الجنوب، ووقف الاغتيالات، مقابل بدء لبنان بتنفيذ حصر السلاح على مراحل".

وعقب لقاء باراك مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وهو حليف لـ"حزب الله"، خرّج الموفد الأميركي بابتسامة، قائلاً إن الاجتماع "كان ممتازاً، ونعمل للوصول إلى الاستقرار". 

وأوضح مصدر مطلع إن "موقف الجماعة هو نفسه لم يتغير، ويتمثل في أن هناك اتفاق قائم التزمت به وعلى إسرائيل أن تلتزم به أيضاً".

وقال مصدر رسمي لـ"الشرق" أن الموفد الأميركي طالب خلال لقاءاته في لبنان باتخاذ "خطوات تنفيذية لقرار حصر السلاح في يد الدولة، في ضوء مهلة زمنية أو آلية محددة، وهو الأمر الذي لم يقدمه لبنان بعد".

وتابع المصدر: "جماعة حزب الله لا تشارك في عملية الرد والرد المقابل بين الدولة اللبنانية والموفد الأميركي لا من ناحية نقاشها أو التعليق عليها أو إبداء الرأي فيها، لأن الورقة أساساً تخضع لنقاشات وأخذ ورد، والأمور لاتزال في هذا الإطار".

البحث عن ضمانات

وأضاف المصدر أن "أبرز الملاحظات اللبنانية على الورقة الأميركية هي الضمانات"، موضحاً موقف جماعة "حزب الله" بقوله: "باراك يقول إن الاتفاق السابق (اتفاق وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر) قد فشل.. من أفشل الاتفاق؟ وبالتالي يريد الموفد الأميركي صياغة اتفاق جديد، لأن الاتفاق الماضي ينص على سحب السلاح فقط من جنوب نهر الليطاني وليس كما يُطلب اليوم سحب السلاح من كل لبنان".

وواصل المصدر: "الموفد الأميركي قال إن سلاح حزب الله هو شأن داخلي، وبالتالي إذا كنا نتحدث عن نقاش استراتيجية الأمن الوطني بين الجماعة ورئيس الجمهورية والدولة اللبنانية فهذا الأمر هو المسار الصحيح، ويجب أن ننتظر لنعرف إذا ما كان هناك ورقة نهائية، لأنه دون ضمانات أميركية يبقى الأخذ والرد في إطار الافكار المتداولة".

"لا يمكن إجبار إسرائيل على شيء"

وطلب لبنان من واشنطن أن تكون ضامناً أمنياً للتأكد من سحب إسرائيل لقواتها بالكامل ووقف استهداف أعضاء بحزب الله إذا بدأت الجماعة في تسليم أسلحتها.

وقال المبعوث الأميريكي الخاص توماس باراك، الاثنين، إن "الولايات المتحدة ليس من شأنها محاولة إجبار إسرائيل على فعل أي شيء"، وذلك رداً على سؤال أحد الصحافيين بشأن مطالب لبنان بأن تكون واشنطن هي الضامن لوقف الهجمات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية.

وأضاف باراك: "الولايات المتحدة لا تجبر لبنان على نزع سلاح حزب الله ولا تبحث فرض عقوبات على مسؤولين لبنانيين إذا لم يتم نزع سلاح الجماعة.. لا عواقب ولا تهديد ولا عقاب".

ويشغل باراك أيضاً منصب السفير الأميركي لدى تركيا والمبعوث الخاص لسوريا وهو مستشار للرئيس الأميركي دونالد ترمب منذ فترة طويلة.

وهذه ثالث زيارة يقوم بها إلى لبنان خلال شهر تقريباً لمناقشة خريطة الطريق الأميركية، التي تشمل نزع سلاح الجماعات المسلحة غير الحكومية والإصلاحات الاقتصادية التي طال انتظارها وتحسين العلاقات مع سوريا.

وخاضت إسرائيل و"حزب الله" حرباً استمرت شهوراً في العام الماضي وانتهت بهدنة بوساطة أميركية دعت الطرفين إلى وقف القتال وسحب إسرائيل لقواتها وإخلاء لبنان من جميع الأسلحة غير الحكومية جنوب نهر الليطاني قرب المنطقة الحدودية.

وفي حين سلّم "حزب الله" أسلحة من مستودعات في جنوب البلاد إلى الجيش اللبناني، تقول إسرائيل إن الجماعة تنتهك وقف إطلاق النار بمحاولتها إعادة ترسيخ وجودها.

ويقول لبنان و"حزب الله" إن إسرائيل انتهكت الهدنة بمواصلتها احتلال 5 نقاط مراقبة على الأقل في شريط من الحدود اللبنانية بالإضافة إلى شن غارات بشكل متكرر.

تصنيفات

قصص قد تهمك