التقى الرئيس الأميركي، جو بايدن، زعيمة المعارضة في بيلاروسيا، سفيتلانا تيخانوفسكايا، في البيت الأبيض، الأربعاء، في وقت تكثف بلادها حملة على المعارضة ووسائل الإعلام والمجتمع المدني، حسبمات نقلت وكالة "بلومبرغ".
وكتب بايدن في تغريدة على تويتر، بعد لقائه تيخانوفسكايا، الذي لم يكن مدرجاً على جدول أعماله: "تشرّفت بلقاء تيخانوفسكايا في البيت الأبيض هذا الصباح. تقف الولايات المتحدة إلى جانب شعب بيلاروسيا، في سعيه إلى تحقيق الديمقراطية وحقوق الإنسان العالمية".
وشكرت تيخانوفسكايا الرئيس الأميركي "على إشارة قوية للتضامن مع ملايين البيلاروسيين الشجعان، الذين يقاتلون سلمياً من أجل حريتهم". وكتبت في تغريدة على تويتر، "اليوم، بيلاروسيا على خط المواجهة في المعركة بين الديمقراطية والاستبداد. العالم يقف معنا. ستكون بيلاروسيا قصة نجاح".
وأشارت "بلومبرغ" إلى أن اللقاء عكس دعماً رمزياً، مستدركة أن تيخانوفسكايا، المقيمة في المنفى في ليتوانيا، باتت أول سياسي من الجمهورية السوفياتية السابقة يحظى بهذه المعاملة البارزة من زعيم أميركي، منذ استقلال بيلاروسيا في عام 1991.
تيخانوفسكايا تطالب بعقوبات
تيخانوفسكايا كانت أعلنت، تقديمها لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، خلال لقائهما الاثنين الماضي، لائحة بشركات، خاصة تلك العامة منها، في قطاعات النفط والخشب والفولاذ، مطالبة بفرض عقوبات عليها.
وقالت، خلال طاولة مستديرة نظمتها جمعية المراسلين في الخارجية الأميركية: "وحدهم البيلاروسيون يستطيعون الانتقال بالبلاد إلى التغيير الديمقراطي، ولكننا نأمل بمشاركة أميركية نشطة، لا رمزية فحسب".
وأضافت: "الرئيس بايدن يتحدث عن اختبار قوة عالمي بين الديكتاتوريات والديمقراطيات. في هذه اللحظة، فإن الجبهة الأمامية في هذه المعركة، موجودة في بيلاروسيا. بوصفها بطلة الديمقراطية، تستطيع الولايات المتحدة المساعدة في دفع الأمور قدماً".
واعتبرت أن تشديد العقوبات سيدفع الشركات العامة إلى "إدراك أن (الرئيس البيلاروسي ألكسندر) لوكاشينكو انتهى" وأن عليها "الاختيار أن تنضمّ إلى بلد جديد وشفاف"، كما أفادت وكالة "فرانس برس".
وتابعت أن "غالبية الشركات الأجنبية تخشى العقوبات الأميركية قبل أي شيء، وحتى التهديد بعقوبات جديدة، أوروبية أو أميركية، يمكن أن يؤثر في سلوك لوكاشينكو"، لافتة إلى أنه "يزداد وحشية ويلجأ إلى مزيد من العنف، لكن ذلك لا يعكس سوى ضعفه".
وزادت: "يصعب أن أشرح للناس في بلدان ديمقراطية، أنني لا أقود حركة معارضة لأننا غالبية. حتى لو اختفت تيخانوفسكايا يوماً ما، لسبب أو لآخر، فإن هذه الثورة، هذا الحراك، سيتواصل".
حملة على المعارضة البيلاروسية
واضطرت تيخانوفسكايا، التي رفضت الاعتراف بخسارتها في الانتخابات أمام لوكاشينكو، إلى مغادرة بلادها بعد فترة وجيزة على التصويت، في أغسطس من العام الماضي. لكنها حشدت مؤيّدين ونظمت المعارضة، في وقت يقبع زوجها في السجن في بيلاروسيا، كما التقت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
الاجتماع مع بايدن تزامن مع إطلاق لوكاشينكو حملة أخرى على خصومه، شملت إغلاق وسائل إعلام مستقلة، وعشرات من المنظمات غير الحكومية، وسجن ناشطين وصحافيين، وفق "بلومبرغ".
وأصدر القضاء في بيلاروسيا، الجمعة الماضي، أحكاماً قاسية بسجن 11 طالباً وأستاذاً، بتهمة التظاهر ضد لوكاشينكو. وفي اليوم ذاته، نفذت أجهزة الأمن حملة دهم جديدة، طاولت 18 صحافياً مستقلاً على الأقلّ، كما أعلنت جمعية الصحافيين البيلاروسية.
وأغلقت السلطات البيلاروسية، الجمعة الماضي، عشرات المنظمات غير الحكومية والجمعيات التي تغطي مجالات مختلفة، من الدفاع عن حقوق الإنسان إلى الصحافة. وأفادت منظمة "فياسنا"، المدافعة عن حقوق الإنسان، بأن هذه العملية شملت ما لا يقلّ عن 47 منظمة غير حكومية، علماً أن لوكاشينكو شبّه الأعضاء المنتسبين إلى منظمات غير حكومية بـأنهم "قطّاع طرق" و"عملاء أجانب" يتصرّفون "ضد الدولة"، وفق "فرانس برس".
وأعلنت وزارة الداخلية البيلاروسية الثلاثاء، أن القضاء البيلاروسي صنّف موقع قناة "بيلسات" المعارِضة، إضافة إلى صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، بأنها "متطرفة".
ويشمل القرار الموقع الإلكتروني للقناة، التي تتخذ من بولندا مقراً، وكذلك صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة فيسبوك وإنستجرام. وذكّرت الوزارة بأن مشاركة معلومات صادرة عن "مصادر متطرّفة"، تشكّل مخالفة يُعاقب عليها القانون، بفرض غرامة وحتى التوقيف.
ليتوانيا تشكو طوفان مهاجرين
واتهمت ليتوانيا، المجاورة لبيلاروسيا والعضو في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، النظام في مينسك بتنظيم "عدوان هجين" يستهدف الاتحاد الأوروبي، من خلال توجيه طوفان من المهاجرين من الشرق الأوسط، عبر الحدود إلى دول التكتل، وفق "بلومبرغ".
في المقابل، اتهم لوكاشينكو ، هذا الشهر، الولايات المتحدة وألمانيا ودولاً أوروبية مجاورة، بتنظيم خلايا نائمة، مع خطط للإطاحة به، علماً أنه يخضع لعقوبات فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وظهر في تسجيل مصوّر بثته وكالة "بيلتا" الرسمية البيلاروسية للأنباء، وهو يقول خلال اجتماع مع مسؤولين ومؤيّدين، قبل إحياء بلاده استقلالها: "هذه ليست مجرد عقوبات اقتصادية، هذا إرهاب".
إقرأ أيضاً: